لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بطلبة الإمارات الدارسين في الولايات المتحدة، لقاء النسيم بأوراق الربيع، لقاء يمنح للحياة إشراقة النهوض والتطور، ويلون المستقبل برونق الزهور وعطر البساتين، ومهارة الجياد، واستثنائية النجوم جمالاً وتألقاً.
فالرهان على الشباب في الإمارات، جاء بغيث التميز والإرادة، وتحقيق مجد الوطن في المجالات المختلفة، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا جهود القيادة الرشيدة في بذل النفس والنفيس في رعاية أبوية فريدة، وعناية حنونة جعلت شبابنا ينعمون بثراء المشاعر المرهفة، ورخاء اللقاءات التي تضيء طرقات المجد بإرادة لا تلين، وعزم لا يكل، وحزم لا تنفك عراه، وجزم لا ترتخي وثائقه.
فاليوم مواكب شبابنا ترفل بفرح الظفر بمناكب الكواكب واستطاعت فلذات الأكباد أن تنجز مشاريع لها في الوطن صيت وصوت، ولها في العالم أصداء أسمعت القريب والبعيد، ولها في الحاضر مساحة شاسعة في الضمير الجمعي فعندما نفتح الجريدة الصباحية، ونقرأ عن إنجاز جديد، نشعر أن الوطن يقلب موجات البحر لتصل إلى سواحل العطاء، فتمنح القلوب فرحتها، وتعطي النفوس هديتها التي لا تقدر بثمن، وهكذا تمضي السفينة، ريانة ببهجة المجد المجيد، والبوح السديد، وعناقيد الإبداع مستمرة في بث روعتها، ومهارة بذلها، وقوة تأثيرها في الواقع، معبرة عن جزالة شباب لا يكف عن عبور المحيط، ولا يجف له ريق، وهو يتذوق طعم الانتصارات في مختلف المجالات، منتمياً إلى أثر العصاميين من الآباء والأجداد، الذين مخروا عباب البحار بحثاً عن لؤلؤة الأحلام الزاهية، وسعياً إلى ملامسة عناقيد المجد في البر والبحر ودون توانٍ ولا تهاون ولا كسل ولا جنوح، واليوم نرى الأبناء يحذون حذو الأولين الطيبين المخلصين، ويحرقون شباب العمر شموعاً ليضيئوا الطريق لمن سيأتي من بعدهم، وهكذا هي الحياة سلسال الذهب تشد عقده بعضها بعضاً، ليستمر البريق على النحور فياضاً، منساباً كأنه الرحيق في ضمير النحل.
كلمات صاحب السمو لطلبتنا في أميركا، نبراس تحدٍ وطموح ورهان على فرسان هم بحجم الطموح، وهم بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وقد أثبتت التجارب ما تفضي إليه العبارات وما تبثه الكلمات.
فاليوم الإمارات في عصرها الذهبي تذهب بالمعاني مذهب السحابات إلى ضمير الشجر ومسعى الأقمار إلى مشاعر العشاق، ومقصد النسائم إلى روح الباقات المترفة، اليوم الإمارات تطوي جدائل أحلامها على أنامل من يصنعون التاريخ بأناة وتؤدة، ويصوغون من ذهب قرائحهم قلائد الفرح، ويمضون بالتطلعات إلى ما هو أبعد من النجوم، وأوسع من المحيطات، وأعظم من الحبال، لأن الرؤية واضحة والأهداف صريحة، والمبادئ صادقة، والثوابت راسخة، والحب الكبير يجمع القيادة بالإنسان على هذه الأرض، فلا شيء يعيق، ولا شيء يكدر، ولا شيء يعرقل، فكل الدروب إلى النجاح سانحة، والممرات مفتوحة على آخرها من أجل العبور إلى مستقبل زاهر باهر، منعم بمحدثات تسجل للتاريخ بأن الإمارات أرض نبتها بشر من جنس المبدعين، القابضين على جمرات المجد بإرادة لا تلين، واستدامة العمل الجاد، تسير على أرض خصبة خضيبة.