أبوظبي (الاتحاد)
يتولى مسؤولو المارشال من أبناء الإمارات دوراً محورياً ضمن فريق مسؤولي الأمان والسلامة الذي يضم العديد من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات من مختلف الجنسيات، حيث يعمل هذا الفريق بكفاءة خلف الكواليس لضمان سير سباق الختامي لموسم الفورمولا-1 بسلاسة وأمان.
ضمن هذا الفريق، تبرز مشاركة كل من هبة عباس باحاج وشهاب أحمد الشحي، اللذان يلعبان دوراً هاماً في جميع حصص السباق خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما يشمل التجارب الحرة، والتجارب التأهيلية، والسباقات. وبصفتهما عضوين في فريق منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، تشمل مسؤولياتهما المساهمة في ضمان سلامة السائقين على المسار والحفاظ على سلامة الجمهور من خلال بقائهم على مسافة آمنة.
هبة، التي تتمتع بخبرة 16 عاماً، تشغل منصب مسؤولة الراية الرئيسية عند خط البداية والنهاية، حيث يتسنى لها أفضل موقع لمتابعة السباق. تتولى هبة مسؤولية مراقبة انطلاق ونهاية كافة أحداث رياضة السيارات خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتنسيق مع غرفة التحكم لضمان التلويح براية النهاية في الوقت المناسب للإعلان عن انتهاء الحصص أو تتويج السائقين الفائزين.
تقول هبة، التي تطوعت لأول مرة في أول سباق جائزة كبرى بأبوظبي في عام 2009 قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية في منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية وتنضم لاحقًا إلى فريق البداية والنهاية لسباقات الفورمولا 1: «يتطلب أكبر حدث لرياضة السيارات في تقويم سباقاتنا الكثير من التحضيرات».
وتضيف: «بالنسبة لمهامي، تتضمن جلسات التدريب مراجعات شاملة لاستخدام الرايات، وأساليب التواصل، وإجراءات العمل في مسار الصيانة. تستمر التدريبات لشهرين وتُختتم باختبار عملي، مع ضرورة اجتياز امتحان كتابي لضمان الجاهزية».
وتتابع قائلة إنها تتوقع خلال أيام السباق الممتدة من الجمعة إلى الأحد أن تنام حوالي أربع ساعات يومياً، حيث تبدأ يومها في الساعة السادسة صباحاً وتعود إلى منزلها في وقت متأخر من الليل. وتضيف: «على الرغم من الأيام الطويلة والمجهدة، أحب هذا العمل وأتطلع للمساهمة في نجاح الحدث».
كما أشارت إلى أن عمل مسؤولي خط البداية والنهاية يتطلب تركيزاً عالياً ويقظة دائمة لضمان سلامة الجميع، مشيرة إلى التحديات التي تصاحب مراقبة السباق تحت أنظار ملايين المشاهدين حول العالم.
من جانبه، يشارك شهاب أحمد الشحي، البالغ من العمر 38 عاماً وصاحب خبرة تمتد لـ12 عاماً، في نهائي موسم الفورمولا 1 بصفته رئيس مقطع على مسار الفورمولا 1. تشمل أولوياته خلال أسبوع السباق التأكد من جاهزية فريقه بالمعدات الصحيحة وفهم أدوارهم قبل الذهاب إلى المسار، بالإضافة إلى مراقبة المناطق لضمان خلوها من المواد الخطرة، وحضور الاجتماعات اليومية للإحاطة مع المسؤولين الرئيسيين.
وقال شهاب: «أنا متحمس جداً لسباق جائزة أبوظبي الكبرى هذا الأسبوع، رغم أنه سيكون مزدحماً للغاية. أحاول دائماً نشر الإيجابية بين من ألتقي بهم لأن ذلك يترك أثراً جيداً على الأداء».
وأضاف: «بعد 12 عاماً في هذا المجال، أجد أكثر ما يسعدني هو التفاني الذي يظهره مسؤولو المارشال أثناء أدائهم لمهامهم. أي شخص يرغب في أن يصبح مشرفاً رسمياً في منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية يجب أن يكون لديه استعداد للتعلم والعمل الجماعي، بالإضافة إلى الشغف الكبير برياضة السيارات». واستذكر شهاب لحظة جلوسه لأول مرة في سيارة فورمولا 1 قبل سنوات عديدة، مشيراً إلى أنها كانت الشرارة التي أشعلت حبه لهذه الرياضة، وقال: «الآن، أعمل كمسؤول سباق في بلدي، وهو أمر يبعث على الفخر».
بدوره، أعرب ماهر بدري، الرئيس التنفيذي لمنظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، عن اعتزازه بالدور الكبير الذي يلعبه مسؤولو المارشال الإماراتيون والدوليون في إنجاح السباق. وقال: «منذ انطلاق سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 في عام 2009، كان تعاوننا مع إثارة وشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات محورياً في تطوير فريق من المسؤولين ذوي الكفاءة العالية». وأضاف: «اليوم، نفتخر بأن فرقنا من بين الأفضل عالمياً وتحظى باحترام كبير على المستوى الدولي».
وأشار بدري إلى أن استضافة الفورمولا 1 في أبوظبي زادت من جاذبية هذه المهنة، مشيداً بالتزام المسؤولين وتفانيهم في ضمان نجاح الأحداث الرياضية الكبرى. وذكر أن منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية تضم أكثر من 6000 مسؤول سباق نشط، يلعبون أدواراً بارزة محلياً ودولياً، بما في ذلك دعم الفعاليات الرياضية الكبرى في جميع أنحاء العالم. وقال: «التفاني والاحتراف هما الأساس الذي يستند إليه نجاح مجتمع رياضة السيارات لدينا».
واختتم بدري بالإشادة بالجهود المبذولة في فعاليات مثل «رالي دبي الصحراوي»، الذي اختبر قدرة التحمل للمسؤولين في ظروف صعبة، حيث حققوا نتائج استثنائية أكدت على احترافيتهم العالية.