في دولة الإمارات العربية المتحدة يهِلُّ شهرُ رمضان بأجواءَ إيمانيةٍ عالية، تجعل منه شهر الإيجابية، فَتَرَى التسابُقَ في الخيرات، والمسارعةَ في الطاعات، ويَمْتَدُّ نَهْرُ الخَيرِ والبِرِّ لِيَرْوِي قلوباً اشتاقَت لِلَمَسَاتِ الأيدي الحانية، ورقةِ القلوبِ الرَّحِيمة، وهذا هو الإسلام بإيجابيته في شهر رمضان. وتلك هي قيم المجتمع الراقي المترابط في كل أحواله وزمانه.
إن الإسلام يهدف من تشريعاته وأحكامه إلى خلق روح الترابط والتآلف في نفس الإنسان وتطوير أنشطته الحيوية، والارتقاء به إلى مستوى رفيعٍ من قوة الإرادة، لينطلق في حياته بعزيمةٍ قويةٍ ونفسٍ أبِيَّةٍ.
والإيجابية حالةٌ في النفس تجعل الإنسان يخرج من حالة الجمود الفكري وضعف النشاط الحيوي، المتمثل في الخمول والكسل والكلل إلى آفاق الفكر، وجودة العمل، وإدارة الإرادة.
ومن قيم المجتمع في شهر رمضان: التفاعل، والعطاء، والابتكار، والإيجابية، والإنسان الاجتماعي هو الشخص المدرك للحياة وقيمتها، البصير بالمجتمع الذي يعيش فيه، فيتفاعل معه ويجتهد في إسعاده. ومن مظاهر تلك القيم في شهر رمضان التكافل والتواصل، فقد بين صلى الله عليه وسلم فضل من يُفَطِّر الصائمَ في رمضان فقال «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»، فإذا هل رمضان أقيمت الخيامُ ووصِلَتْ الأِرحام، وتبادل الناس التهنئة بحلول الشهر الكريم، والدعاء لبعضهم بالبركة ونيل الأجر.
الدكتور/ خالد عبد السلام
الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة