الأحد 3 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرسائل الورقية.. مشاعر بخط اليد ومداد القلب!

الرسائل الورقية.. مشاعر بخط اليد ومداد القلب!
10 أكتوبر 2020 00:11

هزاع أبوالريش (الاتحاد)

في ظل وتيرة الحياة اليوم، بكل ما يكتنفها من الظروف المتغيّرة في مواكبة التطورات، غزت وسائل التواصل الاجتماعي نفوس كثيرٍ من الناس، وأثّرت على طرق التواصل فيما بينهم، ما أدى إلى تراجعٍ واسع في بعض طرق التواصل التاريخية والتقليدية القديمة كالرسائل الورقية التي كانت تكتب بخط اليد ومن مداد القلب، لتحل محلها الكتابات الإلكترونية الجامدة، وربما الخالية أيضاً من المشاعر والحس الرفيع الذي كانت تحتويه تلك الرسائل المكتوبة باليد وبالحبر، وعلى الورق.

اليوم العالمي للبريد
وهكذا غابت اللحظات العفوية، والرسائل التي كانت تصل إلى الآخر بعد عناء طويل من الوقت والجهد، ليتراجع كل ذلك الدفق من المشاعر الذي كان يرتبط بها، في خضم التطور وعصر السرعة اليوم، حتى أصبحت الكتابات الافتراضية المرسلة، من وجهة نظر كثيرين، تبدو وكأنها بلا معنى أو قيمة، ولا تحمل تلك الروح الصادقة المفعمة بالمشاعر الدافقة في الرسائل الورقية، التي ينبسط المجال للمقال عنها الآن بمرور اليوم العالمي للبريد الموافق 9 أكتوبر من كل عام.

العفوية الصادقة
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة رفيعة غباش: لاشك في أن الرسائل القديمة التي كانت تكتب بخط اليد لها في القلب مكان، ووقع أكبر في النفس، حيث تسكن في جغرافيا الذاكرة، مؤكدة أن للرسائل المكتوبة مكانة خاصة عندها، وأغلب كتبها وإصداراتها الأدبية ارتبطت بالمراسلات والكتابات التي تلامس الحس والمشاعر والروح العفوية الصادقة من الطرف الآخر.

  • رفيعة غباش
    رفيعة غباش

وتابعت د. غباش مؤكدة أن الرسائل القديمة التي نسجت بخط الروح ومداد المشاعر تحمل الكثير من التاريخ والألفة التي تسكن ذاكرة ووجدان الشخص حين يحتضن تلك الورقة المرسلة، عكس ما نقرؤه اليوم من الرسائل الإلكترونية البريدية التي تعتبر كرسائل مؤقتة، وبمجرد ما تنتهي منها، تُمسح من ذاكرتك لأنها خالية من المشاعر الحميمية والحس الفطري الذي نلتمسه في الرسائل القديمة، مضيفة أن الورقة المكتوبة تحمل رائحة غريزية لا تغيب عن الذاكرة، وبصمات أنامل لا يشعر بها إلا من تصل إليه الرسالة، فلتلك الرسائل ذكريات تاريخية لا تغيب ولا تندثر عن البال، وستظل خالدة باقية في نفوسنا، لأن الحياة تجعلنا ندرك أن كل ما هو عفوي وطبيعي يبقى خالداً في الذاكرة. ورغم ابتعاد المسافات في السابق ولكن تبقى النفوس قريبة من بعضها بعضاً بما تحمل من ود ومحبة، عكس الحال اليوم في التواصل الافتراضي والرسائل الإلكترونية وسهولة كتابتها وإرسالها ولكنْ هناك بعد نفسي كبير وشق وجداني هائل يجعل المشاعر لا تصل إلى الآخر، كما كانت الحال مع الرسائل القديمة، والأوراق المرسلة عبر البريد.

  • فاطمة المعمري
    فاطمة المعمري

تحفيز المخيلة
وبدورها، قالت الدكتورة فاطمة علي المعمري: لو نظرنا لأكثر الأمور تأثيراً في نفوسنا لوجدنا أنها الكلمات، ولذلك تظل الكلمة دائماً محوراً رئيسياً تدور حوله الحياة، ولكن ما يختلف هو عمق الكلمة وطريقة طرحها ومدى تأثيرها، ولذا فحين تأتي الكلمة في رسالة استغرقت كتابتها وإيصالها وقتاً طويلاً لابد أنها ستكون ذات تأثير أكبر، مضيفة: أعتقد أن الرسائل المكتوبة لها وقع خاص، فأنت تمسك القلم وتكتب تعبيراً مطولاً تصف فيه الكثير مما تشعر به دون اللجوء لصورة أو رمز، فقط حشد الحروف والكلمات، وتعمل الرسالة على تحفيز مخيلة المتلقي الذي لا يجد مفراً من استنطاق الكلمات وتخيلها. ثم إن المشقة في البحث عن ورقة وظرف وقلم والكتابة، ثم إرسالها عبر البريد أو طرف آخر، كل هذه الممارسات تعطي للرسالة قيمة معنوية كبيرة، فإلى اليوم أفضل هذه الرسائل، ولعل إصداري الأخير حب على هيئة بريد الشاهد الأفضل على ما كتبته.

  • عبدالرحمن البستكي
    عبدالرحمن البستكي

كلام يلامس الوجدان
ومن جانبه، أشار الإعلامي عبدالرحمن نقي البستكي إلى أن الرسائل القديمة كان لها رونق خاص، حيث كانت مليئة بالمشاعر ومليئة بالصدق، وبعيدة كل البعد عن المجاملات، عكس ما تظهره الرسائل الإلكترونية اليوم الخالية من المعاني، مضيفاً: كنا في السابق، نتعنى في انتقاء الكلمات ونقرأ الكتب لاستخراج المفردات والمرادفات الأجمل لنتحف الآخر بكلامٍ يلامس الوجدان، من حيث عمق المشاعر وبلاغة اللسان والمشاعر والبيان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض