حسونة الطيب (أبوظبي)
أكثر وفرة في الطبيعة من الذهب بنحو 20 مرة، وأقل من النحاس بنحو 700 مرة، الفضة، من الفلزات النفيسة المستخدمة في سك النقود والحلي والاستثمارات المالية، بجانب تطبيقات أخرى في صناعة ألواح الطاقة الشمسية وتنقية المياه والصناعات الإلكترونية والكيميائية والفضيات. وتستخدم بنسبة ضئيلة في، صناعة الحواسيب والهواتف الذكية. ولصعوبة العثور عليها، كانت أغلى من الذهب في مصر القديمة، حتى حلول القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
توجد الفضة أحياناً كقطع صغيرة على شكلها الطبيعي الأصلي، أو صفائح رقيقة أو على شكل حبال متشجرة، بيد أنها كثيراً ما توجد برفقة عناصر أخرى. ويعود تاريخ تعدين الفضة، لنحو 3000 عام قبل الميلاد، حيث كان استخدامها محصوراً على الحلي والأواني. واستخدمها اليونانيون كعملة معدنية، 400 سنة قبل الميلاد، والأنجلو ساكسون كقروش فضية في القرن الثامن بعد الميلاد.
وأخذت مقولة، ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، من المثل الإنجليزي الذي يقول «ولد وفي فمه ملعقة من فضة»، وهو تقليد إنجليزي قديم، حيث كان الأثرياء يمنحون المواليد عند تعميدهم ملعقة من فضة، ليقوم العرب باستبدال كلمة فضة بكلمة ذهب. كما صاحبت كلمة فضة الإنجليزية لفظ اقتصاد، لوصف اقتصاد كبار السن، «سيلفر إيكونومي»، لما له من أهمية كبرى، حيث يقدر نموه العالمي بنحو 15 تريليون دولار سنوياً.
ويطلق على الفضة، المعدن الصناعي الثمين، نظراً لاستخداماته الصناعية المتعددة ولخصائصه الكيميائية مثل، مقاومة التأكسد ولندرتها وارتفاع تكلفة تعدينه. كما تعتبر الفضة، من أفضل المعادن في توصيل الكهرباء.
وفي تقرير لمؤسسة الفضة، المجموعة الصناعية غير الربحية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، من المتُوقع أن يرتفع الطلب من التكنولوجيا الخضراء من ألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية على معدن الفضة، إلى 1.5 مليار أوقية بحلول عام 2030.
وبلغ الطلب الصناعي على الفضة 60% من إجمالي الطلب السنوي في 2018. كما ارتفع الطلب عليها في نفس العام، لأعلى مستوى له خلال 3 سنوات، بنحو 4% مقارنة بعام 2017، وأيضا انخفض إنتاج المناجم في 2018 بنحو 2% إلى 855 مليون أوقية.
وعلى الرغم من انخفاض الطلب الفيزيائي على الفضة من قطاع المسكوكات المعدنية والسبائك خلال 2018، هنالك معادلة بشأن الطلب على الفضة، فعندما يتباطأ نمو الاقتصاد وينخفض الطلب الصناعي، يرتفع في المقابل الطلب الاستثماري، وهو حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصات.
وتظل خريطة الطلب المتنوعة للمعدن الأبيض، هي من تعيد التوازن، حيث ارتفع الطلب على الفضة بغرض الزينة، 4% خلال 2018 إلى 212 مليون أوقية، وعلى قطاع المسكوكات المعدنية 181 مليون أوقية، وعلى الفضة لصناعة الأواني الفضية 61 مليون أوقية، والطلب الصناعي 578 مليون أوقية. ومن المرجح، أن يدفع استخدام الفضة في البنية التحتية لتقنية الجيل الخامس وفي الأجهزة الإلكترونية الذكية القادمة، بعجلة الطلب في المستقبل القريب.
وبلغ حجم سوق الفضة حتى نهاية 2018، نحو 3.5 تريليون دولار، بالمقارنة مع 7.3 تريليون دولار لسوق الذهب. ويقدر الإنتاج العالمي من الفضة خلال العام الماضي، بنحو 27 ألف طن متري، من واقع 20.8 ألف في2005 . وتعتبر المكسيك، من أكبر الدول المنتجة للفضة، بنحو 6.3 ألف طن متري في 2019، تليها بيرو بنحو 3.8 ألف طن والصين بنحو 3.6 ألف، وروسيا بنحو 2.1 ألف، ثم بولندا بنو 1.7 ألف طن متري.