فاطمة عطفة (أبوظبي)
العلم رمز الوطن وعزة الشعب وأمجاد التاريخ، تبقى دلالاته العميقة راسخة في القلوب، وتظل صورته حين يطالعها المرء في أي مكان مصدراً للفخر والاعتزاز والانتماء، واحتفالاً بيوم العلم تحدث عدد من التشكيليين المبدعين، عبر لغة الألوان التي تجسد المعاني العليا لقيمة العلم ورمزيته، مؤكدين أن العلم مرسوم في القلوب إلى الأبد بالحب والافتخار.
سلمى المري: فــي الأفئـدة
وتتحدث الفنانة التشكيلية سلمى المري بشغف عن الوطن والعلم الذي يرفرف في أجوائه، تقول: يعم السلام الوطني أرجاء المدرسة، وعيون التلاميذ والطلاب متجهة نحو الشمس، وتقطيبة من أثر الوهج ترسم العيون بتعبير إصرار والنظر للبعيد، تنطلق الحناجر في فترة مؤثرة شهدتها السبعينيات بالنشيد الوطني: «عالياً عالياً عالياً يا علم فوق أعلى الذرى فوق كل القمم»، كشاهد على تلك المرحلة، كانت الصور المتتابعة بنقاء الجو وشامخات الجبال برأس الخيمة تترجم معنى العلو والقمم في أنشودة الصباح، لقطات رسمت في الأفئدة وتجلت في البصيرة رمزية عشق التراب، فأتت مكونات الألوان الترابية بكافة تدرجاتها تصوغ رمز الوطن، وكإحساس بكر لم يتم غزوه من فرضيات وتأويلات لرمزية اللون، بدت ألوان العلم لي من محيط البيئة، أتى النخيل ناضراً بخضرته، تتدلى منه عذوج مخصبة بالأحمر فيكون رطب الخصاب أحد مكونات ألوان العلم، وذلك الجبل المحقب بلون أسود كخط عريض، وكأنه يدور في مدارات يسبر قطره الهائل ويحمي صخوره من الانزلاق، وميزان لؤلؤ نضيد يشع بياضه أملاً في جِيل الإمارات، جيل شهد بداية المسيرة، حضر التحام الإمارات المتصالحة، فاتحدت وانطوت راياتها السبع في راية واحدة، الرؤوس والأعناق شامخة، والعيون شاخصة للأعلى، سارية العلم شاهقة، وكذلك كان المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» وهو يجوب مدارس الدولة، يحضر تحية الصباح يلتف حوله الطلاب كفسائل مستقبلية ضاربة في أديم الأرض، قائد أيقن أن روحه روح محارب قديم اجتمعت بأرواح شعبه فانتصر لهم.
هشام المظلوم: ألوانـــه إبــــداع
المصمم الإماراتي هشام المظلوم، الذي ساهم في تطوير الحركة التشكيلية في دولة الإمارات، يوجه رسالته من خلال الإبداع الفني الذي يشير فيه إلى ألوان العلم الإماراتي، موضحاً: ألوان العلم تستلهم قول الشاعر العربي «بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا»، وهكذا في العلم، لكل لون مدلول خاص فيه: من ناحية البياض السلام، والأحمر القيادة والتوجه، والوقار في لون السواد، إضافة إلى ربوعنا الخضراء. وهذه الألوان تمثل الجانب الإبداعي والفكري، في ضوء التراث العربي والإسلامي لهذه الهوية الخاصة فينا. وكيف ينظر الفنان للعلم يؤكد قائلاً: ما عشناه قبل الاتحاد، وتربينا عليه ما بعد الاتحاد، لذلك لهذا العلم الرمز مدلول خاص ارتكز في عقولنا وفي قلوبنا ووجداننا، هذا الرمز وهذه الألوان هي دائماً مؤثرة فينا ومؤثرة في الجانب الآخر.. متأثرون بها ومؤثرون، متأثرون من خلال ارتباطنا بالوطن من ناحية هذه الرموز والألوان، ومؤثرون إذا استخدمانها وعكسناها في أعمالنا الفنية في مجالات التصاميم والابتكارات الفنية، التي تعكس الهوية الإماراتية الخاصة بهذا المضمون.
نجــــاة مكــي: قوة وأمن وعزة
تتحدث الفنانة التشكيلية د. نجاة مكي معبرة عن حبها وفخرها بعلم وطنها الذي يرفرف بعز وشموخ، حيث تقول: العلم هو الولاء، هو الوطن بحد ذاته، وأقول كل عام ودولتنا بخير، وأهم شيء أننا جميعاً نعيش ونشعر بالأمن والأمان، سواء كنا مواطنين أو مقيمين، هذا بحد ذاته يعطينا شعوراً بالراحة النفسية، طبعاً نشكر قيادتنا الرشيدة التي وفرت لنا هذا الأمن والأمان ليظل مجتمعنا دائماً ينعم بالفخر والقوة والثبات في ظل هذا الأمن الذي نعيشه، لذلك يملي يوم العلم علينا جميعاً فرحاً غامراً ووفاء كبيراً بدولة الإمارات، وما تمتلكه من قوة وأمن وعزة، ومن سلام وعطاء دائم لكل إنسان على أرض هذه الدولة الكريمة.
ونتابع مع الفنانة مكي حول جمالية ورمزية ألوان العلم توضح قائلة: يأتي اللون الأحمر رمزاً للقوة والإرادة والعلو والطموح والأمل، هذه القوة متمثلة في قيادتنا، قيادة دولة الإمارات، والتكاتف بين القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، أعتقد اللون الأحمر هو هذا العطاء الذي لا ينبض، ويأتي اللون الأخضر وهو النماء وكذلك الحب والاحتضان، أما اللون الأبيض فهو الكرم بحد ذاته، لأننا مجتمع بدوي معروف بالكرم، أيضاً دليل على تعانق البحر والصحراء؛ لذلك هذا اللون يحمل قيماً جمالية كبيرة وفلسفية تبين أن العربي ابن الصحراء يكون دائماً عنده فراسة، والحمد لله قيادتنا الرشيدة تنعم وتمتاز بهذه الفراسة، لذلك أصبحت من الدول الأولى في العالم، التي تمتلك كل الجماليات التي ينعم فيها هذا الشعب والمقيم على هذه الأرض، أما اللون الأسود فهو يعكس الماضي الذي كان فيه الكثير من الحميمية.