ذات مرة، منذ سنواتٍ عدّة، كلّفت إحدى الجهات مصوراً بتصوير «الصندوق الأصفر» لدى بدء تخطيطه واعتماده في العديد من التقاطعات. 
ذهب صاحبنا باحثاً عن الصندوق ولم يجده، فاتصل ليبلغهم بعدم عثوره عليه. فأخبروه بأنه ليس صندوقاً بالمعنى الحرفي، وإنما تلك الخطوط الصفراء التي تحدد المربع الفاصل في التقاطع.
واقعة وإن بدت طريفة، إلا أنها تكشف عن عدم معرفة الكثيرين بهذا الصندوق ودوره في تنظيم الحركة المرورية وانسيابها، رغم مرور سنوات على تبنّي هذه الخطوة.
استعدتُ تلك الواقعة ونحن نتابع يومياً إصرار فئاتٍ كثيرة من السائقين على التحرك بمجرد أن تضيء الإشارة الضوئية باللون الأخضر، حتى لو كان «الصندوق الأصفر» غير سالك، فيتوقفون في منطقته، ويطول توقفهم، ويزداد الأمر تعقيداً عندما تتغير الإشارة في الجهة الأخرى إلى اللون الأخضر، فلا تتمكن السيارات القادمة من تلك الجهة من العبور أيضاً، مما يتسبب في إرباك شديد للحركة.
ويحاول البعض، بحركاتٍ بهلوانية غير مسؤولة، المغامرة بالعبور وسط صخب أبواق المركبات، التي يعتقد سائقوها أنهم الأَولى بالمرور.
ولعل أحد أسباب تكرار هذه المشاهد، وجود خطوط للمشاة من دون إشارات منظّمة على مسافة قصيرة من التقاطع، مما يضطر السائقين إلى التوقف أكثر من مرة في الحيز نفسه الضيق من الشارع.
المتابع لما يجري عند العديد من التقاطعات الرئيسية والحيوية في العاصمة وضواحيها، يتطلع للاستفادة من نظم الإشارات المرورية الذكية وقدرتها على التنسيق الآلي بين التقاطعات المتجاورة لتحقيق إدارة متكاملة للحركة على الطرق. 
وتحرص شرطة أبوظبي على تذكير وتحذير السائقين دائماً من مخاطر الوقوف داخل «الصندوق الأصفر» في التقاطعات، ومن تجاوز الإشارات الضوئية الحمراء، مشيرة إلى أن «الوقوف في المنطقة المخططة التي تلتقي بها جميع اتجاهات الطرق على التقاطعات يشكّل خطراً بالغاً ويعرّض السائقين للخطر».
وتشدد على ضرورة التزام السائقين بعدم عبور الإشارة الضوئية إلا إذا كان مسارهم سالكاً، لإفساح الطريق أمام المركبات القادمة من الاتجاهات الأخرى عند تغيير الإشارة. 
إنها دعواتٌ متواصلة في إطار حرص شرطة أبوظبي على رفع الثقافة المرورية بين السائقين، تفادياً لمخاطر الوقوف في «الصندوق الأصفر»، وهي دعوات تتطلب متابعة ميدانية حثيثة، لضمان المزيد من الانسيابية على الطرق.