البلاستيك.. الصناعة القديمة الجديدة

حسونة الطيب (أبوظبي)

مادة يسهل تشكيلها، وتأخذ صوراً مختلفة، لتدخل كل بيت دون استثناء، إلا أن معظمها ينتهي به المطاف في مكبات النفايات، وقليل منها في مصانع التدوير، لتبدأ رحلة حياة جديدة. البلاستيك، أو ما يعرف باللدائن، يتكون في أساسه من مادة تعرف بالبوليمرات.
ظهرت صناعة البلاستيك منذ زمن بعيد، وازدهرت وتطورت لتحتل الصدارة بين الصناعات الأخرى، نظراً لاستخداماتها اليومية العديدة، ودخولها في تركيب الأشياء والأدوات المحيطة بنا. ليس من الضروري أن يكون البلاستيك صناعياً، حيث يعتبر المطاط، أول أنواع البلاستيك التي تم استخدامها في العالم. وتشير الدلائل الأولى، إلى موطن البلاستيك، أثناء نهضة حضارة الأولمك في أميركا الوسطى. برز البلاستيك الصناعي، في المجتمعات الحديثة، منذ الثورة الصناعية، حيث كان الأميركي ليو بايكلاند، أول من اخترع البلاستيك الصناعي في 1907. 
انتعشت سوق البلاستيك، التي من المتوقع أن تناهز 750 مليار دولار بحلول 2028، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ليدخل في كل شيء من صناعة السيارات إلى التعبئة والأثاث، ومن ثم بدأ الناس يستشعرون المخاطر التي تنجم عن المواد البلاستيكية. ورغم أهمية البلاستيك في الصناعات الإنسانية، إلا أن العناصر التي سيتم استخدامها في المستقبل، ستكون خالية من الآثار الضارة بالبيئة.
تتم صناعة البلاستيك، من المواد الخام مثل، الغاز الطبيعي، النفط أو النباتات، التي تخضع لعمليات التكرير لينتج عنها الايثان والبروبان، اللتان تتم معالجتهما وتحويلهما إلى مادتي الإيثلين والبروبيلين. وللحصول على مواد البلاستيك أو البوليمرات، تدمج المادتين مع بعضهما بعضاً. 

أنواع البلاستيك
من أشهر أنواع البلاستيك، البولي أثيلين تيريفثاليت، المستخدم في صناعة زجاجات زيت الطعام والمياه والمشروبات الغازية والعصائر وعلب الوجبات الجاهزة والمجمدة، ولمرة واحدة. والبولي أثيلين عالي الكثافة، أقوى أنواع البلاستيك وأكثرها صلابة وتحملاً لدرجات الحرارة والبرودة العاليتين. يستخدم هذا النوع في زجاجات صابون غسيل الأطباق وعلب اللبن والعصائر وأكياس التجميد وأغطية زجاجات المياه والخوذات الواقية وخزانات وقود السيارات وأنابيب الغاز، ويمكن تدوير هذا النوع. وكلوريد البوليفينيل المعروف باسم (PVC)، يستخدم هذا النوع في عمليات التخزين، نظراً لمقدرته العالية على تحمل الأضرار البيولوجية والكيميائية. من بين هذه الاستخدامات، الأثاث، أنابيب ومواسير المياه، الأرضيات، الكابلات، الأغطية البلاستيكية، اللافتات وشرائط الأدوية، ولمرة واحدة فقط. 

أخبار ذات صلة

العالم يسابق الزمن في جنيف للتوصل إلى معاهدة لوقف التلوث البلاستيكي

محاولة جديدة لصياغة معاهدة لوقف التلوث بالبلاستيك

أرقام
عادة ما توجد أرقام أسفل المنتج البلاستيكي داخل مثلث، تدل على نوعه وجودته. يعني الرقم 1، أن العبوة آمنة وقابلة للتدوير مرة واحدة فقط، بينما يمكن تدوير الرقم 2 أكثر من مرة. أما الرقم 3، يعني أن البلاستيك ضار وسام وهو المستخدم في مواسير السباكة. كما يعني الرقم 4، أن البلاستيك أمن نوعاً ما وقابل للتدوير، في حين يعتبر الرقم 5، أكثر الأنواع أماناً وقابلية للتدوير. ينبغي تجنب الرقم 6، فهو أكثرها خطراً.
من أكثر مشاكل البلاستيك، عدم قابليته للتحلل، حيث يمكن أن تدوم القوارير في مكبات النفايات لمدة 450 سنة. وبينما يتم إنتاج نحو 400 مليون طن سنوياً من البلاستيك، 40% منه فقط، تستخدم لمرة واحدة. وبعد دورة قصيرة من الاستخدام، يفقد البلاستيك 95% من قيمته، ما يكلف الاقتصاد العالمي، ما بين 80 إلى 120 مليار سنوياً. 
تحتضن قيعان المحيطات في الوقت الحالي، نحو 5.25 تريليون من قطع البلاستيك الصغيرة والكبيرة، يصل وزنها لنحو 269 ألف طن. وينتهي المطاف، بنحو 8 ملايين قطعة من البلاستيك في مياه المحيطات يومياً. ويوجد في العالم حالياً، نحو 8.3 مليار طن من البلاستيك، 6.3 مليار طن منها، في مكبات النفايات، حيث يتم رمي أكثر من مليون كيس بلاستيك كل ثانية واحدة. ولم يتم تدوير سوى 9% فقط، في 2021.

نمو سنوي
ارتفعت سوق البلاستيك، من 502 مليار دولار في 2016، لنحو 579.7 مليار دولار في 2020، مع توقعات بوتيرة نمو سنوي قدرها 3.4% في الفترة بين 2021 إلى 2028.
تعتبر الصين، من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للبلاستيك في العالم، بصادرات بلغت 28.9 مليار دولار في 2020، تليها ألمانيا، التي تتصدر العالم في التدوير بنسبة 70%، عند 9.5 مليار دولار.
بالإضافة للأضرار الصحية التي تنجم عن استخدام الناس لبعض أنواع البلاستيك، تلقى أكثر من مليون من الحيوانات البحرية حتفها سنوياً، جراء مخلفات البلاستيك في مياه المحيطات. وفي غضون ذلك، تعمل الشركات جاهدة، لزيادة سعة التدوير، نتيجة لزيادة الطلب العالمي.