عبد الله أبوضيف (القاهرة)
في مجموعته النحتية «نبت» التي قدمها الفنان التشكيلي باهر أبوبكر مؤخراً، يتناول فكرة الخروج والنمو وتجسد المنحوتات أشكالاً عضوية ناعمة، مثل الزهور والفراشات، بأسلوب تجريدي مميز، واعتماد على الإيحاء والرمزية.
أبوبكر أحد أبرز الفنانين العرب المعاصرين في مجال النحت، تتكون مجموعة المنحوتات من 12 عملاً تجسد مراحل نمو النبتة، وجاء تنفيذها باستخدام مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الخشب والحديد والخرسانة، ويستخدم الفنان هذه المواد بلمسته المعبرة عن شخصيته لتمنح جماليات وتعبيراً قوياً.
الواقع والتجريد
يقول أبو بكر لـ«الاتحاد»: «إن أعمال المجموعة تربط ما بين الواقع والتجريد، وتظهر بها رمزية النبات في قوة جذوره وانطلاقه للأعلى، وعلى عكس ما نرى أن النبات به ضعف لكنه رمز للقوة، فأحياناً تكون النبتة وسط صحراء وليس هناك قوة أكثر من ذلك».
وأضاف أن «دورة حياة النبتة رمزية لحياة الإنسان تبدأ وتنتهي من أضعف نقطة، كما أن الإنسان يصبح قوياً أكثر كلما زادت جذوره وارتباطه بأرضه، لذلك كان النبات محور المجموعة بأشكاله العضوية وتوازنه ومراحل حياته، والعلاقة بين الكتلة والخروج من الكتلة محور تنفيذ المنحوتات، وكذلك العلاقات التشكيلية بين الكتل وبعضها والتداخلات بين الخروج من الكتلة، وكل ذلك تعبير عن حالة إنسانية كتداخلات النفس البشرية والعلاقات بين الناس وحتى وئام البشر مع الطبيعة».
ويحاول باهر أبوبكر أن يشعر المشاهد لأعماله بالراحة عند رؤية كل قطعة، لذلك يعمل بجهد على مبدأ الجمال المتوازن، وينفّذ ذلك باستخدام النسب الصحيحة والخطوط عند نحت القطعة الفنية، مما يخلق شعوراً بالهدوء والانسجام.
ألوان زاهية
وتتميز منحوتات «نبت» بالألوان الزاهية، ويبرر أبوبكر ذلك: «إن الألوان الزاهية تعكس مشاعر الفرح والأمل، مثل الأزرق والأخضر بدرجاته والأحمر مع سيادة اللون الرمادي كلون أساسي بالمجموعة».
كما يهدف استخدام الألوان الزاهية بالمنحوتات إلى تجسيد الجمال والحياة؛ لأن الفن يمكن أن يكون قوة إيجابية في المجتمع، وله القدرة على تغيير العالم للأفضل حتى في أحلك الظروف.