سعيد ياسين (القاهرة)
قدم المخرج إبراهيم الشقنقيري المولود عام 1936 عشرات المسلسلات التي أثرت الحياة الفنية، وعُرضت خلال شهر رمضان لعدد طويل من السنوات، ولم يقتصر عطاؤه على نوع درامي واحد، ولكنه نوّع إبداعاته بين الدراما الاجتماعية والتراجيدية والكوميدية والتراثية، ويؤكد أبناء جيله وتلاميذه من المخرجين والفنانين أنه كان أستاذاً في الانضباط والالتزام والأخلاق والاعتزاز بالنفس، وأنه لم يسمح بدخول المصالح الشخصية والمجاملات في عمله.
وبسبب عشقه للفن منذ صغره، حرص على دراسته أكاديمياً، حيث حصل على ليسانس آداب تخصص سينما من جامعة كاليفورنيا الأميركية عام 1960، وهو نفس العام الذي أنشئ فيه التلفزيون المصري، وعقب عودته عمل فيه مساعداً لعدد من المخرجين، ثم بدأ مشواره كمخرج من خلال الكوميديا عام 1963، حيث أخرج مسلسل «حلقات فكاهية» من تأليف عادل خيري، وبطولة عبدالمنعم مدبولي، ومحمد عوض، وأتبعه عام 1965 بمسلسل «عواصف»، ثم انشغل بالإخراج للسينما، وعاد مجدداً للمسلسلات عام 1973 بـ«عندما يشتعل الرماد»، ثم «أرض النفاق»، و«لقيطة»، و«مأساة امرأة»، و«فارس الأحلام»، و«سبع صنايع».
وبداية من عام 1980 قدم عدداً من مسلسلاته الرمضانية الشهيرة، بدأها بـ«عيون» لفؤاد المهندس، وسناء جميل، ويونس شلبي، وشيرين، وهو من أفضل المسلسلات الكوميدية في تاريخ التلفزيون، ويعد دور «مختار الإسكندراني» من أفضل أدوار فؤاد المهندس التلفزيونية، و«غداً تتفتح الزهور» لسميرة أحمد، ومحمود ياسين عام 1984، وهو مسلسل اجتماعي غنائي استعراضي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، ودق ناقوس الخطر للآباء والأزواج من خلافاتهم، وكيف يجب أن يعاملوا أبناءهم، مع تناول مشاكل الدروس الخصوصية وتركيز المدرسين على جمع المال فقط، و«ساكن قصادي» بجزأيه الأول والثاني لسناء جميل، وخيرية أحمد، وعمر الحريري، ومحمد رضا، وهو مسلسل رمضاني حقق جماهيرية كبيرة، وتناول في إطار اجتماعي كوميدي إنساني هادف بعض السلبيات والتجاوزات والمشاكل في المجتمع، من خلال قضايا الجيرة المختلفة بين أسرتين تسكنان معاً في عمارة واحدة بالقاهرة.
وجرب حظه مع مسلسلات التراث، من خلال مسلسل «علي الزيبق» لفاروق الفيشاوي، وهو من كلاسيكيات الدراما المصرية والعربية، ولا تزال شخصياته محفورة في وجدان الجمهور، ومنها: «علي الزيبق»، و«زينب»، و«دليلة»، و«سنقر الكلبي»، و«لملوم»، وغيرها، وتناول قصة من التراث الشعبي المصري أثناء الحكم المملوكي، وقدم العديد من المسلسلات الاجتماعية والدرامية، منها: «اللعب في المضمون»، و«أولاد الأصول»، و«ضبط وإحضار»، و«حصاد الحب»، و«ليالي الغضب»، وتألق في عدد من المسلسلات الكوميدية التي كانت الأقرب إلى قلبه، ومنها: «صباح الخير يا جاري»، و«الحب وسنينه»، و«البحث عن فرصة»، و«البريمو»، و«البحث عن زوج»، و«مغامرات زكية هانم»، و«احنا نروح القسم»، وكان آخر مسلسلاته «حكايات البنات» لعمر الحريري، وفايزة كمال، ومدحت صالح، عام 2009، وتوفي في 8 فبراير 2018.