خولة علي (دبي)
تعد الإمارات، من الدول الرائدة في رعاية الطفولة وحمايتها، باعتبارهم شباب الغد ومستقبل الوطن وثروته، لذا اتجهت نحو تمكين الأطفال وتسخير كافة الإمكانات للعمل على تطويرهم علمياً ومعرفياً وفكرياً مع تنمية قدراتهم وتأهيلهم، حيث تتسابق المؤسسات المجتمعية والمراكز المعنية بالطفولة في رفد الطفل بالكثير من البرامج المتخصصة وتبني أفضل الأساليب العلمية والبحثية للمساهمة في النهوض به، ليستطيع أن يشق طريقه مستقبلاً ليواكب تطلعات الدولة ويمارس دوره في تحقيق التنمية وتطوير المجتمع، وهذا يتضح في اهتمام واحتفاء الدولة بـ«يوم الطفل الإماراتي» الذي يصادف 15مارس من كل عام، في إشارة واضحة إلى حرص القيادة على أن ينمو الطفل في بيئة صحية آمنة وداعمة، لتطوير مهاراته على المستويات كافة.
وكرّست العديد من المؤسسات المجتمعية والمراكز المعنية بتطوير مهارات الأطفال، جهودها في سبيل رسم خطط واضحة ومدروسة لتنمية الصغار في كافة المجالات، حيث تشير شيخة الشامسي مديرة سجايا للفتيات في الشارقة، إلى أن المركز يحرص على توفير كافة الإمكانات والفرص لدعم الأطفال والشباب وتنمية مهاراتهم في إطار تحقيق رسالة إعداد جيل واعد وقادر على مواجهة المستقبل بأفضل الممارسات، وتماشياً مع هذه المبادئ تنظم سجايا العديد من البرامج، عبر خطة سنوية يتم تطويرها ومراجعتها بشكل دوري لضمان مواءمتها مع متطلبات المؤسسة، ومتطلبات مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين والتي تعنى بتطوير مهارات المنتسبات في شتى المجالات.
تتميز مسارات مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين بتركيزها على أبنائنا منذ الصغر وحتى الشباب، وتلبية احتياجاتهم في مختلف الجوانب، وتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم وتأهيلهم فكرياً، نفسياً وجسدياً، لتولي مناصب قيادية ومميزة في مجالات عدة، وقد أسهم تنوع هذه المسارات، التي تصل إلى ثمانية، في تطوير قدرات الأطفال والشباب وتنميتها، وتتمثل في الآداب واللغات، الرياضة، العلوم والتكنولوجيا، المسرح والفنون البصرية، الموسيقى، الفنون، وريادة الأعمال.
فتيات قياديات
وتضيف الشامسي «تبنت سجايا فتيات الشارقة طيلة الأعوام الماضية رؤية واضحة وثابتة قائمة على دعم الفتيات وتمكينهن في مختلف المجالات المعرفية، الرياضية، القيادية، والحياتية، وعملت على تسليح منتسباتها بالعلم والمعرفة من خلال توفير كل سبل الدعم وعبر تنظيم الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تؤهلهن لذلك وتنمي طموحاتهن وتلبي رغباتهن في مختلف الحقول والمجالات».
وتؤكد الشامسي أن الإنجازات والنجاحات التي حققتها سجايا فتيات الشارقة والخطط والاستراتيجيات التي تسعى إلى تحقيقها خلال الأعوام المقبلة جاءت نتيجة الدعم المتواصل من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، الساعية إلى إعداد أجيال من الفتيات القياديات.
تعلّم وترفيه
وتوضح دعاء المهري مدير إدارة الاتصال المؤسسي، قائلة «نحرص في نادي سيدات الشارقة وفروعه على تنمية مواهب الأطفال وتعزيز مهاراتهم من خلال توفير البرامج والأنشطة المتنوعة، والتي تضمن التعلّم والترفيه في نفس الوقت، وتهدف إلى تعزيز القدرات العقلية والذهنية والبدنية والحسية للأطفال، بما يتناسب مع أعمارهم في أجواء تحفيزية مفعمة بالطاقة والنشاط، كما نوفر مدربين ذي خبرة عالية في مختلف المجالات التي تخص الطفل، مع تقديم الرعاية الكاملة لهم خلال فترات البرامج، كما يتم تنظيم مسابقات وأنشطة للأطفال تشجيعاً لهم على التفاعل ولضمان أقصى استفادة والخروج بأفضل النتائج، فيما يقدم مركز كولاج للمواهب بالنادي وبرنامج تاله، فرصة للإبداع والتعلّم من خلال مجموعة من الأنشطة المميزة في بيئة آمنة وسط أجواء تتسم بالمرح واللعب، بحيث يكتسب الطفل من خلالها المعرفة الأساسية والاجتماعية والسلوكية.
صنّاع المستقبل
وتقول أمل العبدولي «سعيدة بكوني ابنة الإمارات، الدولة الحاضنة لبناء صنّاع المستقبل، والتي راهنت علينا لنستكمل مسيرة والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ونهج حكومتنا الرشيدة، فلم تبخل علينا بالتوجيه والإرشاد والتعليم وضمان الأمن والأمان والرعاية الصحية وتمكيننا من حقوقنا كأطفال، من خلال قانون وديمة، بالإضافة إلى مساندتنا في دعم مهاراتنا القيادية وتنمية مواهبنا، وهذا يتضح من خلال تخصيص الدولة يوم 15 مارس للاحتفاء بالطفل الإماراتي، واعتماد هذا اليوم كدعوة لجميع المؤسسات المجتمعية والنوادي العلمية ومراكز الطفل والمدرسة والأسرة للتسابق لاحتضان الأطفال والاستماع لهم بكل حب ورحابة صدر، باعتبارهم بهجة الحاضر، وأمل الغد، ورهان المستقبل».
علم الفلك
يقول الطفل علي اللوغاني، إن «يوم الطفل الإماراتي» مميز بالنسبة لنا كأطفال، لنشارك ونعبر عن آرائنا ونعرف حقوقنا، ونشكر قيادتنا على دعمها لكل طفل والعمل على إشراكنا في جميع المجالات لنكون جزءاً من المجتمع، وقد خصصت دولتنا الحبيبة العديد من الجهات التي تسهم في تطوير مهاراتنا وصقل شخصيتنا لنكون أكثر ثقة وأهلاً في تمثيلها بجميع المحافل الدولية، حيث يشارك العديد من الأطفال في المؤتمرات، والطفل الإماراتي قادر على صنع التغيير والمشاركة في اتخاذ القرارات، بعد أن غرست دولتنا في نفوسنا حب التقدم وطلب العلم والمنافسة من أجل المراكز الأولى، ويتطلع اللوغاني إلى دراسة علم الفلك، وأن يمثل دولته في المحافل العالمية خير تمثيل.
مبرمج عالمي
ويشير الطفل حسن عبدالله، إلى أن «يوم الطفل الإماراتي» مناسبة عزيزة وفريدة من نوعها تخدم كل طفل يعيش على أرض هذه الدولة الاستثنائية، وقد حظي هذا الاحتفاء، باهتمام كبير من جهات عدة كانت سبباً في تميزه وإبداع الطفل في مجالات عدة، حيث أثبت جدارته في بطولات عالمية ونافس على المراكز الأولى بنجاح وكانت ثمار هذه المنافسات أنه فاز بجائزة مؤسسة حمدان فئة الطالب المتميز لأعوام 2019 و2022 بتشجيع ومتابعة من الجائزة والقائمين عليها، كما حصل على الوسام البرونزي في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، وهو فخور كونه أحد منتسبي مراكز الناشئة بالشارقة ولا ينسى فضل مدرسته ودعمها اللامحدود في إبراز قدراته ومساندته له في خوض العديد من المسابقات، ويطمح أن يصبح سفيراً لرياضات الدفاع عن النفس ومبرمجاً عالمياً ومساهما في جميع المجالات، التي تعود على المجتمع بالنفع والفائدة.
فرصة ثرية
وتقول الطفلة وريفة عبيد إن «يوم الطفل الإماراتي» يعني لها الكثير لأنه يسلط الضوء على حقوق الطفل ودعمه في كافة المجالات، وقد وفرت لها دولتها الحبيبة منذ الصغر كل سبل النجاح والتمييز والتفوق، وقد أسهمت عدة جهات في صقل موهبتها وإعطائها فرصة ثرية لترك بصمتها في المجتمع، ومن الجهات التي أسهمت في مساندتها وتطوير مهاراتها، شرطة دبي من خلال تقديمها الكثير من الورش التوعوية، كما منحتها فرصة الانتساب لديها لتكون سفيره لدى شرطة دبي.
وتعبر عليا خميس الكندي عن فخرها واعتزازها بهذا اليوم وبالوطن المعطاء الذي يحتفي بإنجازات أبنائه، ويحث كل الجهات الحكومية والخاصة على تطوير موهبة الأطفال وتنمية هواياتهم من خلال توفير الأنشطة والفعاليات التي تنهض بقدراتهم وتحقق تطلعاتهم.
ويرى الطفل متعب عبيد أن «يوم الطفل الإماراتي»، مناسبة وطنية تهدف إلى توعية كافة فئات المجتمع بحقوق الطفل، وقد وفرت له دولته الحبيبة كل أسباب النجاح والتميز في كافة المجالات، كما أسهمت عدة جهات في صقل مواهبه، مثل مركز الطفل الذي أسهم في تنمية مهاراته في مختلف التخصصات، منها الابتكار والرياضة والقيادة وغيرها الكثير.
صقل الشخصية
علي عبدالعزيز العبدولي يوضح «أن المخيمات الصيفية تعتبر بوابة نجاح، حيث أسهمت في صقل شخصيتي، وساعدتني على النظر برؤية ثاقبة للمستقبل، حيث كان لي اختلاط مثمر مع الكثير من الشخصيات الناجحة والمميزة في المجتمع، والتي كان وصولها لتلك المناصب والمراكز عن طريق الاجتهاد والمشاركات الفعالة في البرامج الشبابية.
ويرى العبدولي أن «يوم الطفل الإماراتي» مناسبة نعتز بها، حيث نال الطفل الإماراتي اهتمام القيادة الحكيمة والعمل على تنمية شخصيته في كل المجالات، وهذا يتضح عبر مشاركة الطفل في مجال الشورى والمجالس الطلابية وهذا أمر بالغ الأهمية للارتقاء بتفكير الطفل الإماراتي ووضعه في موضع المسؤولية التي يجب أن يتحملها.
محور التنمية والتطور
تفتخر الطفلة شيخة أحمد الزحمي بانتمائها إلى بلد يولي اهتماماً بالغاً للإنسان، الذي هو محور التنمية والتطور، خصوصاً الطفل الذي يعتبر الثروة الحقيقية لتطور أي مجتمع، فـ«يوم الطفل الإماراتي» هو تكريم للطفل الإماراتي، وهي سعيدة بما وفرته لها الدولة من حقوق في جميع المجالات، إضافة إلى دور المراكز المجتمعية التي أسهمت في صقل موهبتها وتنمية مهاراتها، حتى حصدت الكثير من الجوائز مما حفزها للعمل أكثر والمساهمة في رفعة هذا الوطن.