وما بين تطلع القيادة، وحلم المواطن، يكمن هدب الشمس، وهو يعكف على حياكة معطف الرفاهية، والنهر جارٍ، والثمرات تأخذ في النضوج، والحياة مثل طائر عملاق يحمل على جناحيه ابتسامة الإشراق الإماراتي، وعند شغاف النجوم، تسكن القلوب، تمارس وعي الإنسان بأهمية أن يكون في الوجود فراشة، ترتشف من وريقات ورود السعادة، رؤيتها إلى المستقبل، وتمضي في الزمان حقباً، ترتب أشجار النهوض، وتشذب أخلاق الطبيعة، بأنامل ترسم الصورة جلية والعالم ينظر بدهشة، وتتألق المقل بين أغصان التطور، كأنها النجوم تطل من خلف الغيمة، على عالم يزخرف لوحته التشكيلية، بألوان الطيف، ويحلم، ويظل يحلم، والدائرة توسع محيطها، وقطرها هو ذلك المدى الذي رسمه الإنسان على هذه الأرض النجيبة، القيادة تبارك، وتتطلع إلى مزيد من التألق، ومزيد من التآلف، ومزيد من التضامن من أجل مستقبل مصابيحه هذه الأيادي المباركة، يشد بعضها بعضاً، والقافلة تسير، والجياد ترفع النشيد عالياً والوطن يرتع في حقول الربيع، وفصول الصرح المنيع.
اليوم يأتي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن عام 2025 عام المجتمع إنما هو توجيه من قائد حكيم، وضع الوطن عند مصراعي باب الحكمة، واستمر في بث الروح، وتنمية ثقافة التلاحم، بين الإنسان والإنسان في هذا الوطن، والذي نشأ على تقاليد الوحدة، وترعرع على مشاعر الحب، ونمت جذوره في تربة سقى ترابها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بماء المكرمات، حتى أصبحت الإمارات اليوم مثالاً يقتدى به، ونموذجاً يحتذى به بمسيرته التنموية، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن اليد الواحدة لا تصفق، بينما الروح الجماعية هي السد، وهي السند، هي كل ذلك، وهكذا تبدو الإمارات اليوم في العالم شعلة تضيء سماء الكون المعتمة، وهي تسير بخطوات واثقة ورؤى ثابتة، وأفكار تنمو في حقول الوعي، وتمنح الوطن مزيداً من التألق، وكثيراً من التطور، وطن يعيش اليوم عصره الذهبي بفضل الرؤى النبيلة التي تقدمها قيادتنا، وتعمل على ترسيخها كواجب وطني لا يمكن التزحزح عنه، لأنه الواجب الأخلاقي الذي تربى عليه الجميع، ضمن منظومة أخلاقية نبتت مع النخلة، وارتوت من أفلاج نحتتها الأيادي السمراء.
عام المجتمع هو عام الوطن، عام المواطن، عام الإنسانية التي امتازت بها قريحة إنسان الإمارات، وتطورت نسلاً وجودياً، حتى أصبحت الأخلاق تنعت بهذا الإنسان الذي خرج من الصحراء مكللاً بقيم، وحزم من أخلاق الجمال الإنساني، وما دامت هذه هي السجية، فلا بد وأن تنهض مضارب الإمارات بأعمدة من أهداب الشمس، وسقوف من ملاءة السماء الزرقاء، ونمارق وزرابي من حرير الوعي الإماراتي بأهمية أن نكون عند هامات الأقمار والكواكب.
وما دامت هذه هي فطرة الصحراء هي التي نسجت مخمل الأخلاق في هذا الوطن، فلا بد وأن تستمر هذه الصحراء تنعطف دوماً على مسارات الزمن الذهبي، وتبحث دوماً عن أصالة الشيم، ونبوغ العادات التي تربى على ترابها إنسان أحب أن يكون استثنائياً وهكذا صار، وهكذا نمت أفكاره وترعرعت وشبت ونهضت وأينعت أثمارها، وصار الوطن في الدنيا منطقة لاستعادة الإنسان ذاته، وباحة لاسترخاء الطير على الرمال الذهبية.
فشكراً للذين يسعدوننا بأفعالهم قبل أقوالهم، شكراً لهم لأنهم عشاق هذا الوطن، ونبلاؤه.