إبراهيم سليم (أبوظبي)
يعد الصوم عبادة جليلة، ومدرسة يتعلم فيها الإنسان معنى التقوى والإخلاص، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. ويعد رمضان المبارك شهر الفضائل وتزكية النفس، وهو باب الجنة، فقد أوجب الله صيامه على كل مسلم قادر بالغ عاقل.وعلى المسلم الصائم الصادق أن يحفظ جوارحه كي يرتقي بصيامه وقيامه، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم».
وأخبرت السنة النبوية المطهرة أن الله، جل وعلا، قد خصص باباً من أبواب الجنة لأهل الصوم، سماه الريان، فيما دلّت النصوص على وجود ترابط بين الصيام والتقوى والجنة.
وقد خصص المولى عز وجل للصائمين باباً لهم دون غيرهم، ليدخلوا منه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون»، وقال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ». وللفوز بدخول باب الريان لا بد أن يكون الصيام مصاناً مما ينقص ثوابه، فليس المقصود من الصوم مجرد الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات الحسية فقط، بل وجب حفظه من كل ما يدنسه أو ينقص أجره.
أما من كان سباقاً لأعمال الخير، طارقاً لأبوابها، فإنه يُدعى من أبواب الجنة كلها، فقد قال أبو بكر رضي الله عنه، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من الأبواب كلها؟ قال: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».