الجمعة 15 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حفظ اللسان في رمضان

حفظ اللسان في رمضان
3 ابريل 2023 02:57

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»، ويستشعر الصائم في رمضان أنه مراقب من الله عز وجل، فلا يتكلم إلا بخير، ويحفظ لسانه عن الخوض في الباطل، قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). 
وفي الحديث: عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»، وقد يمتد اللسان إلى توجيه الاتهام والطعن في الآخرين، وهو من قبيل البهتان المنهي عنه، قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، «سورة الأحزاب: الآية 58»، 
وحذرنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مخاطر اللسان إذا انفلت من رقابة صاحبه، وسأل معاذ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم».
وفي رمضان يكون اللسان أكثر خطورة لأنه يذهب بثواب الصيام، ولا يجني الصائم إلا الجوع والعطش، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر». فليحرص كل مسلم على حفظ لسانه من الغيبة والنميمة، والتكلم في ما لا يعنيه، ولنكن معرضين عن اللغو، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، «سورة المؤمنون: الآية 3»، والخلاصة مما سبق أن للكلمة أهمية وأثراً في علاقة المسلم مع الله عز وجل، وعلى الصائمين والصائمات المحافظة على سلامة الصيام من الغيبة والنميمة وغيرها من زلات اللسان، وعلى المسلم انتقاء أطايب الكلام في الحديث.
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ:
أراد الله تعالى لعباده أن يكونوا متحابين ليتعاونوا على طاعته، وعمارة أرضه، فدعاهم إلى العفو والصفح عما يقع من بعضهم من هفوات وزلات، فقال سبحانه: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا)، وحثنا على مقابلة الإساءة بالإحسان تعزيزاً للمحبة والتآلف بين القلوب فقَالَ تعالى: (...ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، «سورة فصلت الآية 34»، فمَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ فَادْفَعْهُ عَنْكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، فإن في هذا إبطالاً لمكائد الشيطان في إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)، «سورة الإسراء: الآية 53».
وجدير بالمسلم أن ينتقي أفضل العبارات وأحسنها، وأن يكظم غيظه ليكون من المحسنين، كما قال رب العالمين: (... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 134»، وفي الحديث: «من كظم غيظاً، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء»، فمن التزم بذلك نال أجره مضاعفاً مرتين كما قال سبحانه: (أُوْلَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَءُونَ بالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ...)، «سورة القصص: الآية 54».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض