عدد اليوم
سعد عبد الراضي (العين)
ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب استضاف بيت محمد بن خليفة المؤلّف الموسيقي وعازف العود العراقي الدكتور نصير شمة، في أمسية حملت عنوان «رحيل القامات»، استحضر خلالها أبرز المحطات التي جمعته مع كلّ من المطرب العراقي ياس خضر، ونجم الشعر الغنائي كريم العراقي، اللذين رحلا عن عالمنا في وقت متزامن في الأول من سبتمبر الماضي. وتطرّقت الجلسة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية أسماء المطوّع، مؤسِّسة صالون الملتقى الأدبي، واستضافها بيت محمد بن خليفة، إلى العلاقة التي جمعت عازف العود الدكتور نصير شمة مع الفنّانين الراحلين، وأبرز المحطات التي تميّزا بها في تجربتيهما التي احتضنها فضاء الشعر والطرب الغنائيّ الأصيل.
صوت نادر
وتحدّث الموسيقار نصير شمة عن المبدعين الراحلين، وأثنى على إبداعاتهما، ومسيرتهما الفنية، وأعرب عن حزنه لفقدهما، حيث قال: «ياس خضر كان رمزاً فنياً وصوتاً نادراً في مساحة صوته واختياراته وتحدّياته، وكان يتصل بالملحّنين الكبار والشعراء، واستطاع أن ينقل أغنية الريف إلى ابن المدينة على نحو غير مسبوق، كما شيّد طريقاً للفنّانين الذين كانوا محسوبين على الأغنية الريفية ليصبحوا مشاهير في المدينة». وأضاف: «استطاع ياس خضر أن يعطي شكلاً غنائياً جديداً بصوته العريض، وقد وضع اسمه في صدارة قائمة الفنّانين العراقيين، ولم يأخذ جانب مطربي المقامات مثل ناظم الغزالي، بل شقّ طريقه بأغنية الريف، وذهب إلى منطقته الفنية الخاصة التي جعلته نجماً استثنائياً في عالم الغناء العراقي».
من النجف إلى بغداد
وأشار شمّة إلى أن ياس خضر من مدينة النجف، وتلقى تربية دينية، وذهب إلى بغداد وحقّق شهرة فنية كبيرة، وعُرف بكونه خجولاً وإنساناً مهذباً ولا يحبّذ المقابلات الصحفية، ولكنه ترك أرشيفاً غنائياً جميلاً، وغيّر مسار الأغنية العراقية.
ثنائي متميز
وفي حديثه عن الشاعر كريم العراقي قال نصير شمة: «شكّل كريم العراقي مع الفنان كاظم الساهر ثنائياً فنياً متميّزاً، إذ كان كريم يلتقط أجمل ما في اللغة العربية واللهجة العراقية، ويقدّمها بطريقة ساحرة وبلكنة بيضاء، فكتب قصائد غنائية للأطفال وللأم وللوطن وموضوعات أخرى عكس من خلالها تجربته المهمّة بدليل أننا لو أخذنا كل نصوصه من أعمال كاظم الساهر وسعدون جابر وغيرهما من الفنّانين فسنرى حجم تأثيره والمواضيع التي يتناولها».
انشغال دائم بالشعر
وتابع شمة في معرض حديثه عن كريم العراقي: «مكانة كريم العراقي كبيرة في مجال الشعر الغنائي، فهو شاعرٌ لديه زهد في كل شيء وانعزال وانشغال دائم بالكتابة، وظلّ يكتب حتى اللحظة الأخيرة رغم مرضه».
ورداً على سؤال عن كيفية الحفاظ على تراث الراحلين، أجاب شمة: «قيمة العمل الأصيل هي التي تدافع عن نفسها، ومن المهمّ أن يعاد بثّ إنتاجهما الفني وتخصيص منصّة له، ومراعاة أثر النشر بطرق غير تقليدية تدعم استدامة حضور تلك الأعمال الفنية والشعرية وترسّخ حضورها في وعي الجمهور».
