أصبح لقاء مانشستر سيتي وليفربول، هو «كلاسيكو» العقد الثالث، من القرن الحادي والعشرين.. ودائماً يجرى على إيقاع صراع شديد السرعة، يجعل المشاهد لاهثاً مستمتعاً ومتشوقاً ومشدوداً.. ويا له من نجاح لا يمكن إغفاله للكرة الإنجليزية ولمانشستر سيتي أحسن فريق في العالم، ولليفربول المنافس الأول لأحسن فريق في العالم.
نعم لم يعد لقاء ريال مدريد وبرشلونة هو «كلاسيكو الأرض»، خاصة بعد أن فقد أبطاله، رونالدو وميسي وبنزيمة.
لقد باع الإسبان للعالم مباراة برشلونة وريال مدريد طوال عقود، على أنها المباراة الأجدر بالمتابعة في الكوكب.. وكان هذا الترويج مهماً لصناعة الكرة الإسبانية.. لكن مباراة القطبين ظلت فريدة ذاتها في الملعب الإسباني، بينما مباراة مانشستر سيتي وليفربول تجرى في سياق تنافسية أعلى، وفى إطار سباق دائرته متسعة تضم في تلك اللحظة 7 فرق.. وهذا فارق مهم وغير مرئى بين «البريميرليج» و«الليجا».
إن متعة ارتفاع درجة التنافسية في «البريميرليج» ليست سبباً وحدها في تحول لقاء فريقي «السيتي» و«الريدز» إلى فيلم سينمائي عالمي يحظى بمشاهدات عريضة في الكوكب. لارتفاع المستوى الفني والتكتيكي، ولارتفاع درجة حرارة الصراع والإيقاع بين الفريقين.
عن النتيجة، قال جوارديولا: «إنهم سعداء، ونحن أقل سعادة قليلاً، وهم أكثر سعادة، لكنها كرة القدم».
اختصر المدرب الإسباني كل شيء بتلك الجملة، فقد قدم «السيتي» عرضاً في توالي موجات الهجوم التي تشبه أمواج البحر المتتالية، فهذا فريق يدفعك إلى عدم الاقتراب من لاعبيه بسبب طريقة لعبهم، وعلى سبيل المثال كان الصراع بين جيرمي دوكو وألكسندر أليسون مبارزة فنية عالية المستوى، تستحق وحدها ثمن التذكرة، حيث قرر جوارديولا أن المرور إلى مرمى أليسون بيكر يبدأ من دوكو، وكان أكي مدافعاً ذكياً وقوياً ومهاجماً، وكان أكانجي ممتازاً، وكذلك رودري، وكلاهما قطع مسافات دفاعية وهجومية عريضة للغاية، لكننا أمام فريق جماعي تختلط فيه مهارات الفرد بتكتيك وخطط يمارسها الجميع.
ولا يمكن أن يترك الإنجليز رقماً.. وهكذا لقد فاز «السيتي«بكل مباراة على ملعبه في عام 2023 في جميع المسابقات، وفوز آخر كان سيعادل الرقم القياسي الذي سجله سندرلاند بين عامي 1890 و1892.. هل تدرك أين تلك الفترة بين عامي سندرلاند؟
لو سألتني من يفوز بلقب الدوري هذا الموسم، أرد عليك بقصيدة من تأليف وزير الدفاع الأمريكي السابق رونالد رامسفيلد، وكانت جريدة «كريستيان ساينس مونيتور» قد نشرت هذه الأبيات لوزير الدفاع منذ سنوات، ويقول فيها الشاعر رامسفيلد:
«كما نعرف
فهناك أشياء لا نعرفها
بعضها نعرف أننا لا نعرفه
وبعضها الآخر لا نعرف أننا لا نعرفه
الأشياء التي لا نعرفها.. لا نعرفها
والأشياء التي نعرفها قد لا نعرفها»
** عفواً معالي الوزير فتلك ليست إجابة، ولا هو شعراً، حين ترجم إلى اللغة العربية.. وأشكرك لأن القصيدة تختصر عدم التوقع!