عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
قد يسهل عليك كثيراً في مقتبل عمرك أن تُكوِّن صداقات، ففي تلك المرحلة تتعدد فرص العثور على أصدقاء، من بين زملاء الدراسة وأبناء الجيران، ورفاق ممارسة الرياضات المختلفة، لكن الأمر يختلف عندما تصبح ثلاثينياً أو أربعينياً، لديك أعباء ومشاغل واهتمامات، بل وخصال شخصية، تفرض عليك تحديات يتعين أن تتجاوزها، كي تكتسب أصدقاء جدداً.
الوقت محدود
يشكل الانشغال بالأعباء العملية والأُسرية، إحدى أبرز الصعوبات التي تواجه من يحاولون تكوين صداقات جديدة، بعد تجاوزهم مرحلة الدراسة والشباب المبكر، فانشغالات مثل هذه، تقلص الوقت المتاح للمرء، للتعرف على أشخاص جدد، ومن ثم اكتساب صداقاتهم. ولتذليل هذه العقبة، ينبغي عليك الحرص على تخصيص وقت ما ضمن جدولك الزمني المزدحم، لمقابلة أصدقائك المحتملين، أو حتى التواصل معهم هاتفياً، لمد الجسور بينكم.
الاهتمامات المشتركة
يمثل العثور على موضوعات أو أنشطة ذات اهتمام مشترك، إحدى الطرق الشائعة التي يلجأ إليها الراغبون في تكوين صداقات، في مرحلة متقدمة قليلاً من العمر. فعثورك على شخص ينغمس في هواياتك ذاتها، سواء كانت رياضية أو فنية أو حِرَفية، سيتيح لكما الفرصة لإزجاء وقت الفراغ معاً، والانخراط في الوقت نفسه، في ممارسة نشاط ممتع بالنسبة لكليكما. وسيفيد ذلك بالتبعية، كما يقول موقع «فاست كَمباني» الإلكتروني، في منحكما الوقت الكافي للتعرف على بعضكما بعضاً بشكل أعمق، ويمهد لبلورة صداقة وطيدة بينكما.
المصارحة بالعيوب
كلما تقدم المرء في العمر أصبح أكثر قدرة على إخفاء أفكاره ومشاعره، وهو ما يفقده أحد المقومات الأساسية للصديق، الذي يُنتظر منه أن يكون مرآة صادقة لرفاقه المقربين. ومن شأن ذلك تقليص فرص تكوينك صداقات حقيقية في مراحل عمرية متقدمة، كما أنه قد يقلل من إمكانية أن تصبح أنت نفسك صديقاً بكل معنى الكلمة، للآخرين ممن ينتظرون منك ذلك، لأنك قد تصير بدورك عازفاً عن مصارحة المحيطين بك بعيوبهم، ومُحجماً عن توجيه نصائح لا تخلو من انتقادات لاذعة لهم.
