الجمعة 18 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 25 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

دور الأب محوري في تنشئة المراهق

قضاء وقت نوعي مع المراهق يقوي شخصيته (من المصدر)
9 أكتوبر 2020 00:34

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

كانت بعض الدراسات تركز على أهمية الحفاظ على علاقة سليمة مع الأم، لكنها لم تهتم كثيراً بالعلاقات الاجتماعية الأخرى داخل الأسرة، التي تأتي على رأسها العلاقة بين الأب وطفله، وخاصة أن 99% من أبحاث تربية الأطفال كانت تركز على الأمهات. كما أثبتت أبحاث جديدة أن الحياة الاجتماعية للأطفال أكثر ثراء وتعقيداً مما كنا نظن، إذ أدرك الباحثون أن مسؤولية رعاية الطفل لا يتولاها شخص واحد فقط، ولذا اهتموا بدور الآباء والأجداد وأزواج الأم في التربية السليمة للطفل، انطلاقاً من هذه المعطيات، ونظراً للدور المحوري الذي يلعبه الأب في حياة الأطفال بشكل عام، وفي حياة المراهق بشكل خاص.
ومن هنا نظمت مؤسسة التنمية الأسرية سلسلة من الورش التفاعلية والمحاضرات للآباء ضمن خدمة «تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية»، تحت عنوان: «دور الآباء في تربية الأبناء المراهقين وأثره في تماسك الأسرة الإماراتية» من تقديم بنة بوزبون، خبير نفسي واجتماعي في مؤسسة التنمية الأسرية.

دور الأب 
وأكدت بنة بوزبون أن الهدف من الورشة هو الكشف عن أهمية دور الأب في تكوين شخصيات الأبناء الاجتماعية في مرحلة المراهقة، وأهمية الدور التربوي الذي يقوم به، من خلال العلاقات الأسرية السليمة بالتعامل مع أزمات الابن المراهق، وكيفية توفير المناخ الصحيح بتطبيق المهارات اللازمة لتكوين شخصية الأبناء الاجتماعية المتوازنة، وتحويل دور الأب من مقدم للرعاية إلى شريك في التربية. وتقديم الإرشادات للأب عن الأساليب الناجعة في التعامل مع الأبناء المراهقين. ومن خلال الورشات التي تم تنظيمها عن بُعد اكتسب العديد من الآباء مهارات التعامل مع الأبناء الذكور في مرحلة المراهقة، ومهارات تحليل السلوك عند المراهقين، وبناء علاقة فعالة بين الأب والابن المراهق.

مسؤولية الأبوين
ودارت الورشة حول عدة محاور منها: تربية الأبناء مسؤولية الأبوين، علاقة الأبناء وأثرها على تكوين الشخصية، أزمة المراهقة والأبناء الذكور، أهمية علاقة الأب بالابن المراهق، الصداقة بين الأب والابن، مراحل بناء الصداقة بين الأب وابنه الشاب الناضج. وشددت بوزبون على أهمية دور الأب في بناء شخصية الابن المراهق، موضحة أن أهم أساسين في بناء الأسرة هما دور الأب والأم‫ معاً. 
وأضافت: منذ اليوم الأول.. دور الأم واضح، حيث تتولى القيام بأمور أخرى طالما دعتها الحاجة للقيام بها‫، أما بالنسبة لأغلب الآباء فهم يفضلون أن يبقى دورهم بسيطاً ذا مسؤوليات محددة‫، وبعض الآباء يقتصر دورهم على توفير الرعاية الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وصحة، ولا شيء غير ذلك‫، ولكن بالنسبة للطفل فكلا الأبوين مهمان، لخلق مناخ آمن وأجواء من الحب والراحة النفسية. 

سلامة نفسية
أكدت بوزبون أن هناك العديد من الدراسات تؤكد على أهمية نوعية العلاقة بين الأب والطفل وتأثيرها على نموه السليم، موضحة أن هناك دراسة أجرتها عالمة النفس روث فيلدمان، من جامعة بارإيلان، تشير إلى أن مستوى هرمون أوكسيتوسين، المسؤول عن تقوية الروابط الاجتماعية بين الآباء أو الأمهات والأطفال، يرتفع في الدم لدى الآباء عند اعتنائهم بصغارهم.
وأثبتت إحدى الدراسات، أن الآباء عندما يتولون بمفردهم مسؤولية رعاية الأبناء في حالة غياب الأمهات، تنشط لديهم نفس المناطق من الدماغ التي تنشط لدى الأمهات للتكيف مع المهمة، وأثبتت دراسة أخرى أن التفاعل الوجداني بين الأب والرضيع ينبئ بالنمو العقلي والنفسي السليم للطفل، فكلما زاد تفاعل الآباء مع الرُّضع وجدانياً، قلت احتمالات ظهور المشاكل السلوكية لدى الطفل في المراحل اللاحقة من العمر، والعكس، وكلما زاد دعم الآباء، أو من يقوم مقامهم، للأطفال عاطفياً في الصغر، زاد رضا الطفل عن الحياة لاحقاً، وتحسنت علاقته بمدرسيه وزملائه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض