نحتفلُ بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام، ونراقب بفرحٍ عظيم حضورها اللافت على الساحة الشعرية، محلياً وعربياً، حيث تحتضن الإمارات مجموعة كبيرة من الأسماء النسائية والأصوات المبدعة التي كتبت القصيدة الحديثة عبر ثلاثة أجيال، تشهد كلها على تطور القصيدة، ومستوى التعامل مع النص، وتجديده على مستوى المعنى والبنية الفنية، والقدرة على حمل مشاعر وفيوض الحس الأنثوي المرهف، إضافة إلى ذهاب المرأة الشاعرة أيضاً إلى التعبير عن قضايا الوطن والأمة والإنسان عموماً.
ومن يراقب تطور هذه التجربة، يقف عند الأسماء الشابة الجديدة التي تكتب الآن، وتبشّر بتراكم نوعي وصياغات حديثة مبتكرة ومشاركات على المستويين العربي والعالمي أيضاً. وأحب أن أشير هنا إلى مشاركة 3 شاعرات إماراتيات مؤخراً في مهرجان شعراء دول البريكس الشباب الذي أقيم في الصين مؤخراً، وهن: شيخة المطيري وأمل السهلاوي، وفاطمة بدر، حيث سجلن حضوراً إماراتياً لافتاً في هذا المهرجان، وامتازت نصوصهن التي قمن بإلقاء بعضها من على سور الصين العظيم، بالتعبير عن هواجس الروح الأنثوية ورؤيتها للوجود، واهتمامها بالتفاصيل الصغيرة والألوان والأشياء التي لا نجدها عادة في نصوص الرجال. وكانت تلك التجربة محط إعجاب المنظمين، وبقية المشاركين، من شعراء وشاعرات دول البريكس.
تجاوزت المرأة في الإمارات مرحلة البدايات، وصارت تقف اليوم في المقدمة. وإلى جانب الشعر، هناك من يكتبن الرواية باقتدار لافت، ولن يمر وقت طويل حتى نرى الرواية الإماراتية تحصد الجوائز الأدبية الكبيرة في هذا المجال. 
وللمرأة حضور خاص في المسرح والدراما والسينما أيضاً، حيث أصبحت تؤدي أدوار البطولة في الكثير من المسلسلات الخليجية، إضافة إلى حصد الجوائز في مهرجانات الإخراج السينمائي. أما في الفنون التشكيلية البصرية، فإن التجارب الجديدة لبنات الإمارات، وكثرة مشاركاتهن في المعارض، محلياً ودولياً واضحة جداً، هناك تجريب دائم وطرح لأفكار وتصورات ورؤى فنية مغايرة واستخدام للمواد بأسلوب جديد. هكذا تتشكل ملامح الحضور الأدبي والفني لدى المرأة، وتنتقل بسرعة من التجارب الكلاسيكية للجيل الأول إلى خطاب التجديد الحالي.
حظيت وتحظى المرأة الإماراتية بكل الدعم من الحكومة والمجتمع. وهذا التمكين هو الذي دفعها لتتبوأ اليوم هذه المكانة العالية والظهور بشخصيتها المتفردة في التعامل مع الذات، ومع الآخر بأسلوب حضاري يعبّر بحق عن صورة المرأة المواطنة المتسلحة بالثقافة والعلم والأخلاق السامية الرفيعة.