من المبادرة التي تتشرف بحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ينطلق برنامج جديد يُعد امتداداً للاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لتعزيز الأمن المائي والغذائي، باعتبارهما من القضايا الاستراتيجية التي تحظى بأولوية قصوى.
وفي كل مناسبة تجمع العلماء والخبراء المختصين، يحرص سموه على تذكيرهم بضرورة تكثيف الجهود والبحوث والدراسات، وحشد الطاقات والإمكانات كافة المتعلقة بتنمية الموارد المائية بصورة مستدامة للأجيال القادمة، خاصة في منطقة كمنطقتنا التي لا توجد فيها أنهار، وتعتمد على مواسم الأمطار، إلى جانب تأثرها - كغيرها من مناطق العالم - بتداعيات التغير المناخي.
البرنامج الجديد «تحدي المياه»، الذي أطلقته «مبادرة محمد بن زايد للماء»، مؤخراً، يهدف إلى «المساهمة في تسريع تطوير وتطبيق حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة استخدام المياه».
كما أعلنت المبادرة عن أول تحدٍّ ضمن سلسلة التحديات التابعة للبرنامج، بعنوان «تحدي المياه من أجل الزراعة»، البالغ مجموع جوائزه ثمانية ملايين درهم، وذلك لدفع عجلة الابتكار في تطوير تقنيات وحلول فعالة وعملية تُسهم في تقليل استهلاك المياه في القطاع الزراعي.
وسيستقبل التحدي مشاركة المبتكرين من داخل دولة الإمارات وحول العالم، حيث سيُطلب من الفرق المشاركة اختبار واستعراض إمكانية تطبيق حلولهم المبتكرة في الدولة بحلول ديسمبر 2026، مع إمكانية تطبيقها أيضاً في مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة.
وكما جاء في معرض الإعلان عن برنامج «تحدي المياه»، سيتم «إطلاق سلسلة تحديات للبحث عن حلول مبتكرة تُسهم في تعزيز كفاءة استهلاك المياه، وإمكانية تطبيقها بشكل فعّال في قطاعات مختلفة. كما يهدف البرنامج إلى إيجاد وتمويل حلول عملية لتطبيقها في الإمارات، مع إمكانية توسيع نطاق تطبيقها في دول أخرى».
وأكدت مبادرة محمد بن زايد للماء، أن إطلاق التحدي الأول للمياه يتماشى مع جهودها «للمساهمة في تسريع وتيرة الابتكار عبر برامج تدعم تطوير حلول وتقنيات عملية تعزز كفاءة استخدام المياه وتُشجع الابتكار التكنولوجي».
خاصة وأن استخدام المياه في القطاع الزراعي يُشكّل نحو 70% من إجمالي استهلاك المياه في العالم، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً.
أمام هذه الجهود النوعية المتميزة والمبادرات العظيمة، فإن أبسط ما يمكن أن نُسهم فيه كأفراد هو بذل جهد إضافي لترشيد استهلاك المياه، خاصة في بيوتنا، وتوعية كل من في المنزل بضرورة الحفاظ على هذا المورد الذي يُعد شريان الحياة، والذي جعل الخالق عز وجل منه كل شيء حي.