محمد نجيم (الرباط)
يحتفل المغرب، كغيره من بلدان المغرب العربي، برأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 من يناير كل عام، وهو اليوم الذي يُحتفى فيه بدخول السنة الفلاحية الجديدة، مع ما تحمله من احتفالات وإعداد مأكولات وأطباق تقليدية يعود تاريخها إلى زمن بعيد.
على مدى أسبوع أو أكثر، يحرص المغاربة على إحياء بعض الطقوس القديمة التي ترافق المناسبة والاحتفاء بها من خلال إعداد وجبة «أوركيمن» الخالية من الملح، والتي تعدها المرأة الأمازيغية في قرى ومدن الجنوب المغربي وفي مناطق أخرى من المغرب، وهي خليط من الحبوب (الفول، العدس، الحمص، والشعير، والذرة).
وطقوس ليلة السنة الأمازيغية، احتفال شعبي من موروثات المغرب، يرمز إلى التشبت بالأرض وحفظ تقاليد دأب الأمازيغ في بلدان شمال أفريقيا، لذا يحتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بإحياء طقوس هذا اليوم وإلقاء محاضرات تبرز مكانته في الثقافة المغربية، حيث يتم إعداد أطباق دأبت الأسر المغربية الأمازيغية على إعدادها، ومنها الكسكس المغربي والعصيدة أو «بركوكش»، كما تلتقي الأسر في حفلة الشاي وتناول والحلوى والعسل و«أملو»، وهو خليط مكون من اللوز المطحون والعسل وزيت أرغان الخالص.
ويقول الباحث في الثقافة الأمازيغية الدكتور أحمد بوكوس، مدير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط: «رأس السنة الأمازيغية من بين المناسبات المهمة التي يحتفل بها الأمازيغ وترتبط بالموروث الثقافي والحضاري، إذ تعد من رموز الهوية وفرصة للتلاقي والاحتفاء بالطقوس التقليدية العريقة للمغرب٬ وتقليداً راسخاً في كل بلدان شمال أفريقيا منذ القدم».