تأهل منتخبات إسبانيا وفرنسا وإنجلترا وهولندا، يتفق مع القاعدة التاريخية في كرة القدم التي تقول إن المنتخبات الكبيرة تفوز في النهاية بالبطولات، وإن الأسماك الصغيرة في محيط اللعبة قد تحقق شيئاً فريداً مرة لكنه لا يتكرر، مثل الدنمارك 1992، اليونان 2004، البرتغال 2016. 
وهنا قد يحدث الاختلاف، البعض كان يفضل اكتمال ثورة سويسرا وتركيا، ليحلان محل إنجلترا وهولندا، خاصة أن يورو 2024 مثل كأس الأمم الأفريقية 2024، وستكون مثلهما كأس آسيا 2027، إنها مرحلة الثورة في خريطة القوة، لقد حاول 11 منتخباً من أوروبا الشرقية أن تشاغب غرب أوروبا، لكنها لم تنجح، ولقبت سويسرا بالحصان الأسود، ولم تهزم الجواد الإنجليزي الأصيل، والبعض يفضل استمرار القاعدة التاريخية: البطل من الكبار.
أعترف بأني كنت أشجع إنجلترا أمام سويسرا، وأنا أرى الفريق السويسري أفضل من جميع الوجوه، بينما منتخب إنجلترا ما زال يلعب دون إبداع أو ابتكار أو سرعة، وبلا خط وسط وبلا ظهير أيسر جيد، وبلا ملعب واسع في المقدمة، إنه فريق ممل، هو ليس حصان سباق عربي سريعاً وخفيفاً ورشيقاً وجميلاً، يخلبك بخطواته ورشاقته، ولكنه حصان قفز سدود. وبالفعل خاض الإنجليز مبارياتهم وكأنهم في حلبة قفز سدود، هم تقليديون، يركضون في الملعب ببطء وفي لحظة ما ينجح الحصان الأصيل بخبرته في تخطي السد حتى لو كان مركباً وصعباً.
إنجلترا منتخب ممل فعلاً، وأشفق عليه، وعلى جماهيره التي تبحث عن انتصار منذ عام 1966. 
وعلى الرغم من أن ساوثجيت قاد الفريق إلى الدور قبل النهائي للمرة الثالثة في أربع بطولات، فإنه يعاني حالة كراهية غريبة في أوساط جماهير الكرة الإنجليزية.
الحقيقة الأوسع تظل هي أن منتخب إنجلترا بقيادة ساوثجيت قد تأهل مرتين إلى ربع النهائي، ونصف النهائي والنهائي.
وخلال ست سنوات، فاز الفريق بسبع مباريات خروج المغلوب في البطولة، بينما فازت إنجلترا في مرحلة ما قبل ساوثجيت بست مباريات بالضربة القاضية في نصف قرن، هذه هي الفترة الأكثر استدامة من النجاح في تاريخ منتخب إنجلترا.
ولكن المشكلة هي أن مدرسة التدريب الإنجليزية تعاني، وآخر مدرب إنجليزي صميم فاز بالدوري كان هوارد ويلكنسون لاعب كرة القدم المباشرة، ولهذا السبب تملك إنجلترا ساوثجيت، ولهذا السبب تملك إنجلترا لاعبين يتألقون في أدوار محددة، ولهذا السبب يفتقد المنتخب خط وسط مبدعاً، ويفتقد أيضاً أصحاب المهارات الذين يصنعون المساحات في أضيق المساحات، لا يكفي ساكا وحده أن يكون مبهراً بهدف في توقيت قاتل، ولا يكفي وجود فودين بجوار بيلينجهام، خلف هاري كين البطيء، ولا يكفي بيكفورد الذي تصدى لركلة جزاء مانويل أكانجي الضعيفة، ولا يكفي الإيحاء بأن السر كان في زجاجة بيكفورد!
** والآن تقف هولندا حائلاً بين إنجلترا وبين لقاء فرنسا أو إسبانيا في النهائي يوم الأحد في برلين، وستكون هذه هي المباراة رقم 102 لساوثجيت، وهو يتطلع بشدة إلى رؤية هاري كين، قائد منتخب إنجلترا، يرفع الكأس، إنه الحلم الإنجليزي!