قبل أيام قليلة خطفت القلوب لقطة آسرة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت «تريند»، وكانت لدورية لشرطة أبوظبي توقف حركة السير لحماية عبور مجموعة من الطيور دخلت أحد الطرق الرئيسية والحيوية في الإمارة.
لقطة اختزلت إنسانية الإمارات وشخصية إنسان الإمارات التي شكل جذورها وملامحها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تحيي الإمارات ذكرى رحيله عن دنيانا الفانية في مثل هذا اليوم، وجعلت منه يوماً للعمل الإنساني.
يروي أحد مرافقي المؤسس أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان ذات مرة في الإطلالة الخارجية لمطعم بمدينة جنيف السويسرية عندما لاحظ إقبال الطيور على فتات ما يتركه رواد المطعم، إلا أنها سرعان ما تفر لعدم شعورها بالاطمئنان من حركة رواده والمارة، فاستدعى صاحب المطعم وعرض عليه تخصيص زاوية من زوايا الساحة الخارجية للمكان ووضع الطعام للطيور لتتناوله وهي مطمئنة، وتكفل بنفقاتها لمدة عام مقدماً، وسط ذهول الرجل من تلك اللفتة الإنسانية، دون أن يعرف صاحبها، رجل الإنسانية الأول في تاريخنا الحديث.
تلك كانت مجرد نقطة في بحر جود وعطاء زايد الذي تمر الأيام والسنون وهو خالد في وجداننا وقلوبنا وقلوب الملايين من البشر حول العالم، الذين وصلهم جود وخير زايد وإرثه الإنساني الخالد.
يحل يوم زايد للعمل الإنساني هذا العام، وقد ترسخ وتعزز عطاؤه مع تواصل مأسسة العمل الإنساني في بلد «زايد الخير» بصدور مرسوم قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، تخليداً لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهود رموز الدولة المستمرة في العمل الإنساني والخيري والتنموي.
المؤسسة تعمل برعاية صاحب السمو رئيس الدولة على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية، كما ستدعم وتعزز الاستراتيجية الشاملة للدولة في مجال العمل الإنساني والخيري والتنموي.
حرص الإمارات على إحياء الذكرى يعد وفاءً وتخليداً لإرث الرجل الذي أسس مدرسة العطاء التي انطلقت من الإمارات إلى العالم، حاملةً معها قيم الخير والعطاء، ومد يد العون للمحتاجين ورعاية الإنسان أينما يوجد، مما جعل الإمارات في صدارة دول العالم مساهمة في مجالات العمل الإنساني. كما أن هذا اليوم يمثل رسالة تحمل قيم أبناء الإمارات التي أنشأهم عليها الشيخ زايد، رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى، وبارك لنا في بوخالد.