سعد عبد الراضي (أبوظبي)
رنيم الباشا كاتبة وإعلامية وممثلة سورية، اكتشفت موهبتها وهي في التاسعة من عمرها عندما نشرت أول قصة قصيرة لها في صحيفة الوحدة السورية، وكانت بعنوان «الحسون المغرور»، وقد ترافقت موهبة الكتابة لديها مع الرسم والعزف على الكمان فكانت متميزة في الرسم والعزف أيضاً، وترجع رنيم الفضل في ذلك إلى والدها، رحمه الله، ووالدتها الغالية اللذين اهتما بمواهبها المتنوعة وتابعاها وهي تصقل ذاتها الإبداعية لحظة بلحظة.
رنيم تعيش أجواء الشهر الكريم في الإمارات الذي تقول عنه: رمضان شهر الخير والبركة وذاكرتي فيه غنية بصور التراحم والألفة والمحبة التي تسود العلاقات، سواء بين الأقارب أو الجيران والأصدقاء حول مائدة الإفطار، وفيه تسمو العبادات ويزداد القرب من الخالق عز وجل.
بين الكتابة والإعلام
وعن سر تعلقها بالإعلام واحترافها له وجعلها الكتابة محطة ثانية في رحلتها، تقول: الإعلام هو فن إيصال الكلمة والفكرة، ولطالما كان الإعلام شغفاً بالنسبة لي منذ الطفولة، وأنا في حالة تصور لما أنا عليه اليوم أمام الكاميرا أتحدث في مواضيع شتى، فلم أشعر يوماً بغربة مع الكاميرا أو في الاستديو، بل دوماً كان لهما تأثير إيجابي علي، وكنت دوماً أقول: الاستديو هو بيتي الثاني.
وتضيف الباشا: من وجهة نظري فالكتابة هي الداعم الأساسي لنجاحي في الإعلام، لأن الكلمة هي عماد العملية الإعلامية، والإعلامي مؤثر.. فكيف يتحقق الأثر بلا كلمة مؤثرة مختلفة تترك بصمة في الروح والعقل، ولهذا السبب سارت الكتابة جنباً إلى جنب مع الإعلام فأنجزت مجموعات قصصية للكبار والأطفال ومسلسلين وعدة أغنيات وأمسيات أدبية.
وعن الجوائز التي حصلت عليها رنيم، تقول: نلت جائزة أفضل نص مسرحي، والمركز الأول في مسابقة ثقافة الطفل في سوريا عن مجموعتي القصصية «قطتان وكبة صوف» وشهادة تقدير من هيئة الأعمال الخيرية في دولة الإمارات، بالتعاون مع اليونيسيف في مسابقة قصة قصيرة من أجل الطفولة، ونلت شهادة تكريم عن نصي الدرامي «ورد أحمر» من مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي وشهادة تكريم من مهرجان دمشق الثقافي عن مشاركتي الفاعلة في فعاليات المهرجان.
عبر الشاشة
وتابعت رنيم حديثها معرجة على كيفية الموازنة بين الكتابة والإعلام، قائلة: أرى أن الإعلام والكتابة يكملان بعضهما بعضاً ويحفزانني لمزيد من النجاح في كل منهما، ودائماً أحاول التركيز في أي مشروع أخوضه فأنظم وقتي قدر الإمكان، بحيث لا يطغى جانب على آخر، ولا بد في بعض الأحيان أن تذهب الأولوية للمهنة، وهي الإعلام، وفي الإعلام تنوعت البرامج والمهام التي قمت بها من إعداد وتقديم للعديد من البرامج والنشرات الإخبارية والحوارات الخاصة، ومن أهم البرامج التي قدمتها «بلدي سورية»، «حديث الناس»، «مراسلون»، «نبض التنمية»، «ورقة عمل»، «في الضوء»، «حوار الأسبوع»، و«عناوين وأقلام».. إضافة إلى نشرات أخبار وبرنامج «سورية من الداخل» الذي قدمته باللغة الإنجليزية لمدة ثلاثة أعوام، فضلاً عن حوارات في مناسبات رسمية ومؤتمرات ومهرجانات وملتقيات دولية باللغتين العربية والإنجليزية.
وعن إصداراتها تقول: صدرت لي سلسلة «رنيم» للأطفال وهي سلسلة قصصية للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، ومجموعة قصص «كريم ومايا»، كما قدمت أشعاراً غنائية للأطفال منها «بيتي الجميل»، و«الوردة»، و«السحابة الماطرة»، إضافة إلى مسلسلين تلفزيونيين عبارة عن دراما اجتماعية معاصرة وهما «ليزهر قلبي»، و«ومضات -ورد أحمر»، ومسرحيتين بعنوان «أرض لن تموت» و«عودة الورود الجورية».
تمثيل ومشروع ثقافي
أكدت رنيم الباشا، أن التمثيل خطوة مهمة قامت بها ومستمرة، فالدراما ككتابة وتمثيل تستهويني، كما أن الدراما مؤثرة وتصل للناس عبر رسائل مرئية، وهذا ما لمسته من خلال نصوصي الدرامية والشخصيات التي أديتها، وأرغب في تعميق التجربة لأنها شغفي.
وعن مشروعها الثقافي للطفل، تقول: الطفل مسؤولية المجتمع، وتنمية ثقافته ومعلوماته وصحته النفسية مسؤولية دقيقة وحساسة، وأعتبر نفسي معنية بثقافة الطفل وتنمية مهاراته، وكانت لي مشاركة في مسابقة ملكة المسؤولية المجتمعية عبر مبادرة ثقافية بعنوان «طفولة أقوى من الحروب» لتنمية أطفال المجتمعات التي طالتها الحروب وأثرت بشكل كبير على نفسية الأطفال.