فاطمة عطفة (أبوظبي)
حصد العرض المسرحي «رحلة عمر» للمؤلف عبدالله السعد، جوائز متنوعة خلال مشاركة الإمارات بالنسخة السابعة من مهرجان المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أقيم بدولة قطر خلال الفترة من 27 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر الجاري، وشملت الجوائز التي حصدتها المسرحية وأنتجتها وزارة تنمية المجتمع، الحصول على المركز الثالث كأفضل عمل متكامل مناصفة مع مسرحية «السفينة لا تزال واقفة» من سلطنة عمان، بينما نال الفنان ناجي جمعة جائزة أفضل ممثل من غير ذوي الإعاقة مناصفة مع الفنان فيصل رشيد، عن دوره في مسرحية «الدانة» من قطر، بالإضافة إلى حصول فاطمة صالح على المركز الأول ضمن فئة أفضل الممثلات من ذوي الإعاقة، كما فاز محمد راشد الغفلي بالمركز الثاني كأفضل ممثل من ذوي الإعاقة، وفي فئة الجوائز الفنية حصلت المسرحية على جائزة أفضل نص مسرحي، كما نال حمد بلال الشحي جائزة خاصة تشجيعية عن دوره في المسرحية. وفي حديثه لـ«الاتحاد» يقول عبدالله السعد، مؤلف مسرحية «رحلة عمر»: الجوائز تعتبر للبعض من وسائل التحفيز لمقدمي الفن، وبالمقابل حين نقوم بتمثيل الإمارات في المحافل الدولية فإن الجائزة الأهم هي الظهور بصورة مشرفة تناسب المكانة الفنية والثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبالمقابل فإن الجوائز تشكل دافعاً لتقديم المزيد من العطاء والإبداع.
ويرى السعد، أن الفنان أو المبدع حين يفوز بجائزة يشعر بالتقدير والاعتراف بموهبته، مما يزيد من حماسته ورغبته في الاستمرار والإبداع، كما أن الجوائز تسهم في تعزيز المنافسة الإبداعية بين الفنانين، مما ينعكس إيجابياً على مستوى الأعمال الفنية المقدمة. ويضيف: الإمارات تضرب مثالاً يحتذى به في رعاية أصحاب الهمم وتأهيلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، لافتاً إلى أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في دمج ودعم حقوق أصحاب الهمم، تأتي من إيمان عميق بأهمية المساواة وتكافؤ الفرص، مؤكداً أن توفير بيئة داعمة ومشجعة تسهم في تنمية مهارات وقدرات هذه الفئة، وتجعلهم قادرين على المشاركة بفعالية في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية، وبفضل هذا الإدراك قامت الدولة بإطلاق مسمى «أصحاب الهمم»، وسعت للعمل على تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، حيث يعتبر كل فرد جزءاً مهماً من نسيج المجتمع.
ويستطرد الفنان السعد قائلاً: ثقافة المسرح تعد إضافة مهمة لأصحاب الهمم، حيث تتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة وتعزز قدراتهم الإبداعية، ويوضح أن المسرح يساعد في تطوير مهارات التواصل والثقة بالنفس، بالإضافة إلى منحهم منصة لتبادل الأفكار والتجارب. ومن خلال المشاركة في الأعمال المسرحية، يكتسب أصحاب الهمم شعوراً بالانتماء إلى الوطن، مما يعزز من تقديرهم لذواتهم ويمنحهم فرصة لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم أمام الجمهور، بالإضافة إلى طرح قضاياهم وهمومهم ومحاولة إيصال رسالة للمتلقي عبر عرض هذه الأعمال.
ويرى الفنان السعد، أن ثقافة الفنون عامة، والثقافة المسرحية بشكل خاص تكملان بعضهما بعضاً إلى حد كبير، لأن الفنون بأنواعها المختلفة مثل الرسم، والموسيقى، والرقص، والنحت، هي جزء أساسي من الصورة المقدمة للجمهور، والمتلقي عنصر مهم من عناصر السينوغرافيا المسرحية، مشيراً إلى أن إضافة عناصر بصرية وسمعية يضفي على العرض المسرحي المزيد من الجاذبية والإبداع، ويؤكد أن التكامل بين الفنون يساعد في تقديم عروض مسرحية متكاملة تعكس التنوع الثقافي والفني، مما يجعل تجربة الجمهور أكثر شمولية وثراء.