هناك مثل مصري يقول «اجر يا ابن آدم جري الوحوش، غير رزقك لن تحوش»، وهو ينطبق على النجم المصري عمر مرموش الذي بات حديث العالم، بانتقاله إلى صفوف مانشستر سيتي، أحد أهم الفرق محلياً وأوروبياً، وذلك بعد تألقه اللافت مع فريق أينتراخت فرانكفورت في الدوري الألماني.
والغريب في قصة مرموش، أنه كان على وشك عدم استكمال مشواره الكروي، عندما كان يلعب ضمن ناشئي وادي دجلة، ورشحه ميدو مدرب الفريق الأول، لينضم إلى صفوف الفريق، لكن والده الدكتور خالد مرموش، لم يرحب بتلك الخطوة، مؤكداً أنها يمكن أن تنعكس سلبياً على مشواره التعليمي، وبذل ميدو جهداً كبيراً في إقناع الوالد بأن كرة القدم يمكن ألا تتعارض مع الدراسة، لو تم التنسيق بينهما، واستسلم الوالد لتلك الفكرة، ووافق على انضمام ابنه للفريق الأول بالنادي، ثم تحول للعب لفريق مجهول في السويد في الطريق إلى ألمانيا، ولعب لفريق فولفسبورج، حيث نجح أينتراخت فرانكفورت في ضمه إلى صفوفه، ليتحول إلى أحد أهم اللاعبين في الكرة الأوروبية، سواء على صعيد التهديف أو صناعة الأهداف.
ويحسب للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش، أنه كان أول مدرب يضم مرموش لمنتخب مصر، وفي أول مشاركة له سجل هدف فوز مصر على ليبيا في تصفيات كأس العالم، في حين أن المدرب شوقي غريب لم يتحمس لضمه إلى صفوف المنتخب الأولمبي المصري.
وبين ليلة وضحاها، بات مرموش أغلى لاعب مصري وعربي على مر التاريخ، وأحد أغلى اللاعبين في تاريخ مانشستر سيتي.
وليس هناك أسعد من المصريين الذين سيتابعون مسيرة النجمين الكبيرين، محمد صلاح وعمر مرموش، في أهم وأقوى دوري في العالم، مما يصب في مصلحة منتخب مصر، وهو يتابع الليلة قرعة بطولة أمم أفريقيا بالمغرب، على أمل أن يستعيد المنتخب هيبته، وأن يصل على الأقل إلى «المربع الذهبي».
وسيكون يوم 23 فبراير المقبل يوماً مشهوداً للجماهير المصرية، وهي تتابع قمة ليفربول ومانشستر سيتي، أو بمعنى آخر قمة «صلاح ومرموش».
ويبقى السؤال: هل تذبذب نتائج «السيتي» هذا الموسم محلياً وأوروبياً، لمصلحة مرموش، أم في غير مصلحته، وشخصياً أرى أن الوضع الحالي، قد يكون في مصلحة مرموش، إذا أسهم في تصحيح مسار الفريق، لاسيما بعد الثقة الكبيرة التي منحه إياها المدرب جوارديولا، وأتصور أن هالاند قد يكون أكثر المستفيدين من مزاملة مرموش في ضرب دفاعات المنافسين.