ساسي جبيل (تونس)
تختار الطيور المهاجرة المناطق الرطبة في تونس ملاذاً لها، وخصوصا في فصل الشتاء للتعشيش والتكاثر على غرار النحام الوردي والبط وكثير من الطيور الأخرى، وتمثل سبخة السيجومي ضواحي العاصمة تونس ثروة طبيعية هامّة، لأنها وجهة للكثير من الأصناف، بالإضافة إلى مناطق أخرى كالساحلين قرب مدينة سوسة وسط البلاد والهوارية شرق البلاد.وقال محمد الهادي عيسى رئيس «جمعية أحباء الطيور» إن أعضاء الجمعية كثيرا ما يحملون مناظيرهم وينزلون منحدرات قرب بحيرة السيجومي لمراقبة أعداد النحام الوردي وعدد من الطيور المهاجرة من شمال البحر الأبيض المتوسط في رحلة بحث عن الأمان والغذاء، فسبخة السيجومي هي رابع أهم منطقة رطبة في شمال أفريقيا، نظراً للتنوع الحيوي الفريد الذي تحتويه، إذ يصل إليها سنويا أكثر من 125 ألف طائر مائي خلال فصل الشتاء.
ويعتبر النحام الوردي من أكثر الأنواع المثيرة للاهتمام في العالم، ويقضي فترة مهمة في تونس بالمناطق الرطبة، وهو يعرف في بعض البلدان باسم الفلامنجو، وغالبا ما لا نراه يطير ولكنه يستطيع الطيران تماماً مثل بقية الطيور، وتصل منه أعداد هائلة للبلاد التونسية قرب العاصمة وقرب جزيرة جربة جنوب شرق البلاد وبين محافظتي سوسة والمنستير وخاصة في منطقة الساحلين وسط البلاد.
أما اللقلق فهو من الطيور المهاجرة، التي بدأت تستقر في تونس بعدما كانت زياراتها موسمية، وخصوصا في مدينة باجة شمال غربي البلاد، قبل أن ينتقل منها خلال السنوات الأخيرة إلى سجنان في محافظة بنزرت في الشمال ومنتجع الحمامات بنابل في شرق تونس.
ويؤكد مختصون أن الذكر يأتي أولا لتجديد العش وتهذيبه وإعداده لفترة حضانة البيض، لتلتحق الإناث بعد أسبوعين حيث يعيش هذا الطائر في أزواج، ولا يغير الذكر شريكته إلا في حالة موتها، ويعود الثنائي كل سنة إلى العش ذاته، وتبيض الأنثى بين 2 و4 بيضات عادة، ويعيش منها طائران اثنان غالبا.