هل هي فرحة أو حلم أو أمنية وتحققت بأن يأتي معرض للفواكه والمانجو على وجه الخصوص، في منطقة صحراوية، وساحل  يعتاش أبناؤه على ما تنتجه أيديهم، وقد قهروا الطبيعة وتم تطويعها لتصبح معطاءة وخيرة، بعد استغلال مواردها الطبيعية، في البحر والبر، الصحراء، الجبل، السهل والوادي.. عظيمة دورة الحياة، حيث يتم صناعة واقع ووجود جديد مختلف عن الماضي البعيد، دولة وحضارة تخطت الكثير من الدول والمدن، إنه الفتح العظيم لرؤية مشرقة، قفزت بهذا الساحل إلى المقدمة، على ضفاف الخليج العربي، تنبت وتصنع الحضارة الجديدة والمدن الجديدة، والتقدم الجميل في كل المجالات والأصعدة. وحده الساحل والأرض تظل ممتدة بامتداد بحر الخليج العربي، ولكن بوجه جديد وجميل.
نتذكر الساحل الشرقي في الإمارات، حيث المناطق الجبلية والزراعية، كانت شيئاً مختلفاً عن ما نراه الآن، كان الطريق إلى هناك صعباً وقاسياً، حيث، لا طريق ممهد ولا وسائل نقل جيدة وسريعة للوصول، بل إن عراقيل وصعوبات كثيرة كانت تعترض سبيلك وطريقك. حتى الحياة الإنتاجية كانت، ضعيفة جداً، وإن كانت منطقة زراعية وبها فرص كبيرة للإنتاج وتوفير الحياة الجميلة، وعندما تعاين الأسواق هناك والمعروضات قديماً، لا تجد غير القليل، كانت أسواقاً صغيرة وضعيفة، والإنتاج أيضاً قليل، وينحصر في بعض الحمضيات، مثل الليمون والترنج أو البطيخ والجح، وبعض الخضروات، وإن توافر ثمار المانجو ولكن كان الإنتاج لا يكفي الأسواق،، كلنا يتذكر أسواق الطريق وما يعرضه الأهالي في الزمن البعيد القديم، حيث الأسواق الشعبية هي وحدها التي تمد الناس بحاجياتهم الضرورية والمهمة، وتتلخص في بسطات على الأرض للمنتوج الذي استطاع المزارع أو الصياد الحصول عليه من أرضه أو من محيطه البحري.. تشاهد بسطة للإنتاج الزراعي وهي عبارة عن قليل من الليمون وحبات من الترنج أو المانجو أو الجح أو البطيخ أو البصل أو عذوق الرطب أو شيء من التمر، بالإضافة إلى زجاجات ودبات السمن والعسل، إلى جانب هذا كان أهل البحر يعرضون القليل من الأسماك المجففة أو علب من (السحناة)، وهي السمك المجفف والمطحون، أو (تنكات) علب تحتوي على شرائح من الأسماك المملحة.. يتبدل المعروض في الزيادة أو النقصان حسب المواسم، كان الماضي صعباً وجميلاً في الوقت نفسه، حيث يسعد ويفرح الجميع بروعة ذلك الساحل الشرقي البديع بطبيعته، بدءاً من جمال المكان وانتهاء بالروح الجميلة لسكان الساحل الشرقي.
الآن قد يذهل الإنسان من مدى القفزات الحضارية الكبيرة والتقدم المذهل في كل شيء، خصوصاً في المجال الزراعي المهم لبلدنا الجميلة، من يصدق أن تتحول هذه المنطقة والأرض إلى أن تكون عارضة لفاكهة المانجو، وفواكه عديدة وكثيرة، وأهمها معرض المانجو، حيث تعرض منتوجات الإمارات من هذه الفاكهة الجميلة، وبأنواع وأشكال وأصناف مختلفة.
وتقدم مدينة خورفكان نفسها لتقول هذه أرض ومكان معرض المانجو الدائم، ولن تكون تجربة ومرت، لكنه حضور جاء ليدوم ويمتد إلى أعوام طويلة قادمة.
فهل نقول بعد زمن ليس بالبعيد إن الإمارات إحدى الدول التي يمكنها أن تصدر المانجو إلى دول الخليج العربي.