مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
يجسد «التبرع بالدم» قيمة إماراتية أصيلة لمجتمع دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين، إذ يمثل نوعاً من الجود والعطاء الذي يبادر إليه الإنسان طواعية وعن طيب خاطر، حيث تشهد المؤسسات الحكومية والخاصة والأحياء السكنية والمؤسسات التعليمية طوال العام قوافل التبرع بالدم في صورة تعكس مستوى عال من الوعي المجتمعي تجاه أهمية التبرع بالدم لإنقاذ حياة الآخرين.
إذ تعد قطرات الدم أو كما يعرف بسائل الحياة، التي يتبرع بها الإنسان، سبباً رئيسياً وفرصة لإنقاذ حياة المتبرع والمتبرع له، فهو واحد من نعم الله على خلقه التي تجري في العروق، وواحد من الأعمال الإنسانية النبيلة التي تعود بفوائد على الطرفين، حيث يستطيع الإنسان تعويض خلايا الدم التي يتبرع بها في وقت قياسي، إذ ينتج الجسم في الظروف الطبيعية نحو مليوني خلية دم في الثانية الواحدة.
وتشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن المتبرعين بشكل دوري وسنوي أقل عرضة لأمراض سرطان الدم، والعديد من الأمراض الأخرى، وقد حرصت دولة الإمارات ممثلة بقطاع الصحة على تعزيز مفهوم التبرع بالدم انطلاقاً من القيم والمثل وتعاليم ديننا الحنيف، التي تحث على التبرع بالدم لإنقاذ المرضى والمصابين في الحوادث وغيرهم عند الحاجة، وهو ما ساهم في تعزيز مخزون الدم وتوفير الفصائل النادرة للمرضى عبر بنوك الدم الموزعة على مستوى مناطق الدولة.
وتسلط «الاتحاد» في هذا الملف الضوء على أهمية التبرع بالدم، ودور الجهود الفردية والمجتمعية في رفع معدلات المخزون منه في بنوك الدم الوطنية، خاصة في ضوء جهود مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة والمدرسة وغيرها في حث النشء على التعرف على دور التبرع بالدم في إنقاذ حياة الآخرين.
وفى البداية أكدت الدكتورة خولة المدحاني، مساعد المدير للشؤون الطبية بمركز خدمات نقل الدم والأبحاث التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن جسم الإنسان ينتج مليوني خلية دم حمراء في الثانية الواحدة من الخلايا الجذعية في النخاع العظمي، وتحدث هذه العملية بشكل مستمر طوال حياة الشخص، كما يشكل الدم من 7 إلى 8% من وزن الشخص البالغ، وتقدر كمية الدم في جسم الإنسان بحوالي 4.3 لتر من الدم للأنثى متوسطة الحجم وما يقارب 5.7 لتر عند الرجل متوسط الحجم.
وأضافت: عدد مرات التبرع تعتمد على نوعية التبرع حيث إن المتبرع بالدم الكامل يستطيع التبرع كل شهرين تقريباً أي تقريباً (56 يوماً تحديداً)، وإذا تم التبرع بوحدتين من خلايا الدم الحمراء المركزة فقط يجب أن ينتظر 112 يومًا حيث يتم جمع خلايا حمراء أكثر من التبرع بالدم الكامل، أما المتبرع بالصفائح الدموية فيستطيع التبرع كل أسبوعين، والمتبرع ببلازما الدم يستطيع التبرع كل 4 أسابيع، ويستطيع جسم الإنسان تكوين المخزون اللازم لحاجة الجسم خلال أسابيع قليلة. مشيرة إلى أن المدة التي يمكن للجسم أن يعوض فيها الدم المفقود متفاوتة بين الذكور والإناث.
وبينت أن خلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموجلوبين والذي بدوره يحتوي على الحديد وبعضه يفقد مع كل تبرع بالدم ومن أجل التعويض عن ذلك يتم تعبئة الحديد من مخازن الجسم للحديد، ويزيد الجسم أيضًا من كمية الحديد من خلال الكمية التي يمتصها من الطعام والشراب.
فوائد صحية للمتبرع
ونوهت المدحاني إلى أن التبرع بالدم له فوائد صحية للمتبرع قبل المتبرع له من أهمهما: زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة (كريات حمراء وكريات بيضاء وصفائح دموية)، زيادة نشاط الدورة الدموية، كما يساعد التبرع بالدم على تقليل نسبة الحديد في الدم لأنه يعتبر أحد أسباب الإصابة بأمرا ض القلب وانسداد الشرايين، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت أن الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم، أما الفائدة التي تعود على المتبرع له فتسهم في الدرجة الأولى في إنقاذ حياة آلاف من المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم، فالحقيقة أن واحدًا من كل عشرة مرضى يدخل المستشفى في حاجة إلى نقل الدم، وخصوصاً المرضى الذين يعانون الأمراض الخبيثة أو المستعصية، وكذلك الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث خطيرة فقدوا على أثرها كمية كبيرة من الدم، وكذلك الكثير من المرضى أثناء العمليات الجراحية الكبرى، ويضاف إلى ذلك أن مكونات الدم تستخدم في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة.
إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص
وتؤكد مساعد المدير للشؤون الطبية بمركز خدمات نقل الدم والأبحاث التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل، حيث يمكن أن ينقذ تبرع شخص واحد بالدم حياة ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى ضرورة تكثيف البرامج التوعوية الخاصة بالتبرع بالدم على مستوى جميع أفراد المجتمع.
وأوضحت أن التبرع بالدم يختلف نوعياً بحسب مكونات ومشتقات الدم التي يتم التبرع بها، من حيث الخلايا الحمراء الحاملة للأكسجين، والتي تعزز قدرة الدم على حمل الأكسجين، ثم الصفائح الدموية الضرورية في المساعدة على تخثر الدم ووقف النزيف، ثم البلازما المساعدة في حماية الأشخاص من الإصابة بالأمراض.
أنواع التبرع بالدم
وقالت الدكتورة خولة المدحاني: هناك أنواع كثيرة لعمليات التبرع بالدم، ويتم تقسيم أنواع التبرعات بالدم كالآتي: التبرع الكامل للدم، ويقصد بالتبرع الكامل بالدم أي الحصول على الدم لنقله في شكله الكامل المتضمن للبلازما وخلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والأجسام والمضادة، أو استخدامه بعد فصله عن هذه المكونات، ويتم نقل هذا الدم للمرضى بعد التعرض للإصابات أو الأشخاص الذين بحاجة إلى عملية جراحية، وكذلك التبرع بالصفائح الدموية، إذ يتم من خلال عملية التبرع بالدم يفصل الصفائح الدموية وبعض البلازما عن الدم، ثم تتم إعادة خلايا الدم الحمراء والبلازما الأخرى إلى الشخص المتبرع، وتستخدم لعلاج أمراض السرطان وحالات زرع الأعضاء ثم بعض العمليات الجراحية حسب الحاجة إليها، وأيضا التبرع بالبلازما، إذ يمكن نقل البلازما بعد التبرع بالدم بغض النظر عن فصيلة دم المتبرع للأشخاص في حالة طارئة أو الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث سير للمساعدة على وقف النزيف، ويتم الحصول على البلازما عند التبرع بالدم من خلال فصلها عن خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي تتم إعادتها إلى الشخص المتبرع، وهناك التبرع بخلايا الدم الحمراء المزدوجة، إذ يتم الاحتفاظ بخلايا الدم الحمراء بعد التبرع بالدم من خلال فصلها عن الصفائح الدموية والبلازما التي تتم إعادتها إلى الشخص المتبرع، ويتم نقل خلايا الدم الحمراء لضحايا الحوادث أو حديثي الولادة أو الأشخاص المصابين بفقر الدم.
مركز رئيسي و8 بنوك دم فرعية
وفيما يتعلق بعدد بنوك الدم الموجودة في الدولة، أكدت د. الحواي أن مركز خدمات نقل الدم والأبحاث يعتبر أحد المنشآت التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ويقع في الشارقة، وله 8 بنوك دم فرعية تشمل مركز التبرع بالدم بمستشفى الكويت بدبي، ومركز التبرع بالدم بمستشفى الذيد، ومركز التبرع بالدم بمستشفى كلباء، ومركز التبرع بالدم بمستشفى خورفكان، ومركز التبرع بالدم بمستشفى الفجيرة، ومركز التبرع بالدم بمستشفى دبا، ومركز التبرع بالدم بمستشفى أم القيوين، مركز التبرع بالدم بمستشفى صقر برأس الخيمة، كما يعتبر مركز خدمات نقل الدم والأبحاث واحداً من 4 من بنوك الدم الوطنية التابعة للهيئات والمؤسسات الصحية الحكومية بأبوظبي ودبي والإمارات الشمالية.
سلسلة تبريد وحافظات
وأفادت مدير مركز خدمات نقل الدم والأبحاث أن نقل الوحدات الدموية ومكوناتها من أماكن التخزين إلى المستشفيات، يتم عن طريق سلسلة تبريد خاصة لضمان جودة الوحدة الدموية، ضمن درجات الحرارة الخاصة بكل منتج والتي تضمن مأمونية الدم ومكوناته، مشيرة إلى أن شروط مراعاة عملية حفظ أكياس الدم تختلف بحسب الوحدات الدموية ومكوناتها، حيث تنطبق درجات حرارة معينة لكل منتج ويتم تخزين بترتيب معين في حافظات خاصة مع مراقبتها على مدار الساعة.
تغطية حالات النقص
وحول آلية التعامل مع حالات نقص فصائل معينة من الدم، لفتت إلى أن إدارة مخزون الدم تتم بشكل فعال لضمان تغطية جميع المتطلبات من مختلف المستشفيات، وفي حالات زيادة الطلب على منتج معين يتم تفعيل خطة معدة مسبقاً لتوفير هذه الوحدات إما بالتواصل مع الشركاء الاستراتيجيين لتنسيق حملات طارئة، أو التواصل المباشر مع المتبرعين عبر وسائل الاتصال المختلفة مثل الهاتف والرسائل النصية، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
وأشارت إلى أن فصيلة الدم AB- تعتبر من الفصائل النادرة جدًا إذ توجد في 0.5% فقط من سكان العالم، وتعتبر مهمة جدًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى نقل الدم وليس لديهم نفس فصيلة الدم، بالإضافة إلى فصيلة الدم B- وتشكل حوالي 1.5% من سكان العالم، وتعتبر مهمة للأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم B- ويحتاجون إلى نقل الدم.
عيادة متخصصة بـ«أمراض الدم» للأطفال
أكدت الدكتورة منى العيان مدير مستشفى صقر برأس الخيمة اهتمام القيادة الرشيدة في دولة الإمارات برفع مستويات الصحة لدى جميع أفراد المجتمع، وتعزيز ودعم أهداف واستراتيجية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وذلك بضمان شموليتها على مستوى إمارات الدولة، والذي تمثل مؤخراً في افتتاح عيادة «أمراض الدم» المتخصصة بأمراض الدم لدى الأطفال، وذلك في إطار التزام المؤسسة بتوفير أفضل مستويات الرعاية الصحية المتخصصة، حيث تستقبل العيادة الأطفال ممن يعانون من أمراض الدم الوراثية وغير الوراثية والأورام.
وأضافت: العيادة التي تم افتتاحها بمستشفى صقر تقدم خدمات مميزة مرتبطة بأمراض دم الأطفال، الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا وأمراض الأنيميا المنجلية، ناهيك عن تشخيص أمراض الدم الوراثية مثل الاضطرابات الوراثية والنزيف وتخثر الدم وفحص أمراض الدم الوراثية لدى حديثي الولادة.
وأشارت إلى أن وجود هذه العيادة داخل الإمارة وفر على المرضى الوقت والجهد من خلال توفير الخدمة بشكل أقرب وفي مكان واحد في مستشفى صقر وذلك تزامناً مع استراتيجية الإمارات الخاصة بجودة الحياة وبتوفير أفضل الخدمات بأكثر المعدات تطوراً وفق أحدث المعايير العالمية لافتة إلى أن العيادة يشرف عليها متخصصون واستشاريو أمراض الدم للأطفال.
وقالت د.العيان: إن افتتاح العيادة الخاصة بأمراض الدم يأتي في إطار السعي المتواصل لتعزيز منظومة الخدمات الصحية التي توفرها المستشفى لجميع المتعاملين بشكل عام، وللأطفال بشكل خاص، إذ يسعى المستشفى للارتقاء بجودة الرعاية الصحية المخصصة للأطفال إلى مستويات متقدمة، وترسيخ المكانة الريادية لكل من المؤسسة والمستشفى في هذا المجال، مؤكدة على الدور الذي توليه القيادة لصحة المواطن وكل من يقيم على أرض الإمارات وكل من يسعى جاهداً في منظومة الصحة بالدولة لتذليل كل الصعاب أمام المراجعين والمرضى.
يؤكد المواطن راشد صالح، أحد المتبرعين الدائمين لمراكز التبرع الدم في إمارة رأس الخيمة، أن التبرع بالدم عمل إنساني له أبعاد إنسانية بعيدة المدى، والتي يحرص على القيام بها بشكل دوري لما له من فائدة صحية كبيرة عليه وإنجاز إنساني على غيره، منوهاً أنه يقوم بالتبرع بالدم على مدار العام بواقع 6 مرات في السنة، حيث أصبحت لديه عادة وأمراً لابد منه، ويضيف أن مراكز التبرع بالدم مفتوحة أمام الراغبين بالتبرع وفق شروط صحية لابد من توافرها في المتبرع، وذلك ضماناً وحفاظاً على صحة وسلامة المتبرع والمستفيد، مشيراً إلى أن الحملات التوعوية وحملات التبرع بالدم التي تعززها وتنظمها مؤسسات الدولة لها فوائد كبيرة، خاصة أنها تسهم في توفر وحدات الدم لحالات مرضية حرجة، ومصابين بأمراض مزمنة، مثل حالات السرطان والغسيل الكلوي، وأشخاص أصيبوا في حوادث بليغة، ويحتاجون إلى الدم لإنقاذ حياتهم.
تعزيز مخزونات بنوك ومراكز الدم
يعتبر مركز خدمات نقل الدم والأبحاث التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بفروعه الثمانية أحد أهم بنوك الدم، نظراً لدوره الرئيسي في مجال توفير مخزونات الدم بمختلف فصائلها، للمساهمة في إنقاذ حياة المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل دم.
وأكدت الدكتورة منى الحواي مدير مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على أهمية تعزيز مخزونات الدم في بنوك ومراكز الدم من خلال عمليات التبرع، نظراً لأهميتها في تكريس ثقافة العطاء وفوائدها على صحة الأفراد المتبرعين، فضلاً عن دورها المحوري والرئيسي في إنقاذ حياة الأشخاص.
وأوضحت أن فصائل الدم النادرة هي الفصائل التي يكون انتشارها في السكان أقل من 1:1001:1000- بحسب نوع البروتينات الخاصة الموجودة على خلايا الدم الحمراء، مؤكدة حرص بنك الدم على توفير الفصائل النادرة وخصوصاً التي تحتوي على البروتينات الخاصة الموجودة في الخلايا الحمراء، وهي تعتبر نادرة جدًا وتحتاج إلى تخزين خاص وعناية خاصة أكثر من فصائل الدم الشائعة، ومن بين الفصائل النادرة، فصيلة الدم o- وتشكل حوالي 7% من سكان العالم، وتعتبر مهمة جدًا لاعتبارها الفصيلة التي تنقل لجميع الفصائل «معطى عام» للأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم o ويحتاجون إلى نقل الدم.
وحول سياسة توزيع الفصائل النادرة قالت الحواي: «تختلف سياسة التوزيع بحسب مناطق تواجد البنوك، ولكن بشكل عام، يتم تخزين الفصائل وتسليمها للأشخاص الذين يحتاجون إليها بناءً على أولويات الحالات الطبية الحرجة ومستوى الحاجة، وعادة ما يتم إجراء فحوصات دقيقة لفحص توافق الفصيلة والبروتينات قبل تسليم الدم، وذلك لتجنب أي مضاعفات صحية أثناء النقل».
36 ألف متبرع سنويا
أوضحت الدكتورة منى الحواي مدير مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن متوسط عدد المتبرعين والمترددين على مراكز التبرع بالدم شهرياً يصل إلى 3000 متبرع تقريباً بمختلف أنواع الوحدات، اي بمتوسط 36 ألف متبرع سنويا، مشيرة إلى أن من بين المتبرعين يوجد متبرعون منتظمون في التبرع ويشكلون قاعدة مهمة، حيث يتم التواصل معهم في حالات زيادة الطلب على بعض الفصائل، أو نوع معين من الوحدات الدموية كالصفائح الدموية، مشددة على أهمية التبرع بالدم حيث يوجد العديد من الحالات المختلفة التي تم إنقاذها بنقل الدم ومنتجاته، كالحالات النزفية الناتجة عن حوادث أو عمليات ولادة، كما يوجد العديد من الأمراض التي تعتمد على نقل الدم كجزء لا يتجزأ من خطة العلاج، كأمراض الثلاسيميا والأنيميا المنجلية والأمراض الوراثية وغيرها.
ضوابط التبرع
من أجل التبرع بالدم، لابد من استيفاء شروط مهمة . فلابد أن يكون عمر المتبرع بين 18و 65 عاماً، وأن يكون بصحة جيدة وألا يقل وزنه عن 50 كجم على الأقل، وأن يكون مستوى الهيموجلوبين لديه 13.5 جم/ ديسيلتر على الأقل للذكور و12.5 جم/ ديسيلتر للإناث، وأن لا يكون قد تبرع بالدم خلال آخر 56 يوماً، وألا يكون لديه حينها اضطراب أو خلل في ضغط الدم أوالسكر أو الجفاف قبل التبرع، وبعد التبرع لابد من أن يتناول وجبة صغيرة.
ما بعد التبرع
يؤكد الأطباء على أهمية تعويض نسبة الدم التي يتم التبرع بها بشرب ما يكفي من السوائل مباشرة بعد التبرع بالدم. ويساهم في هذا، وظيفة الكلى التي تعمل على تنظيم مستويات الصوديوم والماء في الجسم، وينبغي الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة طوال 24 إلى 48 ساعة بعد عملية التبرع، من خلال تضمين هذه الوجبات مختلف الأطعمة الغنية بالحديد، اللحم الأحمر والسبانخ والعصائر والحبوب المدعمة.
حملات تبرع تطوعية
أعلنت «خدمات بنك الدم أبوظبي»، إحدى الخدمات الاستراتيجية التابعة لدائرة الصحة – أبوظبي، والتي تديرها شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحّة»، أنه أصبح بإمكان المتبرعين بالدم الحصول على ساعات تطوعية معتمدة من خلال منصة متطوعين. إمارات، ويأتي ذلك من خلال برنامج أطلقته «خدمات بنك الدم» بالتعاون مع منصة «متطوعين.إمارات» بهدف تشجيع أفراد المجتمع على التبرع بالدم واستقطاب فئات وشرائح أوسع وخاصة فئة الشباب، حيث يتم من خلال المنصة الإعلان عن الفرص والحملات التطوعية، فضلاً عن تزويد المتبرعين بالدم بساعات وشهادات تطوعية معتمدة واحتساب ساعات تطوعية للمتبرعين بالدم بناء على نوع التبرع بالدم، بحيث يتم احتساب ساعتين للتبرع بالدم وثلاث ساعات للتبرع بالصفائح الدموية، ويمكن لطلبة الجامعات الاستفادة من المبادرة لإتمام الساعات التطوعية اللازمة للتخرج.
وتهدف المنصة إلى توسيع نطاق العمل التطوعي في دولة الإمارات من خلال تسهيل عملية التطوع، ولتمكين المتطوعين من التسجيل في حملات التبرع بالدم، حيث يمكن للمتطوع التسجيل في الفرص التطوعية الخاصة بالتبرع بالدم، وتهدف البادرة إلى تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية وترسيخ قيم العطاء ومساعدة الآخرين والتأكيد على أن التبرع بالدم هو عمل إنساني تطوعي نبيل ويشكل أحد الركائز الأساسية للتماسك الاجتماعي، بالإضافة إلى ضمان إمدادات الدم التي تلبي جميع احتياجات المرضى وتساهم في الحفاظ على الأرواح.
26 ألف متبرع بالدم
بحسب إحصاءات «خدمات بنك الدم» بلغ عدد المتبرعين منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو للعام 2022 في إمارة أبوظبي حوالي 25.600 متبرع، ساهموا في تقديم 44.000 وحدة دم، فيما بلغ إجمالي المتبرعين خلال الأعوام الخمسة الماضية قرابة 200.000 متبرع ساهموا في تحسين وإنقاذ حياة نحو 400.000 شخص.