رؤية الدولة في وضع الشباب بين الرمش والرمش، لهي السجية التي ترعرعت فيها القيادة الرشيدة، وهي الحلم الزاهي الذي داعب الأفئدة منذ نشوء الدولة، وهي الترنيمة على لسان الطير حين يبلغ سن التحليق، وحين يعانق الأغصان محتفياً بالحياة كأنشودة تاريخية، راسخة في وجدان المخلوقات. 
اليوم في الإمارات، يلقى الشباب الاهتمام والرعاية والعناية من قبل القيادة، وكل المقدرات مفتوحة لأجل تسديد خُطى الشباب، وتمكينهم من الإمساك بأنامل المستقبل، والذهاب للأفق، مكللين بالنجاح، متوجين بالظفر، والوطن هو الغاية، وهو الحكاية، ولا شيء غير الوطن يحرك في الجميع مكامن النشوء والارتقاء. 
الإمارات حققت إنجازات رائعة، وطوقت العالم بسلسال من مشاريع مذهلة، وذلك لأنها احتفت بالشباب، لكون الشباب هم الأهم والبلسم، الشباب هم ثيمة الرواية، وهم مركز الدائرة، فالشباب هم اللحن، هم الوتر، هم العزة، هم الفخر، والدولة وضعت كل إمكاناتها في تصرف المؤسسات ذات الشأن الشبابي، وهيأت جل السبل لأجل النهوض بالشباب، وتلبية طموحاتهم، وتحقيق تطلعاتهم، والسير معهم قدماً باتجاه الأفق، حيث تكمن الحقيقة، حقيقة الانتصار للنجاح، حقيقة الوقوف كتفاً بكتف مع ما يحدث في العالم من تطورات في التقنية، وتحولات في الثقافة المبنية على أسس الهوية الوطنية، لأنه ما من جدوى بتأسيس الشباب تقنياً، وترك الثقافة الراسخة مجتمعياً تذهب أدراج الرياح، ولأن الثقافة المبنى العملاق الذي يحتضن الهوية، والهوية هي بيت الحكمة، والأمان، والطمأنينة، لكل شعب أراد الحياة، وكل شعب ينظر إلى المستقبل من بصيرة الهوية الوطنية. 
في سنوات الدولة الاتحادية عملت القيادة الرشيدة على وضع القواسم المشتركة بين طموحات الشباب، وبين حاجة الوطن إلى التخصصات التي تصب في بوتقة الاحتياجات، الأمر الذي أفرز ملكات، ومواهب مذهلة، لأن أبناء الإمارات خرجوا من كنف رمال الصحراء، محملين بقدرات فائقة، وإمكانات أثبتتها المشاريع العملاقة التي تدار اليوم بعقول وطنية، والإبداعات متنوعة، ومنثورة في كل موقع، وكل ميدان ومجال، وهذا دليل على أن الرؤية كانت سباقة في تحديد مطالب المستقبل، وأن الرؤية جاءت من لدن ذهنية قيادية وضعت الأصبع على الجرح، وأيقنت أنه لا مجال للتوقف، ولا مكان للتريث، فالعجلة يجب أن تدور، والعربة لا بد وأن تصعد قمة الربوة؛ للوصول إلى تلك الشجرة الخالدة، ألا وهي شجرة النجاح، وهكذا مرت الأيام، وعبرت الأمنيات مضيق القلق، ووصلنا بر الأمان، والوطن اليوم ينعم بالرفاه، والمواطن يعيش أزهى أيامه، وهو يقطف ثمرات نجاحات متتالية، ويقف بين العالمين إنساناً متميزاً في كل شيء، إنساناً يعيش في وطن، الأمنيات فيه فراشات ترفرف بجمال الطلعة، وسحر العطاء.