- نعبر أنا وحبيبتي النهر، فيجرفنا التيارُ إلى كهفٍ لا يهتدي إليه أحد. حينها أعود إلى تسلّق الأشجار العالية بحثاً عن زهرة الخلود. وحبيبتي تعجنُ الزمن وتصنع منه قناديل خضراء لبهجة أيامنا المقبلة.
- أرسم سلماً على جدار سجن وأغري المظلومين بفكرة الفرار. ثم نتسلق معاً حائط الوهم ونعبر من فوقه إلى أرض الحقيقة، حيث الكلمة هي نفسها في مكانها الأصلي بلا تحريف أو زيف. وحين يأتي الحُراس بحثاً عنّا، لا يجدون في المكان سوى ارتعاشاتٍ توقفت وصدى آهاتٍ بالية. بينما نحنُ، في الجهة المقابلة من الوجود، في ترفٍ محض.
- أصنعُ سجّادة من الذهب الخالص وأدعو الفقراء للمرور حفاة عليها. ثم أصنع سجادة من قشور الموز كي يجري فوقها اللاهثون في سباق الحياة. 
- تخطفني عصابة من الأقزام، فأصير بينهم أطول رجلٍ في العالم. أينما مددت ساقي عبرتُ النهر من فوقه، وأينما مددتُ يدي قطفتُ النجمة الساهرة وخبأتها في فمي.
- يتم انتخابي عضواً في جمعية (الشجرة). يداي غصنان طويلان توزعان ثمر الكلام العذب، بجذعٍ لا ينحني أبداً، وبجسدٍ لا يتزلزل في مكانه رغم رعونة الريح.
- يجتمعُ علماء نفس في غرفة مغلقة، وأنا مستلقٍ بينهم على سرير التجارب والاكتشاف. يضربني الأول بمطرقة خفيفة على الرأس ويدرك أن الجنون صفة بشرية، ثم تخزّني طبيبة بإبرةٍ في جهة القلب فيبتسمُ لها دمي. بعدها يخرجُ هؤلاء مشياً في طابور مستقيم ويسقطون في حفرة السؤال، بينما أنهضُ أنا الإنسان وأبدأ رحلة البحث عن حقيقتي.
- نفتتحُ أنا وعشّاقٌ كثيرون مصنعاً لبيع لساعات المتوقفة، إذ لا داعي بعد التعرف على لحظة الحب أن يستمر الزمن.
- يضع أبي قرص الشمس في يدي اليمنى، وتضعُ أمي قرص القمر في يدي اليسرى. وحين أخلطهما معاً، يتعانقان كما الليل والنهار، وينفصلان ويتحدان في دوران أيامي الآتية.
- أبتكرُ بوصلة يُشيرُ سهمُها إليّ. حين أمشي للأمام أدرك أنني في الاتجاه الصحيح، وحين تجرّني الغفلة إلى الوراء، يطعنني السهم في الصدر ويرنُّ جرس الانتباه عالياً. بوصلةٌ مثل هذه هي حقاً سفينة النجاة من كل غرق.