إبراهيم سليم (أبوظبي)
دعت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مربي الثروة الحيوانية إلى تنويع مصادر الغذاء للماشية، وعدم الاكتفاء بنوع واحد أو نوعين بما في ذلك الأعلاف الخضراء الطازجة، ووجهت المربين إلى ضرورة الاعتماد في التربية على الأعلاف المرتفعة في قيمتها الغذائية وغنية بالبروتين والطاقة والعناصر المعدنية الهامة بما يعرف بالأعلاف المركزة، وتشمل «الحبوب والأعلاف المخلوطة السائبة والمركبة» خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً، ويفضل تقديم الأعلاف المركزة على وجبتين «صباحاً، ومساءً»، إذ يزيد من إنتاج اللحوم والحليب ويرفع الكفاءة التناسلية والخصوبة للقطعان.
ولفتت الهيئة خلال خلال الندوة التوعوية التي نظمتها حول «الدور الذي تلعبه الأعلاف المركزة في تغذية الحيوانات» إلى وجود 4 أنواع من الأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات المجترة،«الأعلاف الخضراء الطازجة»، كالجت الأخضر، و«الأعلاف الخضراء المجففة»، كالرودس والجت الجاف والذي يتميز بارتفاع نسبة البروتين، والأعلاف المالئة «التبن والحشائش»، وهي أعلاف منخفضة في قيمتها الغذائية ولكنها ضرورية للحيوان إذ تشعره بالشبع، إضافة إلى النوع الرابع وهو الأعلاف المركزة ويشمل الحبوب والأعلاف المخلوطة السائبة والمركبة».
وحددت الهيئة 3 عوامل رئيسة لأهمية تنويع مصادر الغذاء، تنعكس على الحيوان صحياً واقتصادياً، ويتضمن العامل الأول: أن التنوع في تغذية الحيوانات على أنواع مختلفة من الغذاء المالئ والأخضر والمركز وإضافة الفيتامينات والعناصر المعدنية سواء مع الأعلاف أو في مياه الشرب يعتبر من الأمور الضرورية لرفع الكفاءة التناسلية والإنتاجية للقطعان، والعامل الثاني يؤكد أن الاعتماد على نوع واحد من الأعلاف يؤثر سلباً على الحلال، بل يصيبه بمشاكل في الهضم والامتصاص، والعامل الثالث يشير إلى ضرورة مراعاة إضافة العناصر المعدنية المهمة، والتي إن نقصت ستظهر آثارها السلبية على الصحة العامة للحيوان مما يقلل من إنتاجيته.
وأوضحت الهيئة أن الحرص على استخدام الأعلاف المركزة بمعدلات متوازنة، يسهم في تحقيق 6 فوائد للمربين تشمل: رفع معدلات الخصوبة في الإناث والذكور والحفاظ على صحة الأمهات ووقايتها من التعرض للإصابة بالتسمم، والحفاظ على معدلات نمو الأجنة وولادة الأمهات بصورة طبيعية والتقليل من الوفيات وعسر الولادة للأمهات اللاتي يعانين من سوء التغذية، وزيادة وزن المواليد، وزيادة معدلات النمو ورفع كفاءة التسمين، وزيادة إنتاجية اللحوم، وزيادة الإنتاجية المتوقعة من الحليب، وأخيراً الحفاظ على الصحة العامة للحيوانات ورفع مناعتها ضد التعرض للإصابة بالأمراض.
وشدد الدكتور أحمد عيسوي أخصائي إنتاج حيواني بالهيئة، خلال الندوة التوعوية، على الدور الفعال الذي تلعبه الأعلاف المركزة في تربية الحلال، مشيراً إلى إلى أهمية التنوع بين الـ 4 أنواع من الأعلاف «خضراء وجافه ومالئه ومركزه» ويقصد بالأعلاف المركزة الحبوب.. وخاصة مع ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً والذي يتطلب إيجاد حلول فعالة واقتصادية لحماية المربين من الخسارة.
وذكر أن الاعتماد على نوع واحد من الأعلاف يضر بالحلال ويسبب مشكلات في الهضم ويؤثر على الامتصاص كما يؤثر على إنتاجية الحيوان، إذ أن الأعلاف المركزة غنية بالبروتين وتفيد في توفير احتياجات الحيوان في جميع أعماره ولاستيفاء احتياجاته الإنتاجية يتوجب ألا تقل عن 30 في المئة من احتياجاته الكلية.. وعلى مرتين يومياً.. ويفضل استخدام العلف السائب وتشمل الحبوب والذرة والتبن عن المكعبات لسهولته للحيوان..
ولفت إلى أنه بالمتابعة يوجد هناك نقص ملحوظ في إنتاجية الحيوان لعدم الاهتمام بالأعلاف المركزة.. وشدد على أنه لابد قبل موسم التناسل التركيز على إضافة العلف المركز حيث يحافظ على صحة الأمهات وينعكس على المواليد كما يقيها من تسمم الحمل.. كما يرفع معدلات الخصوبة..
كما تحافظ الأعلاف المركزة على صحة الأمهات والحيوان ويرفع من مناعتها، وبالتالي تنعكس على المواليد وكمية إنتاجها من الألبان، داعيا إلى عدم الاعتماد على نوع واحد من الأعلاف.. والذي يكون على حسب قدرات المربي.. وحدد كمية احتياجات الحيوان حسب السنوات العمرية، والتي تكون تدريجيا وذلك لاختلاف احتياجات كل حيوان سواء حلال التسمين أو التربية.
ارتفاع الأسعار
أشار أحمد عيسوي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، ومن غير المعقول الاحتفاظ بالحلال غير المنتج لأنه يسبب خسارة للمربي ولذا لا بد من تدوير القطيع، وتدوين وترقيم كل القطيع للتعرف على أداء الحلال وإنتاجية كل رأس والتخلص من الأغنام أو الحيوانات غير المنتج لتخفيف التكلفة، ولفت إلى أن كسب فول الصويا مفيد للحلال وإضافته بنسبة 5 % من كمية العلف يسهم في زيادة الإنتاجية.. ونصح بترك المواليد تحت أمهاتها وعدم فصلها وعند الفطام تضاف له عليقة لتعويض النقص المحتمل بسبب الفطام.