هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
تحرص الجهات الرقابية في رأس الخيمة على ضمان تقديم منتجات آمنة ومستوفية اشتراطات الصحة العامة، ورصد منتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستهلاك من خلال مراقبة الأسواق، في سبيل الحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين، وتقديم أفضل أنواع الخدمة.
بعض المنشآت قد يتجه إلى عرض منتجات غير صالحة أمام المستهلكين، ولكن أعين الرقابة لهم بالمرصاد، فتحتجز مثل هذه المواد، وتوجه المخالفات في سبيل وقف تكرار هذه السلوكيات، وتسعى لرفع المستوى الصحي لتلك المنشآت وفق أفضل الممارسات العالمية القياسية.
ودعا مستهلكون، الجهات الرقابية إلى تشديد الإجراءات بحق المنشآت غير الملتزمة بتطبيق اشتراطات الصحة العامة، والتي قد تضر بصحة وسلامة المستهلكين.
وقال المواطن محمد علي، إن المنتجات غير الصالحة للاستهلاك أو منتهية الصلاحية، تتطلب إجراءات رادعة بحق المنشآت التي تتساهل بعرضها أمام المستهلك وتصريفها لتحقيق الأرباح المادية دون الاكتراث بالمخاطر الصحية الناجمة، مطالباً بأن تكون أعين المفتشين بالمرصاد لمثل هذه الحالات عبر شن الحملات الميدانية والتدقيق على المنتجات، والتي قد يتجه البعض نحو شرائها دون التحقق من سلامتها أو مدى صلاحيتها.
وقالت علياء الشامسي، إن المنتجات المغشوشة أو غير الصالحة للاستهلاك التي ترصدها أعين المفتشين والمراقبين، تستدعي تعاون المستهلكين عبر التحقق من صلاحيتها وسلامتها قبل الشراء. ودعت إلى تكثيف الحملات التفتيشية على المنشآت التي ارتكبت مخالفات سابقة في هذا الجانب حتى لا يتم تكرارها، ذاكرة أن هناك مستهلكين كبار سن على غير دراية كافية بسلامة المواد الغذائية، ووجب على المنشآت تقديمها مستوفية وسليمة. ولم تختلف معها في الرأي منى الشحي التي ذكرت أن مسؤولية عرض المنتجات الغذائية مستوفية الاشتراطات من قبل المنشآت والأسواق، تقع في المقام الأول على صاحب المنشأة من خلال المتابعة المستمرة، وإزالة غير الصالحة للاستهلاك، ذاكرة أنه في حال تناول المستهلكين تلك المنتجات فإنهم قد يتعرضون إلى التسمم الغذائي وأمراض أخرى والدخول إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية.
وأكد بائعون في الأسواق أن المنتجات غير الصالحة للعرض نتيجة لفسادها أو انتهاء صلاحيتها، تتم إزالتها من منصات العرض لتجنب الإضرار بصحة المستهلكين.
وقال محمد بائع في أحد أسواق الخضراوات والفاكهة: «إن عرض المنتجات غير الصالحة للاستهلاك يضر بصحة الإنسان».
وذكر أن عرضها يعد مخالفة صريحة لاشتراطات الصحة العامة، وفي حال رصدها من قبل المراقبين في البلدية، يتم حجزها، وتوجيه الإجراءات الصارمة بحق المنشأة، مؤكداً أن تقديم المنتجات مستوفية الاشتراطات يعزز من مكانة المنشأة في السوق بخلاف الأخرى التي تتجه عكس ذلك.
ولم يختلف معه في الرأي إبراهيم، بائع في أحد المنشآت، الذي أكد أن أعين الرقابة بالمرصاد، بالإضافة إلى المستهلك المراقب للمنتجات الذي يتحقق منها قبل الشراء، ويتجه نحو إبلاغ الجهة المعنية في حال رصدها عبر الأرقام المتاحة الخاصة بالمنشآت الرقابية.
رقابة مشددة
تكثف الجهات الرقابية من الحملات الميدانية للتحقق من سلامة المنتجات والمواد الغذائية المعروضة أمام المستهلكين في سبيل تقديم أفضل وأجود أنواع المنتجات للمستهلك.
وقالت شيماء الطنيجي، مدير إدارة الصحة العامة في بلدية رأس الخيمة: «إن كمية المواد الغذائية المغشوشة وغير القابلة للاستخدام، والمصادرة خلال العام الماضي، مثل الخضراوات والفواكه التالفة، من الأسواق المحلية في الإمارة، بلغت 1625 كجم، فيما بلغت كمية المواد الغذائية المتنوعة المصادرة 23537 كجم.
وذكرت أن الإجراءات المتبعة في حال رصد مواد غير صالحة للاستهلاك، فإنه بداية يتم حصر وتحريز وحجز الكمية غير المطابقة وغير المستوفية في مستودع أو مخزن المنشأة، أما في حال وجود احتمالية بخصوص مطابقة أو عدم مطابقة المنتجات الغذائية، فيتم جمع عينات وفحصها مخبرياً.
وأشارت إلى أن المنشأة تقوم بمخاطبة قسم الرقابة الغذائية رسمياً عبر النظام الإلكتروني للخدمات، لطلب خطاب عدم ممانعة في التخلص من المواد الغذائية المحجوزة، وبعد التحقق من الطلب يتم منح خطاب عدم الممانعة للمنشأة والموجه إلى مؤسسة إدارة المخالفات، ومن ثم التنسيق بين ممثلي مؤسسة إدارة المخالفات والمنشأة وقسم الرقابة الغذائية لحضور عملية الإتلاف التي تتم في الغالب في مكب النفايات.
وأضافت: «تقوم مؤسسة إدارة المخلفات بمنح المنشأة شهادة إتلاف متضمنة تفاصيل الكميات التي تم إتلافها ومشاركة نسخة من شهادة الإتلاف مع قسم الرقابة الغذائية من قبل المنشأة، وبذلك يتم إغلاق الحالة، مشيرة إلى أنه في حال لم تتجاوز كمية المواد الغذائية 100 كجم، يتم إتلافها داخل المنشأة من قبل مفتش قسم الرقابة الغذائية».
وتحدثت شيماء الطنيجي عن الأضرار الناجمة من استخدام تلك المواد من قبل المستهلكين، حيث توجد احتمالية كبيرة إلى حدوث حالات تسمم غذائي، فضلاً عن أضرار صحية في حال استهلاك أي من المنتجات الفاسدة أومنتهية الصلاحية أو المغشوشة، مشيرة إلى أن الإدارة تواصل الحملات الميدانية للتحقق من سلامة المنتجات المعروضة في الأسواق، مؤكدة أن الإدارة تستقبل ملاحظات المستهلكين كافة المتعلقة بالكشف عن المنتجات والمواد غير الصالحة والتحقق من صحتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المنشآت غير المتقيدة باتباع الأنظمة والاشتراطات.
أمراض متعددة
وحذر الدكتور إحسان القزاز، طبيب ممارس عام، من خطورة تناول الأطعمة عند انتهاء صلاحيتها، والتي لم تحفظ بصورة صحيحة، لتجنب الأمراض التي تتولد بعد انتهاء الصلاحية، لافتاً إلى أن هناك علامات ظاهرة يستطيع المستهلك التعرف من خلالها على المنتهية قبل تناولها، أهمها وجود الفطر أو شم رائحة مختلفة، وكذلك الطعم، وقد تنتج هذه التغيرات المذكورة نتيجة تكاثر أنواع من البكتيريا التي تبدأ ببث سمومها في الطام.
ولفت إلى أن أهم مخاطر تناول الأطعمة المنتهية هي التسمم الغذائي الذي يصاحبه إسهال واستفراغ متكرر ومغص معوي حاد، يحدث في بعض الأطعمة منها البيض واللحوم والفواكه والخضراوات، حيث في الغالب ترافق هذه الأطعمة المذكورة تغيرات في اللون والطعم والرائحة، خاصة التي لم تحفظ بطريقة صحيحة مع درجة حرارة معينة.
وذكر أن الخطورة الثانية التعرض إلى الإصابة بأنواع من البكتيريا الخطرة، مثل جرثومة السلامونيلا وغيرها التي من المؤكد أن يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة، مشيراً إلى أنه وجب التنبيه على أن هناك بعض الأطعمة يجب تجنبها مطلقاً عند انتهاء صلاحيتها خاصة ما يعرف ب Deli meat
اللحوم التي تقطع على شكل شرائح، منها المرتديلا والأطعمة المطبوخة مسبقاً قبل إعادة إحمائها مرة أخرى والبيض غير مكتمل الطبخ ومنتجات الألبان بجميع أنواعها، خاصة غير المبسترة، ويجب الإشارة إلى الخطوات المتبعة للحفاظ على المواد الغذائية دون تعرضها للتلف، وهو ما يعرف بسلامة الأطعمة، وهي تخزين الأطعمة بطريقة آمنة.
وأضاف: «يجب إبعاد بعض المنتجات مثل اللحوم والأسماك عن بقية الأطعمة لمنع انتقال البكتيريا، وتحضير الوجبات الغذائية بطريقة جيدة، والحفاظ على نظافة الأيدي وأماكن تحضير الطعام، وطبخ الطعام في درجة حرارة مناسبة، حيث إن العديد من البكتيريا يمكن أن تقتل بطريقة طهي صحيحة ودرجة حرارة مناسبة».
وتابع: «يجب تجنب حفظ الأطعمة في الأواني الحديدية أو المصنعة من البلاستيك أو أكياس النايلون، والحفاظ على درجة أمان عالية لحفظ الأطعمة، ومتابعة فترة تخزينها وعدم حفظها لفترات طويلة تجنباً لتعرضها للتلف».
وأشار إلى أن هناك بعض الشركات تستخدم عبارات أخرى غير عبارة انتهاء الصلاحية Expire date، منها يباع قبل هذا التاريخ، Sell-By Date، خاصة للأطعمة التي يتم حفظها في الثلاجات مثل الحليب ومشتقاته والألبان وجبنة الكريمة والبيض وغيرها، ومصطلح آخر وهو Best if used By Date، يمكن تناول الأطعمة قبل انتهاء الصلاحية بمعنى أنك بتناولك الأطعمة قبل انتهاء الصلاحية حتى تستفيد من الحصول على نوعية وطعم الأغذية بدرجة عالية، ومصطلح Use –By Date، عليك تناول الأطعمة عند هذا التاريخ حتى تستفيد من تناولها بنفس نوعية بدء تصنيعها، والمصطلح Expirotion Date الالتزام بعدم تناولها بعد هذا التاريخ مطلقاً، خاصة الأطعمة المحضرة للأطفال والفيتامينات والألبان ومشتقاتها.