إنه نجاح إماراتي جديد يعزز المكانة المتقدمة التي حققتها الإمارات في قطاع استكشاف الفضاء وأبحاثه وصناعته. هذا النجاح تحقق أمس الأول مع الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي الراداري «اتحاد سات».
إنه ثمرة من ثمار الرؤية الثاقبة لقائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يقف بكل قوة وراء الاستثمار في الإنسان وشباب الإمارات، باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن. وسموه يؤكد دائماً «أننا في سباق مع العالم حتى يوم الدين»، وزادنا في هذا السباق… العلم.
النجاح يتحقق أيضاً بفضل المتابعة والرعاية التي يوليها فارس المبادرات، وعاشق التميز والمركز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لوكالة الإمارات للفضاء. كما أن المركز الذي يحمل اسم سموه قد تولى من الألف إلى الياء تنفيذ المهمة الجديدة بإطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، الذي يعد نقلة نوعية لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الإماراتية.
وقد جرى إطلاقه بنجاح صباح أمس الأول من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، على متن صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس».
وكان فريق من مركز محمد بن راشد للفضاء قد قاد عملية تحديد الخصائص التقنية للقمر الاصطناعي، قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم الأولي والاختبارات التقنية، وصولًا إلى التصميم النهائي والتصنيع لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية، في إطار جهود تطوير وإعداد «اتحاد سات» ضمن شراكة استراتيجية مع شركة «ساتريك إنشيتيف» الكورية، وتجسيدًا لالتزام المركز بتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الفضاء، عبر نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
ويتميز «اتحاد سات» - كما ذكر المركز - بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي كل أوقات اليوم، ليلاً ونهارًا. كما يوفر ثلاثة أنماط للتصوير: تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول. كل هذه التقنيات تجعل منه أداة حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءًا من اكتشاف تسربات النفط، مرورًا بإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة. وستتم معالجة البيانات التي سيوفرها «اتحاد سات» بتقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي.
نستقبل هذا الإنجاز الفضائي الجديد بكل فخر، وإماراتنا الحبيبة تنجح في إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، مما يعزز المكانة التي حققتها الدولة في هذا القطاع خلال فترة وجيزة. كما أسهمت دورات «حوار أبوظبي» في جعل عاصمتنا الحبيبة منصة عالمية لمستقبل قطاع الفضاء عالميًا، لما فيه خير البشرية.