الخميس 14 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر «اللسانيات» يناقش توظيف التقنية في خدمة «اللغة العربية»

جانب من جلسات المؤتمر (من المصدر)
27 أكتوبر 2022 02:38

سعد عبدالراضي (أبوظبي)

اختتمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، فعاليات مؤتمر اللسانيات الحاسوبية واللغة العربية الذي عقد على مدى يومين بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمختصين في شقي اللغة العربية والرقمنة والحواسيب، حيث اجتمعوا من خلال جلسات علمية مركزة تحوي عناوين ومضامين تختصر كل ما يمكن أن يفكر فيه أي مختص عندما يريد الربط بين اللغة وما فيها وبين عصر الذكاء الاصطناعي وما فيه.
وقد نجح المؤتمر بالفعل في الوقوف على الإشكاليات المتعلقة بالإفادة من الجانب التقني بما يخدم اللغة العربية، ولم يقتصر البحث من خلال الجلسات العلمية المتعاقبة على اللغة العربية المجردة فحسب، ولكنّ القائمين عليه صنعوا من خلال اختيار المشاركين عالماً مفتوحاً على تجارب المختصين في اللغات الأخرى، فوجدنا مشاركات يابانية وأخرى فرنسية، بالإضافة إلى مشاركين من مختلف دول العالم.
وحفل اليوم الثاني بأربع جلسات علمية متنوعة، قدم فيها كل مشارك ورقة عمل، وبالنظر إلى أوراق العمل المقدمة فإننا نجدها اشتملت على كل الموضوعات المتعلقة بالأمرين معاً في مجالات العلوم المختلفة.
وفي تصريح خاص لـ «الاتحاد»، قال الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: «تعقد جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية هذا المؤتمر في إطار اهتمام الجامعة بالاستفادة من الخبرات المختلفة في خدمة اللغة العربية، وكذلك أصحاب التخصصات في الحاسب الآلي».
وأضاف: «اليوم اللغة العربية تواجه تحدياً كبقية اللغات في العالم، لكنها تتميز بقوة واختلاف كبير من حيث تجذرها وتنوع استخداماتها». 
وتابع: «بالنظر إلى الواقع اليوم، فإن الحاسب الآلي والأجهزة المتنقلة تستفيد استفادة محدودة من اللغة العربية، والجامعة أخذت على عاتقها تنظيم هذا المؤتمر ليستفيد أبناؤنا وبناتنا من الطلاب والطالبات في جميع التخصصات، وكذلك خدمة للمجتمع وأصحاب التخصصات المختلفة لتقديم الحلول المناسبة للاستفادة من اللغة العربية، وبرمجتها في الأجهزة الآلية والهواتف المتنقلة، وهذا الأمر يسهل فهم اللغة العربية وتعلمها».

وأضاف: «هذا المؤتمر يأتي في إطار الجهود المختلفة التي تهدف في نهاية المطاف إلى خدمة اللغة العربية وخدمة المجتمعات التي ستستفيد من هذه اللغة».

بين العربية واليابانية 
وفي الجلسة الثانية باليوم الثاني للمؤتمر، تحدث السفير الياباني الأسبق لدى سلطنة عُمان والسويد سيجي موريموتو، وهو أستاذ زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة طوكيو، وقال: «إن موضوع المؤتمر مثير للاهتمام فهو يتماشى تماماً مع متطلبات عصرنا، وأنني أشعر بالفخر الشديد لدعوتي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وأقدر هذه المبادرة. بعد قولي هذا، أشعر بالتردد قليلاً لوجودي هنا. بعد التحاقي بوزارة الخارجية اليابانية، تم تكليفي بتعلم اللغة الألمانية ودرست في جامعة فرايبورغ في بريسغاو، بعد ذلك، التحقت للعمل بالشؤون الأوروبية لفترة طويلة، ولاحقاً، بدأت العمل في العراق وتركيا وسلطنة عُمان، الأمر الذي جعلني أكثر تواصلاً مع الشرق الأوسط». 
وأضاف: «إن اللغة هي أيضاً وسيلة الناس لتشكيل مجتمع وتنميته وفقاً للتقدم. لذلك، تتقدم اللغة أيضاً جنباً إلى جنب مع تطور المجتمع. على سبيل المثال، ابتكرت اليابان، أثناء استخدام الأحرف الصينية، الأبجدية الخاصة بها وطوّرت اللغة اليابانية، وهي لغة مختلفة تماماً عن اللغة الصينية، وبالتالي يمكن وصفها بأنها لغتها الخاصة. ربما يرجع هذا إلى حقيقة أن اليابان هي دولة بعيدة عن البر الرئيس الصيني، وقد دمجت اللغة والأفكار والثقافة وتغيير الأحاسيس التي طورها أفراد المجتمع واحداً تلو الآخر».
 وتابع: «من المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي وأجهزة الحاسوب للتحليل اللغوي، وهو موضوع هذا المؤتمر. في هذا المجال، أعلم أن البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية حققت أكبر قدر من التقدم، بينما تخلفت اليابان عن الركب، غالباً ما تكون تحويلات Google وترجماتها غير دقيقة، وهو ما يبدو أنه مثال على هذا التأخر».
وقال: «في حالة اللغة اليابانية، مقارنة باللغات الغربية، هناك نوعان من الحروف الهجائية، وتتم كتابة الكلمات عن طريق الجمع بين هذه الأبجدية مع الكانجي، وهي الرسوم الرمزية، والتي يقال إن عددها يتراوح بين 50 ألف إلى 60 ألف  حرف. ويحتاج طالب مدرسة ابتدائية إلى حفظ    1260حرفاً أساسياً من أحرف كانجي، ويحتاج الشخص العادي إلى حفظ 2,136 حرفاً حتى يتمكن من قراءة صحيفة في حياته العادية. لكي يُعتبر شخصاً مثقفاً، يحتاج إلى حفظ أكثر من 10 آلاف حرف كانجي. وأعتقد أن هذا العدد الكبير من الحروف هو أحد الخصائص التي تميز اللغة اليابانية عن اللغات الأخرى. ولكن اللغة الصينية لا تختلف من حيث عدد الكانجي، ولن يكون من الصعب جداً على الذكاء الاصطناعي أن يتعلم بعمق عدداً كبيراً من الأحرف والجمل، ناهيك عن أجهزة الحاسوب الكمومية».

لغة ظرفية
وأضاف سيجي موريموتو: «أعتقد أن للغة اليابانية ميزة غير موجودة في اللغات الأخرى. وهذا يعني أن اللغة اليابانية هي لغة ظرفية. لها خاصية الغموض في تعبيراتها. إذا لم يتم فهم الموقف الذي تُستخدم فيه اللغة بشكل صحيح، فلا يمكن فهمها بشكل صحيح ونقلها بشكل جيد. أيضاً، حتى الكلمات المتماثلة بالنطق والتنغيم، كتاباتها بالرسوم الرمزية تكون أحياناً مختلفة تماماً، وبالتالي لها معانٍ مختلفة. وفي مثل هذه الحالة، يتم تحديد المعنى أيضاً من خلال الموقف الذي يتم فيه استخدام الكلمة، ويتم تطبيق الكانجي الصحيح، كمثال ملموس على أن اللغة اليابانية هي لغة ظرفية، فغالباً ما توجد حاجة لذكر موضوع ما في جملة حتى داخل مجموعة من الناس، لأن المحادثة تتم في سياق موقف مشترك بين الرواة». 
وقال: «أفهم أن هذا المؤتمر سيناقش اللسانيات الحاسوبية العربية. لا أعتقد أن اللغة العربية مثل اليابانية، لذلك ربما تكون اللغة العربية مؤهلة للذكاء الاصطناعي أكثر من اليابانية. بهذا المعنى، أود أن أرى مزيداً من التطوير في اللسانيات العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وذلك لأن نتائج هذه الأبحاث ستساهم بالتأكيد في تطوير مجتمع ملائم وفعال في العالم العربي. ومع ذلك، فيما يتعلق بما إذا كان سيكون مفيداً أم لا في الكشف عن التفاصيل الدقيقة للعقل البشري وتحليلها وربطها بطيات عقول الآخرين لتأسيس التواصل، فأنا أنتظر وأتطلع إلى رؤية النتائج الملموسة للأعمال المستقبلية في هذا المجال».

تعليم الأصوات العربية 
قدم باحث الدكتوراه بكلية الألسن جامعة عين شمس، قسم اللغة العربية، محمد رمضان الغليض، بحثاً بعنوان «الأصوات العربية وتعليمها للناطقين بغيرها»، وتناول فيه موضوع تعليم الأصوات العربية للناطقين بغيرها بمساعدة تطبيق حاسوبي لغوي، حيث يقف فيه الباحث على تجربة عملية بنى فيها تطبيقاً لغوياً يراعي التركيز على الوحدات الصوتية العربية التي لا يوجد لها نظير في اللغات المختلفة: الصينية، والإسبانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والإندونيسية، والفرنسية، والأردية، والتركية، والهوسا، التي يتحدَث بها كثيرون ممن اتخذهم البحث عينة، تمثل تلك الأصوات صعوبات لدارسي العربية من أصحاب تلك الألسن، مما ينجم عنه تذليل تلك المشكلات من جهة، ونشر اللغة لدى الأجانب من جهة ثانية. وتتمثل مشكلة هذا البحث في ندرة الأبحاث المتخصصة باللسانيات العربية الحاسوبية العربية، وقصور الاعتماد على المدونات اللغوية في صناعة تطبيقات تعليمية لخدمة اللغة العربية ومهاراتها.

وتطلبت طبيعة هذا البحث الاستعانة بأدواتِ المنهج الوصفي (التحليلي)، وبعد تجربة التطبيق وتفاعل المستخدمين مع التطبيق، خلص البحث إلى نتيجتين، هما: استخدام التطبيق من قبل مدرسي صعوبات النطق والكلام، وتعامل الأطفال معه بوصفه لعبة تعليمية لمخارج الحروف. وقد توصل البحث إلى أن التطبيق مفيد للطلبة الكوريين، إضافة إلى اللغات العشر محل الدراسة.

مختصو الحواسيب يجيبون 
وقالت الدكتورة فاطمة الغنام، أستاذ باحث متفرغ بمعهد بحوث الإلكترونيات بمصر في ورقتها بالمؤتمر: «نظراً للتنامي المتزايد في أعداد الملفات عبر شبكة الإنترنت، أصبحت عملية التصنيف الآلي للنصوص أحد الموضوعات البحثية المهمة في مجال معالجة اللغات الطبيعية. يتم استخدام التصنيف الآلي للنصوص في كثير من التطبيقات مثل إدارة المحتوى، والبحث السياقي، والتنقيب عن الآراء، وتحليل مراجعة المنتجات، وتصفية الرسائل غير المرغوب فيها، واستخراج المشاعر النصية. لإجراء التصنيف لمجموعة من النصوص، يجب تحويل النصوص أولاً إلى صورة رقمية مناسبة لخوارزميات التعلم الآلي. الطريقة الشائعة لاستخراج سمات النصوص وتمثيلها رقمياً هي حقيبة الكلمات».
وأضافت: «لكن تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الطريقة في الأبعاد العالية لمساحة متجه السمات والذي يتناسب تناسباً طردياً مع أعداد المفردات الموجودة بالمستندات، فضلاً عن الحاجة إلى أدوات وبرامج تعتمد على معالجة اللغة الطبيعية والتي تمثل تحدياً كبيراً في حالة اللغة العربية. تشرح هذه الورقة نهجاً جديداً لاستخراج سمات النصوص وتمثيلها رقمياً بالاعتماد على الحروف الأبجدية.  هذا النهج يتبنى الفرضية المعروفة باسم رمزية الصوت التي تنص على الارتباط الظاهر بين متواليات صوتية معينة ومعانٍ معينة في الكلام. النهج المتبع في هذه الورقة يقدم إسهامين رئيسين».
وأكدت أن العمل الحالي أثبت القدرة على تصنيف مجموعات من المستندات النصية العربية بنجاح، حيث أظهر ما يقارب 80% توفيراً في مساحة متجه الملفات، وتحسناً في الأداء بنسبة 2% مقارنة بأفضل النتائج الأخرى المسجلة لتصنيف مجموعة بيانات الجزيرة الإخبارية.

المعالجات الصرفية 
قال الدكتور حسام الدين سمير، أستاذ مشارك بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في ورقته إلى المعالجات الصرفية: 
«تُعَدُّ المُعَالَجَةُ الآليَّة الصَّرْفِيَّة لِنَصٍّ بالعربية مِنْ أَهَمِّ فُرُوعِ عِلْمِ اللُّغَةِ، وَمِنَ المحاورِ الأسَاسِيَّة التي تُثِيرُ لَدَى البَاحِثِين المُحْدَثِين أهميَّةً كبيرةً حَوْلَ دِرَاسَةِ النُّصُوصِ الصَّرْفيَّة العربية، وإِمْكَانِيَّة مُعَالجتها أُتُومَاتِيكِيًّا في دِرَاسَةٍ مُرْضِيَةٍ في أُسسِهَا وجوانبها. فاخترْتُ هذا البحث لمحاولة الرَّبْط بينَ القَدِيمِ المُتَمَثِّل في أَبْنِيَةِ الصَّرْف العَرَبِيّ، والمُعَاصِر المُتَمَثِّل في رُؤْيَةِ اللساني الفرنسي Christian Gaubert (كِرِيسْتيان جوبِير) لهذه الأبنية التُّرَاثية مِنْ منظورٍ حَاسُوبي، واختياره لِنَمَاذِجَ نَصِّيَّة لُغَوِيَّة – تَنَوَّعَتْ بينَ العَرَبِيَّة في مستواها المُعَاصِر، مُتَمَثِّلًا في رواية «قنديل أُمّ هاشم» للكاتِب الروائي الكبير يحيى حَقِّي، وبَيْنَ أَمْثِلَةٍ أُخْرَى مُتَفَرِّقَة مُنْتَقَاة مِنَ العَرَبِيَّة في مستواها التُّرَاثِيّ – مَادَّةً تَطْبِيقِيَّةً لِدِرَاسَتِهِ».

وذكر أن بحثه يَنْدَرِجُ ضِمْن المُعَالَجَة الآليَّة للغةِ العربية، فَيُقَدِّم طريقةً ومُقْتَرَحاً مِنْ خلالِ تَصَوُّرٍ آليّ يحتوي معلوماتٍ لإنجازِ تحليلٍ صرفيّ للنَّصِّ العربيّ. لقد قامت في العصرِ الحَاضِرِ بُحُوثٌ صَرْفِيَّةٌ تَقْتَضِي أُسُساً دِرَاسِيَّة حَدِيثَة، كما أَنَّهَا تدعو إلى فَحْص الظَّوَاهِر الصَّرفية العربية واختبار مُكَوِّنَات النِّظَام اللُّغَويّ. ومنها دراسة Christian Gaubert (كِرِيسْتيان جوبِير)، حيثُ تُمَثِّلُ تلك الدِّرَاسَاتُ مَرْحَلَةً مُهِمَّةً في النَّظَرِيَّة الصَّرفيَّة العَامَّة، وبخاصة مناهجها المبتكرة في وصف التغييرات الصَّرفية في اللغة العربية هذا مِنْ نَاحِيَة. وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخرى يَكْتَسِبُ هذا الموضوعُ أهميةً كبيرةً في الدِّرَاسَات اللُّغَويَّة، حيث جِدَّة المنهج الوَظِيفيّ المُطَبَّق فيها، وبلورة مفاهيم صرفية ونحوية جديدة.

الترجمة حاضرة 
قال الدكتور صديق جوهر خبير الترجمة بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في ورقة علمية شارك بها في الجلسة العلمية الثالثة: «في ظل سياق العولمة أصبحت الاتصالات بين البلدان والثقافات متكررة بشكل متزايد، ما اقتضى استخدام بعض التقنيات الإلكترونية للمساعدة في ترجمة اللغات المختلفة من أجل التواصل الإنساني؛ ومنها الترجمة الآلية أو الترجمة بمساعدة الكمبيوتر».

وأكد أن دراسة الترجمة الآلية على ثلاثة تخصصات هي اللغويات والرياضيات وعلوم الكمبيوتر والترجمة الآلية هي فرع من فروع علم اللغة الحاسوبي الذي يستخدم الآليات المحوسبة لترجمة السياق أو المحادثة من لغة بشرية إلى أخرى. وأكد أن الدراسة تخلص إلى التأكيد على وجود قصور لا مندوحة عنه في برامج الترجمة الآلية، خاصة عند الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية، وتؤكد الدراسة عدم قدرة أنظمة الترجمة الآلية على التعامل بكفاءة مع العديد من النصوص، خاصة الأدبية والدينية والتراثية والتاريخية. وقال: «رداً على الادعاءات المتكررة عن القدرة الخارقة لآليات الذكاء الاصطناعي التي أدخلت على أنظمة الترجمة الآلية، نؤكد صعوبة اختراع مترجم فوري آلي في الوقت الراهن».

توظيف التقنيات 
قال الدكتور عيسى الحمادي، عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في ورقته: «إن توظيف التقنيات في التعليم أضحى خياراً استراتيجيّاً لكل دولة تُقدِّر - بوعي- ما للقطاع التربويّ من أهميَّة بالغة في ازدهار المجتمع وتطوره التنموي، وبديلاً لا يمكن الاستغناء عنه ليس في الظروف الاستثنائيَّة، لكن -أيضاً- لبناء جيل جديد قادر على الاستفادة من معطيات الثورة الصناعيَّة الرابعة، يمتلك من المعارف والمهارات التي تُمكِّنه من الانخراط في وظائف الغد.

والتعليم إذا استَثمَر التقنيات الحديثة، ووظَّفَها في مختلف جوانب العَمليَّة التعلُّمِيَّة تخطيطاً، وإدارة، وتدريساً، وتقويماً يمكن أن يحقق أهدافه إذا توافرت الشروط لإنجاحه حتى يمكن صياغة سياسات علميَّة مناسِبة للتعامل مع المستقبل».

اللسانيات الحاسوبية
في الجلسة الثالثة، تطرق الدكتور محمد بن عبد العزيز العميريني، أستاذ الدراسات العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية إلى مفهوم اللسانيات الحاسوبية، وقال: «لا يزال تعريف اللسانيات الحاسوبية أو حوسبة اللغة غير مستقر، وما ذاك لا لتعدد ترجمات المصطلح في الأصل، إضافة إلى التشتت في تحديد المجالات التي تشكل محور الدرس فيه، غير أن بعض الباحثين حاول تعريفها انطلاقاً من مجالها العام الذي تنطلق منه، أو من خلال التطبيقات المختلفة التي تمثّلها، فذكروا أنها: المجال الذي ترتبط فيه اللسانيات أو علوم اللغة العربية كلغة من اللغات الطبيعية، تدخل في علم مخصوص وليد التطورات التكنولوجية المتقدمة...، ومجالها البحثي دقيق وجديد يعرض آخر النظريات والتطبيقات الحاسوبية المجرّبة على جميع اللغات».

وارتأى د. العميريني تعريف اللسانيات الحاسوبية من خلال تنوّع مستوياتها واختلافها من حيث التنظير والتطبيق، فيشير إلى أنه إذا أردنا تعريف هذا العمل بشكل مختصر قلنا إنه العمل الذي يبحث في اللغة البشرية كأداة طيعة لمعالجتها في الحسابات الإلكترونية، وهي بهذا الشكل تتألف من مبادئ اللسانيات العامة بجميع مستوياتها التحليلية الصوتية النحوية، والدلالية، ومن علم الحاسبات الإلكترونية، ومن علم الذكاء وعلم المنطق والرياضيات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض