هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يوم 16 أكتوبر يصادف يوم ميلاد أمير الشعراء أحمد شوقي، أحد أعمدة الشعر العربي الحديث، ورائد فصول النهضة الشعرية العربية، الذي تسيّد عرش اللغة الشعرية، وعُرف بغزارة الإنتاج، والإبداع الفكري.
ويعتبر شوقي، قامة شعرية، وهامة فكرية، وعلامة عربية تجعلنا نقف أمامها لنتمعن في هذه الشخصية المُلهمة، وفي مثل هذا اليوم نسترجع عبقرية الشاعر في توظيف الأفكار، وتركيب المعاني بجزالة الألفاظ وسهولة الأسلوب، وهذا ما يميّز أمير الشعراء في إبداعه الذي لا زال يسكن في نفوس الناس.
في كل لحظة قصيدة
تقول الدكتورة فاطمة المعمري، شاعرة وكاتبة، رئيس فرع اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة: «يوم الشاعر أحمد شوقي، يوم نحتفي فيه بحداثة الشعر أو نهضته الحديثة، حيث يعد شوقي أحد الشعراء الذين أثروا ساحة الأدب العربي، وكتب القصيدة الفصيحة في عدة مجالات ومحاور»، لافتة إلى أن في كل جانب من سيرة شوقي هناك درس، وفي كل زاوية من حياته هناك قصيدة ذات معنى وأثر. ويعد الاحتفاء بهذه القامة تذكيراً بقوة الكلمة العربية والقصيدة الفصيحة، رحل شوقي تاركاً ثروة أدبية عربية.
من رموز الشعر
وأوضح الشاعر طلال سالم الصابري: الشاعر أحمد شوقي يعد رمزاً من رموز الشعر العربي، ومن الشعراء الذين شكلوا ظاهرة فكرية على الصعيد الثقافي، مضيفاً، وأعتقد أنها القصة التي أثرت في مشاعر الناس حين نفي، وكذلك وجوده في البلاط، وتأثيره في تأصيل اللغة وحتى المواضيع التي تطرق لها.
وتابع: إعادة إحياء قصائده القديمة التي نسجت بتلك الروح الملهمة، لا تغيب عن كل من يحب الشعر والكلمة، وكل من يقرأ الشعر العربي لا يمر عليه اسم أحمد شوقي مرور الكرام، خصوصاً أن إعادة تأصيل الثقافة في ذلك الوقت جاءت مع مجموعة حاضرة لا تغيب مثل شوقي وحافظ إبراهيم، وغيرهما ممن لا زالوا يسكنون وجدان الناس.
زوايا من الحنين
ومن جانبها، اعتبرت الشاعرة شيخة المطيري، أن للأسماء زوايا من الحنين تراها وتشعر بها حين تعبر هذه الأسماء سماء الأحاديث، وهكذا حين يأتي ذكر أحمد شوقي أمير الشعراء، تمتد ذاكرة طويلة من الشعر والورد والطفولة والدراسة. قائلة: «عرفت أحمد شوقي شاعراً وأنا على مقاعد الدراسة الابتدائية، ونحن نتذوق الشعر في فصل المدرسة والحياة، تعيننا المعلمة على فتح ستائر الكلمة والاقتراب من الأبيات الشعرية واكتشاف كيف تبدو ونحن نلمسها ونتأمل ملامحها. كنت أعرف الشعر وأحفظه، ولكن قصائد شوقي لم تكن من المكتشفات التي عرفتها سابقاً، فكان لقاءً مختلفاً يحمل طريقة أخرى في كتابة مضمون القصيدة، إننا نقرأ الأبيات، ثم نتحدث عن الرسائل التي تحملها هذه الأبيات من الحكمة والأخلاق».
وتختتم المطيري قائلة: في ذاكرتنا اليومية يحضر أحمد شوقي في أغلب حواراتنا حين نحتاج إلى حكمة بالغة الأثر، في الحديث عن المعلم والأم والكتاب والنخلة، ما زلنا نتكئ على أبياته، ونفتتح بها مناسباتنا ومقالاتنا، ما زلنا نزرعها في أيدي الصغار لتكبر في أذهانهم وتسير معهم مسير الأمثال والحكم.