في ليلة واحدة، ودع كريستيانو رونالدو، وتوني كروس، بطولة الأمم الأوروبية، بعد أن وضعت البطولة نقطة في آخر السطر لمشاركة كل منهما في الحدث القاري، بعد مشوار حافل بالعطاء والتألق، وفي نفس الليلة ودعت البطولة أيضاً المنتخب الألماني صاحب الأرض والجمهور، بعد أن اصطدم بحاجز «الماتادور الإسباني» أكثر المنتخبات إقناعاً في «المونديال الأوروبي»، وذلك بعد أيام قليلة من وداع المنتخب الإيطالي حامل اللقب!
وبالتأكيد كان رونالدو يمني النفس بإهداء منتخب بلاده لقباً يزين به مسيرته الرائعة مع البحارة البرتغاليين، لكنه غادر المشهد من دون أن يسجل هدفاً واحداً، وهو ما يحدث للمرة الأولى خلال مشاركة رونالدو في البطولة الأوروبية أو كاس العالم، واكتفى «الدون» بتحقيق رقم قياسي جديد باعتباره أول لاعب يشارك في 30 مباراة بالبطولة الأوروبية.
أما توني كروس فقد كان يأمل أن ينهي مسيرته في الملاعب بالفوز باللقب الأوروبي، بعد أن أنهى مشواره مع الريال بالفوز بلقب «دوري الأبطال»، ليكون واحداً من اللاعبين القلائل عبر التاريخ الذي يفوز ببطولة أوروبا للأندية والمنتخبات في عام واحد، وذهبت أحلام كروس أدراج الرياح حين سجل الإسبان الهدف القاتل والشوط الإضافي الثاني يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبدلاً من قيادة «المانشافت» إلى مربع الذهب، لن يتذكر متابعو البطولة سوى مشهد توني كروس وهو يصيب النجم الإسباني المتألق بيدري ليحرم الإسبان من أحد أهم لاعبي الوسط حتى نهاية البطولة، ورد الإسبان بتحقيق إنجاز غير مسبوق بتحقيق الفوز في خمس مباريات متتالية، وإخراج ممثل الدولة المنظمة من ربع النهائي.
×××
يستحق منتخب البرتغال لقب الأسوأ حظاً في البطولة، فبعد أن تجاوز مأزق سلوفينيا بركلات الترجيح، تفوق على منتخب فرنسا في معظم فترات المباراة وكان قاب قوسين أو أدني من حسم المباراة في وقتها الأصلي أو الإضافي، ولكن ركلات الترجيح أدارت ظهرها، هذه المرة، للبرتغال بعد أن فشل الحارس دييجو كوستا في التصدي لأي ركلة من الركلات الخمس لفرنسا برغم تألقه اللافت في ركلات الترجيح أمام سلوفينيا عندما دخل تاريخ «اليورو» بالتصدي لكل ركلات المنافس.
×××
كاد لويس دي لافوينتي مدرب إسبانيا أن يدفع ثمن تغييراته المبكرة لجناحيه، لامين جمال وويليام، لكن البدلاء كانوا عند حسن ظن المدرب واستطاعوا أن يقودوا الفريق إلى نصف النهائي.