افتتح معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ43 كحفلة عرس مبهرة الروعة والجمال، تباركت بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وأضاءت كلمته التي ألقاها في حفلة التكريم بالمبدعين والضيوف، بعمق معانيها ودلالاتها الشاعرية المستنيرة كل الطرق التي تفتح للإنسان في كل زمان ومكان، سبل التطور والارتقاء، بهذا المفتاح السحري الذي طور مسيرة البشرية من بدائيتها إلى هذا التطور الحضاري حاضراً ومستقبلاً.
وألقى سموه كلمته التي تناول خلالها جهود نشر اللغة العربية وآدابها وعلومها وتاريخها، وأهمية المعجم التاريخي للغة العربية في هذا الاتجاه، مشيراً إلى العزم الأكيد على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة، والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها. ومما جاء في كلمته الشاعرية المضيئة: نحن في الشارقة نقرأ، ونريد المجتمع القارئ. وندعو إلى تعميق القراءة بين فلذات الأكباد، وإلى توفير الكتب المناسبة للرجال والشباب والنساء، كتب للجميع لهم فيها منافع. وبهذا الفهم تكون واحات الكتب، واحات نور لا بدّ من تنميتها وتطويرها ومجالاتها ومساحاتها. كما رحب سموه بكل ضيوف المعرض وتكريمهم بيده الكريمة المعطاء، التي تفيض بالخير والمحبة والسلام، وتتوج جوهرة الشارقة بتاج المحبة والتقدير.
وأضاء سموه، كل الطرقات لتحتوي شعب الإمارات في ارتقائه الدائم وشعوب الأرض شرقاً وغرباً. فالكتاب والقراءة منذ طفولة الإنسان وحتى كهولته، ليسا ضرورة فقط، بل هما مفتاح تطور العقل البشري وانفتاحه على الإبداع والابتكار واكتشاف ظواهر الطبيعة وتحضر الشخصية الإنسانية، وتطوير وسائل عيشها وبيئتها الطبيعية التي باتت تعصف بها عوامل المناخ المتغير دوماً.
إن ما يحتويه معرض الكتاب من كتب تنوعت في كل مجالات المعرفة الإبداعية والفنية والعلمية بتنوع فروعها واختصاصاتها وتعدد لغاتها التي تتيح لكل أجناس الشعوب التي تعيش على هذه الأرض المباركة، نساء ورجالاً شباباً وشيوخاً وأطفالاً، متعة التجول والانتقاء بما يفيد الدارسين في المدارس والجامعات، ويفتح للفنانين والشعراء معرفة تاريخ الفنون والشعر وتطوراتها في كل مجالات الإبداع. لكن ما يدهش الزائر للمعرض ليس عدد الكتب التي تعد بالملايين، بل تنوع الفعاليات الثقافية، كفعاليات المسرح، وفعاليات الطفل، وركن الطهي، والبرامج الثقافية، والقراءات الشعرية والندوات الثقافية والقصصية، وغيرها مما يجعل معرض الكتاب مجموعة من المدارس والجامعات المتنوعة. ولأنني لا أستطيع زيارة المعرض يومياً فقد تمنيت أن أسكن في أحد أجنحته كي لا تفوتني أية معرفة يحتويها.