الشارقة (الاتحاد)
أطلقت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المؤسسة الخيرية ذات النفع العام المعنية بمكافحة السرطان والتوعية به، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمرضى، ومقّرها دولة الإمارات، النسخة العربية من أطلس السرطان، بهدف توسيع نطاق الوعي بأسباب المرض وسبل الوقاية منه، وذلك بالتزامن مع «أكتوبر الوردي»، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي.
يعتبر الأطلس الجديد ثمرة التعاون الثاني بين الجمعية والاتحاد الدولي لمكافحة السرطان والجمعية الأميركية للسرطان والوكالة الدولية لأبحاث السرطان، حيث كان التعاون الأول فيما بينها عبر إطلاق النسخة العربية من الإصدار الثاني للأطلس عام 2016، ضمن فعاليات الدورة الـ35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
مرجع شامل
ويمثل الأطلس الذي شارك في إعداده خبراء من المؤسسات الأربع، مرجعاً شاملاً لواقع السرطان في العالم، ويضم أبحاثاً وبيانات تم جمعها من أكثر من 180 دولة، حيث يسلط الضوء على عوامل الخطر الرئيسة لمرض السرطان وطرق الوقاية منه وسبل مكافحته والعبء الذي يشكله هذا المرض على المستوى العالمي، إلى جانب السياسات والإجراءات التي أثبتت فعاليتها في التخفيف من تأثيراته.
جاء إطلاق الأطلس، خلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الذي نظم عن بُعد، بحضور سمو الأميرة دينا مرعد، رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والدكتور أحمد جمال نائب رئيس الجمعية الأميركية للسرطان، وسوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وأعضاء الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وفريق جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وإلى جانب ترجمة أطلس السرطان إلى اللغة العربية، ستوفر جمعية أصدقاء مرضى السرطان نسخة إلكترونية من الأطلس، عبر موقعها على شبكة الإنترنت.
عوامل الخطر
ويقدم الأطلس معلومات عالمية شاملة للمساعدة في مكافحة السرطان، حيث يسلط الضوء على انعدام المساواة في تحمل عبء السرطان حالياً، وعوامل الخطر المسببة للمرض وآفاق الوقاية منه ومكافحته، ويجمع الأطلس هذه المواضيع تحت عنوان «الحصول على سبل الرعاية والوقاية يساعد على إحراز التقدم»، إذ يعرضها بسلاسة وهو سهل الاستخدام من قبل دعاة مكافحة السرطان، ووكالات الصحة العامة والهيئات الحكومية ومؤسسات الرعاية الصحية والباحثين، وكذلك المرضى والناجون وعامة الجمهور.
وينقسم الأطلس إلى ثلاثة أجزاء، هي عوامل الخطر، والعبء، واتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث يطرح من خلال هذه الأجزاء جملة من المواضيع تشمل، «مخاطر التبغ، وزن الجسم، النشاط البدني، النظام الغذائي، واستهلاك الكحول»، باعتبارها أبرز مسببات السرطان، فضلاً عن موضوع «السرطان الناجم عن عدوى معينة»، و«سرطان الأطفال»، و«عبء السرطان في العالم»، و«النجاة من السرطان»، وسبل مكافحته مثل «الوقاية، اللقاحات، الكشف المبكر، العلاج، تسكين الآلام، والتغطية الصحية الشاملة».
مصدر للمعلومات
وقالت سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: «يجسد تعاون الجمعية مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في توفير نسخة عربية من أطلس السرطان، لتمكين الكثيرين حول العالم وخصوصاً في الدول منخفضة الدخل من الوصول إلى المعارف والمعلومات المتعلقة بمخاطر هذا المرض، وطرق الوقاية وأحدث الأدوية المكتشفة لعلاجه».
وأضافت جعفر «يتميز الأطلس بأنه مصدر مهم للمعلومات والبيانات الموثقة التي جمعها خبراء مكافحة السرطان من كافة أنحاء العالم، مع وضع الخطط والسياسات لمكافحة المرض والقضاء عليه بشكل كامل».
خطوة كبيرة
بدورها، قالت سمو الأميرة دينا مرعد، رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان «أتوجه بالشكر لجمعية أصدقاء مرضى السرطان ورئيستها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وصاحبة المبادرات النوعيّة في التوعية بمخاطر الأمراض غير المعدية، على الجهود القيّمة في ترجمة هذا الأطلس إلى العربية وجعله بمتناول يد أفراد المجتمع في جميع الدول الناطقة بالعربية».
وقال أحمد جمال نائب رئيس الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان لعلوم البيانات والمؤلف الأبرز للأطلس «يعتبر السرطان ثاني المسببات الرئيسة للوفاة حول العالم، وفي ظل تنامي عبء السرطان، سيكون الإصدار الثالث لأطلس السرطان خطوة كبيرة لتسليط الضوء على التحديات الحالية والحلول التي طرحها دعاة مكافحة السرطان وهيئات التوعية من أجل محاربة هذا المرض على المستويين المحلي والدولي».
أرقام وإحصاءات
يعد استهلاك التبغ سبباً رئيساً للإصابة بالسرطان حول العالم، فهو يودي بحياة أكثر من 8 ملايين إنسان سنوياً، من بينهم نحو 1.2 مليون من المدخّنين السلبيين، ويعيش نحو %80 من المدخّنين البالغ عددهم 1.3 مليار شخص في العالم، في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ويمثل سرطان الثدي نحو ربع حالات السرطان الجديدة بين النساء، ويتم تشخيص إصابة واحدة من أصل 20 امرأة بسرطان الثدي على مدار حياتهن، كما يعتبر خطر الإصابة بالمرض لدى النساء في البلدان مرتفعة الدخل أعلى منه في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تشهد بدورها تزايداً في معدلات الإصابة، إلا أن معدل الوفيات في هذه الأخيرة أعلى منه في البلدان مرتفعة الدخل.
وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي في أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وأميركا الشمالية، لا سيما في بلجيكا التي بلغت فيها 113 حالة لكل 100 ألف امرأة، تليها لوكسمبورغ بـ109 حالات وأستراليا بـ94 حالة.
وفي المقابل، تنخفض حالات الإصابة في مناطق شرق أفريقيا إلى 30 حالة لكل 100 ألف امرأة، و28 حالة في وسط أفريقيا، و26 حالة في جنوب آسيا الوسطى، في حين سجلت أعلى معدلات الوفيات في ميلانيزيا بـ26 حالة لكل 100 ألف امرأة، و22 حالة في بولينيزيا، و18 حالة في شمال وغرب أفريقيا.
يشار إلى أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان أعدت نحو 100 نسخة من الأطلس المترجم إلى العربية، ليتم توزيعها على الهيئات والمؤسسات المعنية بتعزيز الوعي بالسرطان داخل الدولة وخارجها.