نجدد التحية والتقدير والامتنان لجهود التوعية الكبيرة التي يقوم بها جهاز أمن الدولة لتوعيتنا وتبصيرنا بما يخفى على الكثيرين منا من محاولاتٍ مسمومةٍ تقوم بها تلك الجماعات المأفونة، التي تتخفى خلف ديننا الحنيف لاختراق بيوتنا واصطياد أطفالنا وشبابنا، وجرّهم إلى مستنقعات التطرف والغلو والتشدد، وتجنيدهم لتنفيذ أجنداتهم الإجرامية والإرهابية للنيل من السلم الاجتماعي، ولتقويض أمن واستقرار المجتمعات الآمنة المزدهرة.
مؤخراً، بثّ الجهاز مقطعاً توعوياً تمثيلياً مصوراً لتذكيرنا بأن أبناءنا أمانة، ولتحذيرنا من الغرباء الذين يتسلّلون إلى بيوتنا تحت ستار دروس تحفيظ القرآن الكريم من دون ترخيص، ليدسّوا أفكارهم المسمومة في الصغار، ويشجعوهم ليس فقط على عقوق الوالدين، بل على الخروج عن طاعة ولي الأمر، ونظام الحكم الشرعي.
وفي ختام المقطع، ذكَّر الجهاز بالعقوبات الواردة في قانون الجرائم والعقوبات، والتي تصل إلى الإعدام أو السجن بحق المدانين بالانضمام أو قيادة أو تأسيس أي جماعة أو عصابة أو فرعٍ لإحداها، أيّاً كانت تسميتها أو شكلها، وتهدف إلى قلب نظام الحكم في الدولة.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إنها رفعت أكثر من 20 بلاغاً ضد العديد من المنصات والأفراد الذين يمارسون أنشطة تحفيظ القرآن الكريم عبر وسائل التواصل المختلفة، من غير ترخيصٍ صادرٍ عن «الهيئة» أو السلطة المختصة في إمارات الدولة.
وأكد معالي الدكتور عمر الدرعي، رئيس «الهيئة»، أن قوانين وتشريعات دولة الإمارات صارمةٌ في منع أي نشاطٍ يتصل بالتوعية الدينية أو الوعظ في المجالس والبيوت، أو تعليم القرآن الكريم وتفسيره، على غير الحاصلين على الترخيص من الجهات الرسمية المعتمدة في الدولة، سواء أكان ذلك في الفضاء الافتراضي أو من خلال التفاعل المباشر.
وشدّد على أن «الهيئة» تواصل جهودها الدائمة في التحذير من مثل هذه الممارسات التي تهدد أمن الوطن وسلامة المجتمع، وتؤدي إلى مخاطر تضر بفئاته، داعياً الجميع إلى ضرورة اليقظة، والالتزام بحماية بيوتهم وأبنائهم وبناتهم وأفراد أسرهم كافة، بتحصينهم ضد أي وسائل قد تدفع بهم إلى تبني الأفكار المتطرفة، من خلال التواصل مع الجماعات الإرهابية التي تستغل الفرص للتسلل إلى عقولهم.
وقال معاليه: «إن (الهيئة) توفّر خدمة تعليم وتحفيظ القرآن الكريم عبر المراكز المتخصصة، وحلقات التحفيظ في المساجد التابعة لها، إضافة إلى المنصة الذكية لتعليم القرآن عن بُعد، وهي متاحةٌ لكل الراغبين في الالتحاق بها، وحماية أنفسهم وأبنائهم من الوقوع في مصيدة الأفكار المغلوطة التي تهدم القيم الوطنية والاجتماعية».
شكراً للعيون الساهرة على أمننا، وحفظ الله إماراتنا.