علي عبد الرحمن (القاهرة)
الشغف بالحضارة المصرية القديمة وثرائها جعلها في بؤرة اهتمام صناع السينما العربية والعالمية، في محاولة للكشف عن أسرارها، وقدمت السينما المصرية العديد من الأفلام حول الحضارة، التي تناولت هذه الحضارة، وآراء المتخصصين فيها وفي الآثار.
ويعد فيلم «المومياء» الأشهر، الذي تناول الحضارة المصرية القديمة، العام 1974، للراحل شادي عبد السلام والفنانة نادية لطفي، وناقش قصة في أواخر القرن الـ 19، ونال العديد من الجوائز الدولية، وصنف بالمركز الثالث من أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، أما فيلم «عروس النيل»، الذي قام ببطولته رشدي أباظة، ولبنى عبد العزيز، فقد ناقش خرافة «لعنة الفراعنة»، كما أظهر الفيلم الاستعراضي الشهير«غرام في الكرنك» جمال الحضارة.
وللراحل فريد شوقي تجربة سينمائية من خلال الفيلم «ليه يا هرم»، حول صراع المستثمرين على منطقة الأهرامات وهدمها للتنقيب عن البترول، وناقش الفنان عادل إمام من خلال فيلم «رسالة إلى الوالي» قضية سرقة الآثار، وقدم الثلاثي «فهمي وشيكو وماجد» من خلال فيلمهم «ورقة شفرة» القصة نفسها، حول شاب يعثر على رسالة تركها جده عالم الآثار، وسعي إحدى العصابات خلفهم للحصول على الكنز.
عن تقديم عمل متكامل يقول عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس، لـ «الاتحاد»: إن السينما مهتمة بشكل كبير بالحضارة الفرعونية بشكل آو بآخر، لكنها حتى الآن لم تقدم عملاً فنياً متكاملاً عنها، ويجب أن نفرق بين الإبداع الفني للمؤلف، والحقائق التاريخية المؤكدة.
وأضاف: لي مقولة شهيرة.. اكتبوا ما شئتم من الأعمال، لكن عند ذكر حقائق تاريخية، فلا بد من مراعاة ذلك، لأن العمل الفني يخضع لإبداع صاحبه، ومن حقه أن يتناول الحضارة الفرعونية بأعماله، وتفاصيلها من حيث البيئة والأزياء، ولكن يجب عليه الحذر في تناوله الحقائق التاريخية، لأنها سريعة الوصول إلى المتلقي.
أفلام عالمية
وللسينما العالمية شغف كبير بالحضارة المصرية، وقدمت العديد من الأفلام غلب عليها طابع الخيال العلمي والفانتازيا، وفي العام 1963 تم تقديم فيلم «Cleopatra»، الذي يحكي قصة الملكة كليوباترا، وجسدتها «إليزابيت تايلور»، ونال 4 جوائز أوسكار.
وفي العام 1994، قدمت السينما الأميركية فيلم الخيال العلمي «Stargate»، حول اكتشاف كوكب يشبه حياة المصريين القدماء، وفيلم «The Fifth Element»، وناقش قصة حياة الرجل الآتي من المستقبل، ويجد سر الحياة في الحضارة المصرية القديمة، وطرح بالعام 1997.
وفيلم «The Mummy»، الذي طرح العام 1999، ودار حول فريق بحثي يقوم بأعمال حفر بمنطقة الأهرامات، وعن طريق الخطأ يوقظ مومياء، وحمل الجزء الثاني منه، العام 2000، اسم «The Mummy Returns»، بعد عودة المومياء إلى لندن، وتبدأ رحلتها في الانتقام من الفريق.
وناقش فيلم «The Pyramid» محاولة مجموعة من العلماء اكتشاف أسرار أحد الأهرامات المفقودة، وفي العام 2016 طرح الفيلم الأميركي «The Gods Of Egypt»، وناقش الرواية الأسطورية «إيزيس وأوزوريس» في إطار الخيال العلمي.
معوقات
وكشفت الناقدة ماجدة خير الله أن أسباب البعد حالياً عن تصوير أعمال فنية تبرز الحضارة الفرعونية القديمة معوقات التصوير بالمناطق الأثرية، بسبب كثرة التصاريح اللازمة وارتفاع القيمة المادية.
وأوضح المنتج إبراهيم أبو ذكري أنه يجب على القائمين أن يدركوا أهمية صناعة السينما في الترويج للسياحة المصرية، ليقبل صناع الأعمال الفنية على التصوير في تلك الأماكن، والذهاب إلى دول أخرى. وأكدت الخبيرة السياحية مروة أبو النجا أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم، وتستغرب وجود بعض الأفلام العالمية التي تجسد الحضارة المصرية ولا يتم تصويرها بمصر، وعائد صناعة السينما المالي والدعائي أكثر، ويفوق حجم الحملات الدعائية التقليدية التي تقوم عليها الهيئات السياحية، نظراً لسرعة انتشار العمل الفني، والشعبية الجارفة التي يتمتع بها الفنانون لدى جمهورهم.