ذات مرة، منذ سنوات خلت، وخلال محاضرة علمية استضافها المجلس العامر لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دعا سموه العلماء والخبراء إلى تكثيف الأبحاث لإيجاد حلول لندرة المياه في منطقتنا التي تفتقر إلى وجود الأنهار، مشيراً إلى قيمة المياه التي قال سموه إنها تفوق النفط في أهميتها بالنسبة لنا.
دعوة تنطلق من رؤية ثاقبة لقيادتنا الرشيدة لأهمية تحقيق الأمن المائي وصولاً للأمن الغذائي، وتعزيز استقرار وازدهار المجتمعات، وبناء حياة أفضل للجميع. ومن هذه الرؤية، كانت العديد من المبادرات الإماراتية المتفردة، وفي مقدمتها «مبادرة محمد بن زايد للماء»، التي أُطلقت في 29 فبراير 2024، لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في «ندرة المياه»، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وقد أكّد سموه حينها «التزام دولة الإمارات بمواصلة السعي في التصدي لتحديات (ندرة المياه)». وقال سموه، حفظه الله: «ستظل الإمارات بالتعاون مع شركائها داعماً أساسياً لمواجهة تحدي ندرة المياه، وإيجاد حلول مستدامة تضمن توفر المياه العذبة للجميع، خاصة الفئات الأكثر تضرراً».
مؤخراً، كنا أمام واحدة من ثمار تلك المبادرات ونحن نشهد، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، انطلاق أعمال النسخة السابعة من الملتقى الدولي للاستمطار في أبوظبي الذي نظمه برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، واختُتمت فعالياته يوم أمس في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي.
وقد أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في كلمته بالمناسبة (والتي أُلقِيت نيابة عن سموه): «إننا في دولة الإمارات نؤمن بأن البحث العلمي والابتكار هما أساس التعامل مع الواقع وتحديات المستقبل، وانطلاقاً من كوننا دولة تؤمن بالمصير المشترك لكل المجتمعات الإنسانية على هذا الكوكب، كنا دوماً حريصين على التعاون مع الجميع لتحقيق الازدهار العالمي، وبناء حياة أفضل للجميع، بدءاً من التقدم العلمي في مجالات الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، لم نغفل يوماً عن أهمية الاستثمار وتشجيع البحث العلمي في مجال الأمن المائي والاستدامة المائية».
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان الأهمية البالغة التي توليها دولة الإمارات لملف الأمن المائي، باعتباره أولوية وطنية ومحوراً استراتيجياً تحرص قيادتنا الرشيدة على استدامته في مختلف الظروف لتلبية احتياجات المجتمع والنمو الاقتصادي في دولة الإمارات. جهود إماراتية مباركة من أجل بناء حياة أفضل للجميع.