هي هكذا، على الأرض سنبلة، وفي الحياة شريان، وبين ضلوع الوطن قلب نابض يحرك اللواعج ويفضي إلى بناء الوشائج، ويعمل على صناعة الأمل، في عيون عشاق الحياة.
هذه هي المرأة منذ أن حملت جرة الماء على رأسها لتروي الصغار والكبار، إلى أن بلغت الحياة الاجتماعية نضجها المادي، فحملت هذه السيدة على عاتقها مسؤولية المشاركة، والتضامن مع الرجل من أجل سلامة السفينة، وعافية أشرعتها المفردة باتجاه الأفق.
هذه هي المرأة في بلد أعطت وأجزلت في العطاء، وبذلت بسخاء، واليوم نجد المرأة في ميادين الحياة، تتأبط الحلم إماراتياً بامتياز، وتمضي في دروب العمل الوطني واثقة، ثابتة الخطوات، راسخة الجذور، شامخة الهامة، نجدها اليوم في السياسة نجمة صبح، وفي الاقتصاد درة الأعماق، وفي الثقافة كلمة الفصل، في البلاغة، وفي نبوغ الموهبة..
المرأة اليوم في الوطن، محور الاجتماع البشري وجوهر البناء الأسري، فهي معلمة ومربية وملهمة، وهي الجملة المفيدة في رواية الوطن، وسيرة التطور، والبناء منذ النشأة وحتى النهضة المستدامة، وهي اليوم تتبوأ أهم مشاريع الوطن في العلاقة مع الآخر، وتقدم تجاربها في مجال التواصل مع العالم بصورة زاهية، ورونق، ومهارة، وبراعة، وتفرد، وتميز، وقدرات فائقة على إثبات الذات، وتحقيق الأمنيات.
المرأة في الإمارات اليوم لغة العصر، وأبجدياته الراهنة، هي نقطة الانطلاق وبلا نهاية، والبداية حلم، وما بين الحلم والعلم، فكرة جلية تثبت أن المرأة حملت على كاهلها الالتزام الأخلاقي بأن تكون من حيث تكون النجوم، وحيث تفشي الغيمة سر البلل، ومن حيث تسكب الموجة بياضها على سفوح الماء، ورمل الذاكرة.
المرأة في المجمل والتفصيل، هي سدرة الأفنية الواسعة، هي في الوعي نبرة النشيد الأزلي، وهي في الأبدية، استدامة العطاء، وديمومة البذل.
الإمارات تبدو في العالم اليوم وهي تقدم كل ما يلزم لتطور المرأة، النموذج والمثال، كل ذلك يحدث بفضل القيادة الرشيدة، والجهود الكريمة التي تبذلها أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
المرأة اليوم تنعم بهذه الكفوف التي ترسم على صفحات التاريخ صورة الإنسان الذي سما، واعتلى سلم الحياة، بفضل هذه الجهود السامية، التي تقدم كما لو أنها الجداول تسقي الجذور، وكما لو أنها الغيمة تروي الأرض، وكما لو أنها الزهر ينثر الشذا في الربوع والأفياء، كما لو أنها الحلم في طهارته، وعفويته، وفطرته الأصيلة.
الوطن اليوم يُزهر بهذه المصابيح التي تنير دياره، وتفصح عن ربيع عصر، تتفرد به الإمارات دون سواها، وتتجلى فرادتها، بتطور المرأة الإماراتية وازدهار موائلها، وبوحها، وموادها، ومنوالها.