أحمد شعبان (القاهرة)
بدأت رحلة رضا فضل في الرسم بالفم والقدم منذ الخامسة من عمره، فرغم الإعاقة الجسدية في يديه والتي ولد بها، إلا أن إرادته وعزيمته لم تكن سوى دافع له نحو التميز والنجاح، لتبدأ مسيرة كفاحه مع محاولات الإمساك بالقلم في ظل عدم امتلاكه يداً يمسك ويكتب بها، ومن هنا بدأت المسيرة. واعتبر الفنان التشكيلي الإعاقة التي ولد بها «مبتور اليدين» هبة وامتحاناً من الله تعالى، وأن إعاقته لم تقف عائقاً أمام أحلامه وطموحاته، وأن الله تعالى عوضه عن الإعاقة بموهبة الفن التشكيلي منذ صغره، حيث بدأ يمسك بالقلم والفرشاة، ويرسم بمساعدة أخته التي تكبره في السن، بالإضافة إلى تشجيع والديه له ومساعدته في الاعتماد على نفسه.
رعاية الإمارات
وثمَّن الفنان التشكيلي الدكتور رضا فضل، الأستاذ بقسم التربية الفنية بجامعة الأزهر، الذي هو من أصحاب الهمم ويرسم بفمه وقدمه، الاهتمام الكبير التي توليه دولة الإمارات بأصحاب الهمم. وأشاد الفنان التشكيلي خلال حواره لـ«الاتحاد» باهتمام الإمارات بالفنون عامة وبالفن التشكيلي بصفة خاصة.
وقال: بدأت المشاركة في مسابقات الرسم بالمرحلة الإعدادية، وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة لي، حيث بدأت أطلع على رسومات المتسابقين المشاركين للاستفادة وكسب مهارات وأفكار جديدة، وساعدني في ذلك مشرف فني بمركز الشباب بقريتي شباس الشهداء، وعندما وصلت إلى الصف الرابع الثانوي تم اختياري مع طالب آخر لتمثيل محافظة كفر الشيخ في مسابقة على مستوى الجمهورية.
مسيرته الفنية
وعن المسابقة التي كان لها دور كبير في مسيرته الفنية يروي رضا: شاركت في المسابقة وأعجبت لجنة التحكيم بأدائي فعرضت علي المساعدة واقترحت استكمال دراستي، مشيراً إلى أن هذه أول مسابقة يحصل فيها على المركز الأول على مستوى الجمهورية.
والتحق الفنان التشكيلي رضا فضل بقسم التربية الفنية بجامعة الأزهر بعد اجتيازه امتحان القدرات، وصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية، فحاز المركز الأول على دفعته في كل سنوات دراسته الجامعية، وتخرج في كلية التربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم التحق بمعهد الخط العربي.
ويستكمل حديثه: حصلت على الدبلوم التكميلي من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان في عام 2007 بتقدير امتياز، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه ببحثين مرتبطين بذوي الهمم، الماجستير حول «الفنانين من ذوي الإعاقة الذهنية»، أما موضوع الدكتوراه فحول «الرسامين بالفم والقدم»، منوهاً إلى أنه أول باحث في الوطن العربي يحصل على الدكتوراه في مجال التربية الفنية من أصحاب الإعاقة الحركية، مضيفاً: «أنا أكثر واحد عايشت هذه التجربة، وأكثر واحد يمكن أن يقدم هذه التجربة ويقوم بعمل بحث فيها».
وحول رسمه بالفم والقدم قال: «أمسك الفرشاة بفمي، ولكن احتاج إلى مساحات صغيرة بعض الشيء، وأعاني من تعب قليل في عضلات الرقبة، وكذلك صعوبة في الفكين، ولكن تفاصيل اللوحة تكون دقيقة، وأستطيع التحكم في اللوحة، وبالنسبة للرسم بالقدم، أمسك الفرشاة بأصابع قدمي، ولكن ضربات الفرشاة تحتاج مساحة أكبر، وصريحة أكثر، والتفاصيل تقل قليلاً، فالتحكم بالقدم يكون بخلاف الفم».
جوائز ومعارض
شارك رضا في أكثر من 40 معرضاً محلياً ودولياً، ونال العديد من الجوائز، ولفت إلى أن اللوحات الفنية، التي يرسمها تعبر عن كثير من المواقف التي يشعر ويحس بها في حياته اليومية، وأن كل أعماله تحتوي على فكرة معينة، مشيراً إلى أنه رسم لوحة فنية تعبر عمن فقدوا حياتهم بسبب «كورونا» المستجد، بعد أن مات والده وأمه بسبب الفيروس في الموجة الثانية.