تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تدخل الروائية والإعلامية السورية مريم الملا عالم الدراما التلفزيونية من خلال المسلسل السعودي الجديد «طرفة عين»، التي تولت كتابته، وهو عمل درامي اجتماعي يسلط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية المعاصرة التي تهم المجتمع العربي ككل والمجتمع الخليجي بشكل خاص، خصوصاً أنها عاشت فيه لسنوات طويلة واستطاعت أن تكتب عنه بواقعية شديدة، لاسيما أنها إعلامية أيضاً وتعمل في مجال الصحافة، لذا فهي متفاعلة وملمة بالمجتمع الخليجي وبقضاياه، متوقعة أن يعرض العمل ضمن الخريطة الدرامية لرمضان 2021.
أوضحت مريم الملا أن «طرفة عين» مسلسل يجمع ثلاثة أشقاء مع عائلاتهم، وهم شركاء يعملون في التجارة، ويحدث خلاف فيما بينهم مع تطور الأحداث، كما يسلط العمل الضوء على علاقة الآباء بالأبناء، وعلى قضايا المجتمع والأسرة، معتبرة أن الدراما عبارة عن مجموعة رسائل هادفة تطرح المشاكل وتغربلها وتجد الحلول المنطقية والعقلانية لها، وتسلط الضوء على قضايا تهم المجتمع وبالأخص فئة الشباب، مثلما تستعرض في «طرفة عين» قضية عزوف البنت أو الشاب على الزواج، وحاولت طرحها بعمق لأنها مسألة خطيرة على المجتمع.
أول إنتاج
وأشارت إلى أن هذه التجربة أولى تجاربها كأول إنتاج لها في عمل درامي تلفزيوني من تأليفها، وقالت: وقعت عقداً مع شركة منتجة مؤخراً تتولى إنتاج أعمالي كدراما تلفزيونية، بعد أن كتبت في السابق أعمالاً متنوعة مثل «عائلة أبو سلطان»، وهو قصة حقيقية يتناول فترة الثمانينيات لإمارة أبوظبي ومدينة العين ومنطقة الرويس ومنطقة الطريف، و«قدر ومكتوب» و«أقدار»، وهما عملين أيضاً طرحت فيهما قضايا مجتمعية أسرية، كما أنني أحرص على التنوع في كتاباتي من ضمن هذا التنويع، حيث وصلت لكتابة حياة الشعراء الإماراتيين القدامى التي تجذب قلمي بكل حماس مثل «غي السراب»، فضلاً عن الأعمال البدوية التي هي شغفي مثل «خلجان العطش»، إلى جانب السير الذاتية التي يُمكن تحويلها إلى أعمال درامية، وحالياً أكتب القصص القصيرة التي أطورها فيما بعد لتصبح أعمالاً درامية، مثل «للرجال أسرار» و«بيت الضرة» و«بنات خليجيات» و«تاج من الملح» و«بائع الموسيقى» و«للحب أشياء أخرى».
تجربة ممتعة
وأوضحت الملا أن الكتابة الروائية تختلف كثيراً عن تجربة كتابة العمل الدرامي لكنها ممتعة، من خلال تقسيم الشخصيات وتشابك الأحداث وطرح المشكلات وإيجاد حلول لها، لافتة إلى أن الاتفاق على تنفيذ «طرفة عين» جاء من خلال المنتج السعودي خالد المسيند الذي تعرفت إليه من خلال الفنان والمخرج السعودي عمر الجاسر، وتناقشنا حول فكرة العمل، والبدء في كتابة القصة التي أعجب بها كثيراً، واتفقنا على تنفيذها كعمل درامي تلفزيوني، ونحن الآن نستعد لتصويره في المملكة العربية السعودية، واختيار أبطال العمل، حيث تم الاستقرار مؤخراً على الفنانة السعودية ريم العبد الله للعب دور البطولة.
اختلاف جذري
ولفتت إلى أن كل شخصية تطرقت إليها في «طرفة عين» مختلفة عن الأخرى اختلافاً جذرياً، بردود أفعالها ومفاهيمها وسير حياتها، كما أن الأحداث المفاجئة التي صنعتها هي أبرز ما يميز العمل لأنها غير متوقعة، وليست روتينية كما اعتدناها، فضلاً عن أسلوب التشويق حتى في الشخصيات الفرعية للعمل والتي كان لها تواجد فعال في الأحداث، كما أدخلت عنصر الكوميديا من خلال موظفين مكتب المحامية، التي اختارت لها اسم العنود، نتيجة حبي لهذا الاسم وانتشاره في أبوظبي.
تطوير وتجديد
وحول التطور الذي وصلت إليه الدراما العربية بشكل عام والدراما السعودية على وجه التحديد، قالت: هناك تطور وتجديد دائم، فأنا أتابع بعين الكاتب كل ما يُطرح من أفكار، عربياً وليس خليجياً فقط، سواء كانت اجتماعية أو تاريخية أو بوليسية أو كوميدية، أو ما يخص السير الذاتية التي تكون واقعية عكس المتخيلة، وهنا لا بد أن أشير إلى أن الدراما السعودية لها مكانتها على الخريطة الخليجية منذ مدة طويلة، فصناعها يطورون وينوعون في أعمالهم بشكل مستمر وهذا شيء إيجابي ومهم.
الروايات والدراما
تؤيد مريم الملا فكرة تحويل الروايات إلى أعمال درامية تلفزيونية لكن بشرط، قائلة: لا أخفي أنني أبقى متخوفة دائماً من العبث في الرواية أو تبديل أو حذف أشياء ممكن أن تكون بنظري ضرورية ومهمة، تحت بند أنها ضرورية العمل وأنا أوافق على هذا التبرير ولكن بشرط الاطلاع على كل شيء قبل التصوير، وهذا ما طلبته من المنتج خالد المسيند، الذي وافق على طلبي علماً أن عملي «طرفة عين» ليس مأخوذاً من رواية من رواياتي التي أتعب فيها كثيراً وتمتد لسنوات في كتابتها ومع ذلك أشعر بالقلق الكبير، لافتة إلى أنها توافق تحويل رواياتها إلى أعمال درامية، لكن الصعوبة في أن أعمالها الروائية تحتاج لميزانية ضخمة لأنها غزيرة في الأفكار وكثيرة الشخصيات ومتعددة الأماكن لهذا لم تسع إلى إنتاجها.