عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
أيام قليلة، ويبدأ فصل الشتاء رسمياً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ورغم ما يصاحبه من برودة ورياح وأمطار وثلوج، إلا أنّ بعض مناطق العالم تتزيّن خلاله بمشاهد طبيعية خلابة.
أقصر يوم في السنة
يعود السبب الحقيقي لحدوث فصول السنة الأربعة «الشتاء والربيع والصيف والخريف» إلى ميل محور الأرض بزاوية مقدارها 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس.
وعلى مدار العام الواحد تختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض عدة درجات، وهذا التفاوت يصنع فرقاً كبيراً جداً في كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلى سطح الأرض، حيث يتعرض جزء منها للحجب بسبب جزيئات الغلاف الجوي عندما تسقط بزاوية مائلة، فيصبح الجو أبرد، أو يصل جزء أكبر منها إلى سطح الأرض عندما تسقط بزاوية عمودية، فيصبح الجو حاراً، وبهذا يحدث الصيف في النصف الشمالي أو الجنوبي من الأرض عندما تسقط أشعة الشمس بزاوية عمودية، ويحدث الشتاء عندما تسقط بزاوية مائلة.
ويمتد فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية من يوم 21 أو 22 ديسمبر إلى يوم 20 أو 21 مارس من كل عام. أمّا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، فيمتد الشتاء من يوم 21 أو22 يونيو إلى يوم 22 أو 23 سبتمبر من كل عام، ويعتبر أول يوم في فصل الشتاء أقصر أيام السنة.
89 يوماً
يصل عدد أيام فصل الشتاء إلى 89 يوماً، الأمر الذي يجعله أقصر من فصل الصيف بعدة أيام، حيث يصل عدد أيام فصل الصيف إلى 93 يوماً في كل عام، ويعود السبب في هذا التفاوت إلى وجود العديد من العوامل البسيطة التي تؤثّر على موقع الأرض الفلكي بالنسبة إلى الشمس، وتأثير الشمس عليها، مثل ابتعاد المنطقة عن خط الاستواء في الكرة الأرضية، والتأثر بحركات الكواكب الأخرى.
أجمل المواسم
يُعد فصل الشتاء من أبرد فصول السنة، وخلاله تهب رياحٌ قوية في كل مكان، ويشهد هطولاً للأمطار، مع تساقط للبرد والثلوج، فضلاً على تميزه بقصر أيامه وطول لياليه. وخلال فصل الشتاء تتزيّن بعض دول العالم بالمشاهد الطبيعية الخلابة التي تكسوها الثلوج، وبمناظر التلال المذهلة التي تكسوها الأزهار الزاهية في كل صباح، الأمر الذي يجعله أجمل موسم في السنة.
موسم السُبات والهجرة
يُطلق على فصل الشتاء لقب «موسم السُبات»، حيث تموت فيه العديد من النباتات، وتترك بذورها لتنمو في فصل الربيع، وتتوقف بعض النباتات عن النمو. كما تدخل أنواع كثيرة من الحيوانات في حالة السُبات والبيات الشتوي طوال أشهر الفصل، خاصة الحيوانات التي تعيش في الأماكن شديدة البرودة. كما تُهاجر بعض الحيوانات من الأماكن الباردة إلى أماكن أكثر دفئاً.
24 ساعة ظلام
في القطبين الشمالي والجنوبي، يأتي يوم واحد على الأقل في شتاء كل سنة يكون عبارة عن ظلام دامس لمدة أربع وعشرين ساعة، بينما في المناطق الواقعة عند خط الاستواء تحتفظ الأيام بطولها الطبيعي، فلا يكاد يزداد طولها أو ينقص عن 12 ساعةً إلاّ بدقائق معدودة.
انقلاب شتوي
يُعرف اليوم الذي يبدأ فيه فصل الشتاء بـ «الانقلاب الشتوي»، الذي يحدث في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بين يومي 21 و22 من شهر ديسمبر من كل عام، حيث يميل محور الكرة الأرضية في ذلك اليوم بعيداً عن الشمس، وتكون أشعة الشمس في أقصى ميلان لها على نصف الكرة الشمالي، حيث تتعامد في وقت الظهيرة مع مدار الجدي الواقع على دائرة عرض 23.3 درجة جنوب خط الاستواء.
ويكون الوضع معكوساً في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يصادف يوم 21 من ديسمبر بداية لفصل الصيف، ويحدث الانقلاب الشتوي في النصف الجنوبي للكرة الأرضية بين يومي 22 و23 من شهر يونيو، وذلك عندما يميل محور الأرض باتجاه الشمس، فتكون أشعة الشمس عمودية وقت الظهيرة على مدار السرطان الواقع على دائرة عرض 23.3 درجة شمال خط الاستواء، وعندها يصادف بدء فصل الصيف في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
خلال فصل الشتاء، تشهد بعض مناطق الكرة الأرضية انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة لدرجة تصل إلى حد التجمد، فقد سُجلت في القارة القطبية الجنوبية أدنى درجة حرارة في التاريخ بمقدار 93.2 درجة مئوية تحت الصفر، في شهر أغسطس من عام 2010، حيث يكون فصل الشتاء في النصف الجنوبي للكرة الأرضية في الفترة من 21 يونيو وحتى 22 سبتمبر.
وفي 23 ديسمبر من عام 1971، سُجلت في ولاية ألاسكا الأميركية درجة حرارة متدنية جداً بلغت 62 درجة مئوية تحت الصفر في منطقة بروسبكت كريك شمالي فيربانكس.
4 عواصف شتوية
يرتبط فصل الشتاء بتشكل العديد من العواصف المرتبطة بتساقط الثلوج، وهناك 4 أنواع من هذه العواصف، وهي:
- العواصف الثلجية المصاحبة بتساقط الثلوج المصاحب بالرياح القوية، وانخفاض مستوى الرؤية، ولكن لا يشترط تساقط الثلوج الكثيف أثناء هذه العواصف، وتستمر لمدة ثلاث ساعات على الأقل.
- العواصف الجليدية التي تُعد من أخطر الظواهر الطبيعية في فصل الشتاء، حيث تتسبب في سقوط الأشجار وأعمدة الكهرباء بسبب وزن الأمطار المتجمدة والصقيع.
- العواصف المتأثرة بالمياه التي تحدث عندما تتلامس الرياح الجافة الباردة أسطحاً مائية دافئةً وكبيرة ، وتلتقط منها الرطوبة والحرارة، وتتساقط على شكلِ زخات كثيفة من الثلوج وتتراكم بشكلٍ كبير.
- عواصف نورستر التي سُميت بهذا الاسم نسبة للرياح الشمالية الشرقية التي تجلب الثلوج والأمطار الغزيرة إلى السواحل الشرقية لأميركا الشمالية، وتحدث هذه العاصفة في أي وقت من السنة تقريباً، إلا أنها أكثر شدة في فصلي الشتاء والربيع، وقد يصاحبها في بعض الأحيان عواصف رعدية وثلجية.
