الخميس 14 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 39 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سوسة».. «جوهرة» الساحل التونسي

«سوسة».. «جوهرة» الساحل التونسي
6 نوفمبر 2020 01:03

ساسي جبيل (تونس)

من يزور مدينة «سوسة» التونسية، يتمنى الرجوع إليها في مناسبات لاحقة، لما تتميز به من زرقة تعانق البحر وخضرة مستمدة من أشجار الزيتون البديعة، وطبيعة غناء تجمع بين البحر والسهل والمناخ المعتدل وجمال العمران، الذي مزج الماضي بالحاضر والتقليدي بالعصري، ما جعل السحر يغازل الإبداع في كل أشكاله، لمدينة من أجمل المدن المتوسطية.
هذا الجمال فتح قرائح عدد كبير من الشعراء التونسيين وغيرهم من العرب وحتى الأجانب، ومنهم المصري محمد علي أحمد، الذي تغنى بمدينة «سوسة»، قائلاً: «أرأيت سوسة والأصيل يلفها... في حلّة نسجت من الأضواء/‏/‏ أما أنا فلقد أخذت بسحرها... لما وقفت هناك ذات مساء/‏/‏ البحرُ يبدو من أمامي موغلاً في الأفق... والجبل الأشمُّ ورائي/‏/‏ والشمسُ تسكب في الغروب أشعةً.. حمراء فوق اللجة الزرقاء..».

«جوهرة الساحل»
«سوسة» غنية بآثارها الرومانية والإسلامية، وأطلق عليها الفينيقيون، الذين أسسوا أركانها لتكون محطة رسو لسفنهم اسم «حضرموت»، فيما سماها الرومان مدينة «جوستينا» نسبة للإمبراطور الروماني جوستنيان، الذي حكمها، وأطلق عليها العرب والأمازيغ «سوسة المحروسة»، ويلقبها التونسيون الآن «جوهرة الساحل»، وما بين أسماء وألقاب هذه المدينة قرون كثيرة راكمت مدينة سوسة على مداها تراثاً ثرياً تحفل به المدينة العتيقة والسور الروماني المطوق لها، والذي عمره تجاوز الألفي سنة، ليظل شاهداً على توالي الحقب وتداول الأيام بين الناس.
و«سوسة» التي تبعد عن تونس العاصمة «140 كلم»، ظلت وعلى مر السنين تبسط ذراعيها لاستقبال زوارها القادمين إليها من كل أصقاع العالم، للتمتع بأجوائها الهادئة الخلابة وجمالها الساحر والتعرّف على تاريخها الموغل في الحضارات، حيث تتميز بغاباتها الكثيفة وبساتينها الساحلية التي تنتشر على طولها أشجار الزيتون والحمضيات في مشهد رائع.

مدينة الفنادق
وإضافة إلى جمالها الطبيعي، زادها جمال فنادقها روعة على سحرها، خاصة أنها تعتبر مدينة الفنادق نتيجة لتعدّد النزل السياحية الراقية ذات الطراز الهندسي والمعماري العربي والأوروبي فيها، حيث توجد في مدينة «سوسة» أكثر من 100 وحدة سياحية، ومن أبرزها المركب السياحي المندمج «القنطاوي» في ضاحيتها الشمالية، والمتوج بمينائه ومتنزهاته وحيه التجاري وأسواقه التقليدية، فضلاً عن ملاعب التنس والصولجان ونوادي التزلج على الماء والغوص في أعماق البحر، واستقبال عشرات اليخوت والسفن الخاصة على مدار السنة.
ومن جهة أخرى تم تسجيل المدينة العتيقة بسوسة منذ عام 1988 كتراث ثقافي عالمي في منظمة «اليونسكو»، فضلاً عن اشتهار هذه المدينة العريقة بتنظيم المهرجانات المحلية والدولية، مثل مهرجان المدينة، مهرجان سوسة الدولي، ومهرجان «أوسو» السنوي، الذي يعتبر كرنفالاً عالمياً تشارك فيه مجموعات من دول عديدة على كورنيش شاطئ «بوجعفر» الخلاب.

منارة ثقافية
وكل هذه المواصفات والإنتاجات التي تتميز بها «سوسة»، جعلها على مر السنين مقصداً سياحياً رئيساً لمختلف الزوار من كل أنحاء العالم، حيث تجمع المدينة بين جمال السواحل وتنوع الأسواق العربية وكثرة المدن الأثرية القريبة منها، وفي الوقت الحاضر أصبحت مركزاً إدارياً وصناعياً وتجارياً وسياحياً وثقافياً.
كما أن مدينة «سوسة» تتميز بكثافة مراكز الثقافة المترجمة للعصور الإسلامية، مثل الكتاتيب ودور تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والفقهية، إضافة إلى المسجد الكبير في قلب المدينة، الذي بناه الأغالبة في القرن الثاني الهجري، وأصبح منارة تعليمية بارزة، وكذلك الرباطات، وهي عبارة عن أماكن للعبادة ومراقبة السواحل خوفاً من إغارة الأعداء على السواحل في الماضي.

زيت الزيتون
تشتهر سوسة بزيت الزيتون، وتقدر المساحة الصالحة للزراعة بنحو 205 آلاف هكتار، إلى جانب غابة شجر زيتون تقدر مساحتها بنحو 77 ألف هكتار وتحتوي على 4.2 ملايين شجرة زيتون وأكثر من 210 معاصر، فضلاً عن تواجد نحو 11.873 هكتار من المساحات السقوية و611 هكتارا من الفلاحة «الزراعة» البيولوجية وميناءين للصيد البحري، وأربعة مراكز لتربية الأحياء المائية، ما جعلها تساهم بنحو 17,5 بالمئة من الإنتاج الوطني لزيت الزيتون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض