رشا طبيلة (أبوظبي)
أصبحت السياحة الإماراتية وقود بناء اقتصاد المستقبل والتحول نحو نموذج الاقتصاد الجديد، وتحقيق التنوع الاقتصادي المنشود، بعدما سجلت نمواً في مؤشرات القطاع كافة، بشكل متواصل ومستدام وتفوقاً إقليمياً ودولياً.
وتشير المؤشرات السياحية العالمية للعامين الماضيين، إلى تألق السياحة الإماراتية رغم التحديات العالمية، حيث استطاعت تحقيق نتائج تفوق ما تم تحقيقه ما قبل جائحة كورونا، وذلك بشهادة المنظمات الدولية العاملة بقطاع السياحة والسفر التي أكدت أن دولة الإمارات نجحت في تحقيق التعافي الكامل من تداعيات «الجائحة» باستقطاب السياح من مختلف دول العالم في وقت قياسي، الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة الدولة السياحية على المستوى العالمي.
خطط مستدامة
وترسم الإمارات خططاً مستدامة للمستقبل، حيث وضعت لنفسها أهدافاً ملهمة لتحقيقها بحلول عام 2031، عن طريق استراتيجيتها الوطنية للسياحة 2031 والتي تهدف إلى جذب استثمارات سياحية للدولة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل فندقي، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول 2031. وبحسب تقديرات مجلس السفر والسياحة العالمي، يرتفع إجمالي إنفاق السياح الدوليين على السياحة في الإمارات من 133.6 مليار درهم في 2023 ليصل إلى 195 مليار درهم بحلول العام 2033، وفي وقت توقع أن يرتفع فيه حجم الاستثمارات السياحية في قطاع السفر والسياحة من 28.1 مليار درهم العام الماضي إلى 47.3 مليار درهم بحلول العام 2033.
ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الوظائف بقطاع السفر والسياحة من 758 ألف وظيفة العام الماضي إلى 872 ألف وظيفة بحلول 2033.
أكثر من 10 أنواع من السياحة في الإمارات
تقدم الإمارات لزائريها، سواء من الخارج أو سكانها، تجارب سياحية لا تعد ولا تحصى، وتلائم جميع الرغبات والخيارات والاحتياجات، فهي تجمع بين أكثر من 10 أنواع من السياحة، منها السياحة الترفيهية والبيئية والرياضية والمغامراتية والثقافية والتاريخية والأثرية والفنية وسياحة التسوق وسياحة الأعمال والمؤتمرات والفعاليات، والسياحة العلاجية.
وتحتضن الدولة وجهات ومرافق ترفيهية عالمية منها المدن الترفيهية في جزيرة ياس مثل عالم فيراري أبوظبي ووارنر براذرز أبوظبي وسي وورلد جزيرة ياس أبوظبي، ودبي باركس آند ريزورتس» وعالم آي إم جي عالم من المغامرات في دبي، والحدائق التي تقدم تجارب ترفيهية مختلفة، من ألعاب مائية وألعاب للأطفال، ووجهات بيئية مثل منتزه قرم الجبيل، والقرم الشرقي، وجولات في وسط الطبيعة الخلابة مثل واحات العين، والجبال الشاهقة مثل جبل جيس وجبل حفيت، والسياحة الرياضية من خلال الفعاليات الرياضية العالمية الضخمة مثل سباقات السيارات والدراجات وبطولات كرة السلة والتنس، والسباحة وغيرها، إضافة إلى البنية التحتية المتوفرة من ملاعب على مستوى عال ومرافق مختلفة ورياضات صحراوية وبحرية، وسياحة مغامراتية من خلال تجربة القفز المظلي الجوي والغوص في أعماق البحر، وتجربة أسرع أفعوانية في العالم، وتجربة تسلق الجبال، وغيرها من التحديات المغامراتية، وتأتي السياحة الثقافية لتتألق في الإمارات من خلال المتاحف المتميزة التي تضمها الدولة مثل متحف المستقبل، ومتحف اللوفر أبوظبي والمتاحف قيد الإنشاء بأبوظبي مثل متحف زايد الوطني ومتحف جوجنهايم أبوظبي، فضلاً عن متحف العين، ومتاحف الشارقة، والفعاليات والمعارض الثقافية التي تقام على مدار العام، والسياحة التاريخية والأثرية من خلال الآثار والمواقع التاريخية التي تضمها الإمارات مثل قلعة الجاهلي وقصر الحصن والآثار المكتشفة في جزيرة صير بني ياس وغيرها من المواقع، والسياحة الفنية من خلال استضافة وتنظيم العديد من المهرجانات الفنية والموسيقية المحلية والعالمية والمسرحيات والعروض المختلفة.
وجهة مثالية للتسوق
تعد الإمارات وجهة مثالية للتسوق لما تضمه من مراكز تجارية ضخمة ومتميزة ومتنوعة حيث تعد تلك المراكز التجارية وجهات سياحية بحد ذاتها لما تضمه من متاجر عالمية للتسوق ومرافق ترفيهية مختلفة.
سياحة الأعمال والمؤتمرات
وبالنسبة لسياحة الأعمال والمؤتمرات والفعاليات، تعد الإمارات وجهة رئيسية للأعمال والمعارض والمؤتمرات فهي تستضيف وتنظم أهم المعارض والمؤتمرات الاقتصادية وفي مختلف القطاعات الحيوية مثل استضافتها لكوب 28، وإكسبو دبي 2020، وأكبر معارض الطاقة مثل معرض «أديبك»، إضافة إلى أن الإمارات وجهة استثمارية ورئيسية لرجال الأعمال لافتتاح أو توسعة أعمالهم.
السياحة العلاجية
وفيما يتعلق بالسياحة العلاجية، يتميز قطاع الرعاية الصحية في الدولة بخدماتها وكفاءة البنية التحتية عالمية المستوى من خلال المنشآت المتطورة والكوادر المتخصصة.
مطار زايد الدولي.. مرحلة جديدة من النمو السياحي
يأتي مطار زايد الدولي ليكمل مسيرة بدأت من عقود في بناء منظومة طيران متميزة وبنية تحتية على مستوى عالمي تصل بسمعتها إلى جميع أنحاء العالم.
فمبنى المسافرين A بمطار زايد الدولي، يُصنَّف أحد أكبر مباني المطارات في العالم، ويمكنه استقبال ما يصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، ويُمثِّل حقبة جديدة للبنية التحتية للنقل والطيران في أبوظبي تحديداً، وعلى مستوى دولة الإمارات عموماً.
وخلال الستين يوماً الأولى بعد افتتاح المبنى الجديد، وبدء عملياته التشغيلية بالكامل، استقبل مطار زايد الدولي نحو 4.48 مليون مسافر، منهم 1.21 مليون قادمون، و1.22 مليون مغادرون، ومليونا شخص في رحلات التحويل، على متن أكثر من 24 ألف رحلة طيران. وقدَّم مطار زايد الدولي خدماته إلى 117 وجهة سفر في ديسمبر 2023، بزيادة قدرها 20% بعد أن كان يخدم 100 مدينة خلال 2022. وتُعزى هذه الزيادة إلى شبكة الطيران سريعة النمو، التي تضمُّ 28 شركة طيران دولية.
ويضع مطار زايد الدولي تجربة المسافرين في صميم جميع عملياته، بفضل مراقفه الرائدة عالمياً، بما في ذلك التكنولوجيا البيومترية، لتبسيط عمليات الفحص والصعود إلى الطائرة، و35 ألف متر مربع من المساحات التي تستضيف 163 منفذاً من محال التجزئة والمطاعم والمقاهي والمرافق الترفيهية، لتوفِّر للمسافرين مجموعة واسعة من خيارات التسوُّق والاستمتاع بتناول المأكولات والمشروبات في أثناء وجودهم في مبنى المطار. ومنذ افتتاحه في نوفمبر 2023، تمكَّن المبنى من تسجيل العديد من النجاحات التشغيلية الاستثنائية، ومن بينها تقديم مستوى متطوِّر من الخدمات للمسافرين، واستقطاب قائمة متزايدة من شركات الطيران العالمية.
وأظهرت نتائج حركة المسافرين لمطارات أبوظبي خلال العام 2023 زيادة كبيرة في الطلب من الركاب، حيث سافر ما مجموعه 22,935,316 مسافراً عبر جميع المطارات التجارية الخمسة في إمارة أبوظبي خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل زيادة في الطلب بنسبة 44.5% مقارنة بالعام 2022.