شريف عادل (واشنطن)
واصلت الأسهم الأميركية، أول أمس الجمعة، تراجعها، بعد أن تسببت كلمات جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، في إضفاء الكثير من الغموض على مسار خفض الفائدة، ليتوقف ماراثون الارتفاعات الذي بدأ منتصف الأسبوع الماضي، مع الإعلان عن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، رغم أن أغلب المحللين يرون أن حالة التفاؤل ما زالت تخيم على الأسواق.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، فقد مؤشر داو جونز الصناعي 305.87 نقطة، أو ما يعادل 0.70%، لينهي التداول عند 43.444 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.32% ليغلق عند 5.870 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.24% ليصل إلى 18.680 نقطة.
وأحبط باول المعنويات المرتفعة بفوز ترامب حين قال يوم الخميس، إن البنك المركزي ليس «في عجلة» لخفض أسعار الفائدة.
وأوضح أن النمو الاقتصادي القوي يسمح لصناع السياسات بأخذ وقتهم في اتخاذ قرارات بشأن مدى تخفيض الأسعار.
وشكلت التراجعات في أسهم شركات الأدوية ضغطاً على مؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500، حيث انخفض سهم «أمجين» بنسبة 4.2% تقريباً، بينما هبط سهم «موديرنا» بنسبة 7.3%، بعد إعلان الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يوم الخميس، عن خططه لتعيين روبرت ف. كينيدي الابن، المعروف بآرائه المشككة في اللقاحات، لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية. وانخفض سعر صندوق XBI، الذي يستثمر في مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا الحيوية، بأكثر من 5%، مسجلاً أسوأ أداء أسبوعي له منذ عام 2020.
وكان قطاع التكنولوجيا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسوأ أداءً يوم الجمعة، حيث انخفض بأكثر من 2%، مع تراجع أسهم إنفيديا وميتا بلاتفورمز وألفابت ومايكروسوفت.
وفي المقابل، كان سهم تسلا استثناءً نادراً بين «مجموعة العظماء السبعة»، حيث ارتفع سهم شركة السيارات الكهربائية، التي تعتبر جزءاً من أسهم «تجارة ترامب»، بنسبة 3%.
وقالت كريستي أكوليان، رئيسة استراتيجيات الاستثمار في iShares لمنطقة الأميركتين لدى عملاق إدارة الأصول بلاك روك في مذكرة: «بينما نعتقد أن الخلفية الاقتصادية العامة لا تزال ملائمة للأصول ذات المخاطر، يجب أن نتوقع بعض التقلبات قصيرة الأجل، لا سيما حول التحولات المحتملة في السياسات تحت الإدارة الجديدة. نتوقع أن تستمر سوق الأسهم الأميركية في الصعود، ولكن لا نتوقع أن يكون هذا الارتفاع بخط مستقيم».
وكانت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية قد استمرت في الارتفاع منذ فوز ترامب في الانتخابات، حيث سجلت جميعها مستويات قياسية جديدة يوم الاثنين، إلا أن هذا الزخم بدأ في التباطؤ، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسارة أسبوعية بنسبة 2.1%، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.2%. أما مؤشر داو جونز، الذي يتضمن 30 سهماً، فقد تراجع بنسبة 1.2% خلال الأسبوع.