الخميس 14 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حِفْظُ اللِّسانِ وتقوى الله في رمضانَ

حِفْظُ اللِّسانِ وتقوى الله في رمضانَ
11 ابريل 2022 01:44

يجب أن يستشعر الصائم في رمضان أنه مراقب من الله عز وجل، فلا يتكلم إلا بخير، ويحفظ لسانه عن الخوض في الباطل، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»، (متفق عليه).
وفي الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»، (سنن الترمذي: الآية 2407).
وقد يمتد اللسان إلى توجيه الاتهام والطعن في الآخرين، وهو من قبيل البهتان المنهي عنه، قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، «سورة الأحزاب: الآية 58».
ولقد حذرنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مخاطر اللسان إذا انفلت من رقابة صاحبه، وسأل معاذ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»، (سنن الترمذي، 2616).
وفي رمضان يكون اللسان أكثر خطورة لأنه يذهب بثواب الصيام، ولم يجن الصائم إلا الجوع والعطش، فعن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر»، (المعجم الكبير للطبراني، 13413).
وعلى كل مسلم حفظ لسانه من الغيبة والنميمة، والتكلم في ما لا يعني، ولنكن معرضين عن اللغو، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، «سورة المؤمنون: الآية 3»، وعلى الصائمين والصائمات المحافظة على سلامة الصيام من الغيبة والنميمة وغيرها من زلات اللسان، واستشعار أهمية الكلمة وأثرها في علاقة المسلم مع الله عز وجل، على المسلم الصائم أن ينتقي أطايب الكلام.

التَّقْوى 
 وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك...»، (صحيح البخاري، 1904)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، (صحيح البخاري، 1903)، إذاً فإن حفظ اللسان من الخوض في الناس وأعراضهم والبعد الغيبة والنميمة، وعن الفحش في القول، هو من التقوى، وشرع الله تعالى الصيام ليكتسب المؤمن صفة التقوى، ويرقى بها.
والتقوى هي: «فعل المأمور به والمندوب إليه، واجتناب المنهي عنه، والمراد من التقوى وقاية النفس من النار ولا يتحقق إلا بما ذكر. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض الأمور التي تحقق هذه المنزلة في نفس الصائم، فنهى عن سوء الخلق، وأمر بالصبر على المسيئين، وحث الصائم على تذكير نفسه بأنه صائم، وأن أي فعل من سباب أو فحش قد يفوت عليه ثمار صيامه، ففي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».
وأشار إلى فئة من الناس ربما فعلوا هذه العبادة من غير تدبر لها، ولا طلب لمقاصدها، فتراهم صائمين عن الطعام والشراب، وهي أمور مباحة في غير وقت الصوم، ولكنهم لا يتورعون عن الأمور المحرمة كالغيبة والنميمة والسباب والغضب وقول الزور وشهادة الزور، فينبغي للمسلم أن يبتعد عن سيئ الأخلاق ويتحلى بأحسنها ليبلغ ما أراده الله تعالى من الصيام والوصول إلى التقوى.

فتوى
هل ترطيب الفم بالماء أثناءَ الصيامِ يُؤَثِّرُ على صِحة الصوم؟ وهل بلع الريق يفسد الصوم؟ 
أجاب المركز الرسمي للإفتاء أن «تَرطيبُ الفمِ بالماءِ ثم طَرحُ الصائمِ للماءِ من الفمِ على هيئةِ المضمضةِ في الوُضوءِ لا حرجَ فيه، لكن ينبغي أن يكون ذلك من غيرِ مُبالغةٍ حتى لا يؤدّي إلى وصول الماء إلى الحلق. كما أفتى المركز بأن ابتلاع الريق لا يفسد الصوم حتى لو جمعه الصائم داخل فمه ثم ابتلعه».

قطوف
الرفق
عن عائشة رضي الله عنها قالت:«سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به»، وعن جرير رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يحرم الرِّفق يحرم الخير».
الرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب، ويقال: رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه. ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ لطف ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى وكذلك تَرفَّق به، ومعنى الرِّفق اصطلاحاً، قال ابن حجر العسقلاني في تعريف الرِّفق: «هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف»، وقال القاري: «هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسره».
المسلم لا يُحَمِّل نفسه من العبادة مالا تطيقه، فالإسلام دين يسر وسهولة، فالمتبع له يوغل فيه برفق، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشئ من الدلجة». وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ الحولاء بنت تُوَيْتِ بن حبيب بن أسد ابن عبد العزَّى مرت بها، وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة فقلت: هذه الحولاء بنت تويتٍ. وزعموا أنَّها لا تنام بالليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنام بالليل؟، خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا. وقال ابن القيم: «نهى النَّبي صلى الله عليه وسلم عن التشديد في الدين بالزيادة على المشروع، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ تشديد العبد، على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه إما بالقدر وإما بالشرع».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض